عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

تعليق للقديس اوغسطينوس

تعليق للقديس اوغسطينوس

الخميس من أسبوع تجديد البيعة : Jn 10,17-21

تعليق على الإنجيل
القدّيس أوغسطينُس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
المقالة 47

"لِيَ القدرةُ أن أُضحّي بحياتي، وَلِيَ القدرةُ أن أستَرِدَّها"

"أُضحّي بحياتي". لاحظوا قوّة هذه العبارة. فليَكُفّ اليهود عن تمجيد أنفسهم. قد يصُبّون غضبَهم عليّ، لكن إن لم أوافق على التضحية بحياتي، إلى ماذا يمكن أن تؤدّي جهودُ غضبِهم؟ فإنّ محبّة الآب للإبن ليست ثمن الموت الذي سيواجهُه، لكنّه يحبُّه لأنّه يجدُ فيه طبيعتَه نفسَها. في حين أنّه بموجبِ هذا الحبِّ نفسِه، رَضِيَ بالتضحيةِ بحياتِهِ من أجلِنا.
هذه الكلمات هي الدليل القاطع على أنّ موتَه لم يكن نتيجةَ أيِّ خطيئة شخصيّة، بل جاء لأنّه أرادَ ذلك، حين أرادَ ذلك وبالطريقة التي أرادَها: "وليَ القدرةُ أن أُضحّي بها، وَليَ القدرةُ أن أستَرِدَّها".
إذًا، بأيِّ معنى قال ربُّنا إنّه يملكُ القدرة على التضحية بروحِه أو بحياتِه؟ يسوع المسيح هو في الوقتِ نفسِه "الكلمة" والإنسان، أي "الكلمة" والروح والجسد؛ إذًا، هل ضحّى بروحِهِ أو بحياتِه واسترَدَّها بصفتِهِ الكلمة؟ أو بصفتِهِ روحًا بشريّة، ضحَّت الروح بنفسِها واسترَدَّتها؟ أو بصفتِهِ جسدًا، ضحّى الجسد بروحِهِ واسترَدَّها؟ إن قلنا إنّ "كلمة الله" ضحّى بروحِهِ واسترَدَّها، هذا يعني أنّ تلك الروح بقِيَتْ مُنفصلة عن "كلمة الله"، لأنّ الموتَ يفصلُ الروح عن الجسد. لكن لا، لم تُفصَل الروح أبدًا عن "الكلمة". إن قلنا العكس، أي إنّ الروح ضحَّت بنفسِها، يكون هذا كلامًا غير منطقي. فإن كانت لا تستطيعُ الإنفصال عن "الكلمة"، كيف يمكنها أن تنفصلَ عن نفسِها؟ إذًا، الجسد هو الذي ضحّى بالروح ليسترِدَّها لاحقًا، لكن ليس بقدرتِه، بل بقدرة "الكلمة" الذي كان يسكنُ فيها.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com