عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

" أقيموا اٌلصّلاة وانتم صُحاة". مزامير النوم الكبرى

" أقيموا اٌلصّلاة وانتم صُحاة".

مزامير النوم الكبرى

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

هل اختيار هذه المجموعة من المزامير من باب الصدفة؟ هل من قاسم مشترك بين المجموعة؟ هل من مرجعية عقائدية لهذه المجموعة؟

هذه الأسئلة وغيرها نجيب عليها لاحقا في شرحنا المفصّل للمزامير،نقف بشكل مسهب بعرضنا لكلّ مزمور ومزمور.

ما يميّز هذه المجموعة من المزامير إنها بمثابة "مرثيّة فردية" أو " عزاء ذاتي"، ولولة ذاتية.،وهي بمثابة صُراخ ودعاء واستغاثة مستعجلة للرب، يطلُب المُصلّي الإغاثة  من الرب لينقذه وليهزم أعدائه.

المزمور الرابع:

يتميّز المزمور بكونه صلاة فرديّة،صلاة الشخص في ضيق،كذلك يطلب المُصلّي الإغاثة بشكل مفصّل متوجّهًا لله ان يرسم وجهه عليه ويُريه لخيرات.

ألمُصلّي يعي ان الله هو الوحيد الذي يستطيع منحه الثقة والأمان كذلك يُخبرنا المزمور مدى ثقة المصلّي بالربّ.

توجّه المُصلي رافع الصلاة للخطأة هو من بين الأمور المشتركة لهذه المزامير،يطلب المصلّي من الناس السلوك الحسن والعودة للرب ويتكرّر التعبير :" توكّل على الربّ" الأمر الذي يمنح الفرح والنوم الهادئ والسكينة.

ابرز هذه المجموعة من المزامير "الصلاة الفردية"،بداية المزمور عبارة عن مناجاة الله ليرحمه ويغفر له لوضعه الجسدي والنفسي" عظامي ترتجف ونفسي في اضطراب شديد".

كما أسلفنا يشدّد المزمور على الحالة الفردية للمُصلّي وحالته اليائسة البائسة دون ذكر الاعداء:" مسكين انا وعظامي ترتجف،نفسي تضطرب،موجع انا في أنيني،بدموعي أبلّل فراشي،عَشِيَت مِن الغمِّ عيناي".

من اللافت للنظر في هذا المزمور السادس الآية الأولى المحذوفة من الترجمة العربية، استخدام " على الثمانية" أو " على ثماني" والقصد عن آلة العزف ذات ثمانية اوتار والقصد عن ثماني الحان_ أصوات.

ومن هنا الألحان الثمانية في الكنيسة البيزنطية.

ترد العبارة" إلى متى يا ربّ" كثيرًا في هذه المجموعة من المزامير_مزامير الصلاة،كذلك عبارة" من يحمد الربّ" نجدها كثيرا في هذه المزامير.

كذلك المزمور الثاني عشر يعدّ من مزامير "غيرة_رثاء الفرد" يعبّر الكاتب عن تذمّره وشكواه يتذمّر أمام الله من فوز الأعداء عليه وتدميرهم له.

فالمزمور مبنيّ بشكل واضح متسلسل يبدأ بالتذمّر والشكوى وثمّ الصلاة وأخيرا الشكر للربّ.

المزمور الرابع والعشرون هو ايضًا من فئة" غيرة _تذمر_رثاء الفرد" وكذلك ينتمي لتسع مزامير المسمّاة" "من اليونانية  akros  متطرف+ stichos سطر  ; بالانجليزية  Acrostic عبارة عن تسلسل ابجدي" ويقسّم هذا المزمور لثلاثة اقسام رئيسية هي:

+الطلبات ومديح الله.

+ الاتكال على الله.

+وتكرار الطِّلبات.

المزمور الثلاثون ينتمي لنفس المجموعة من المزامير" المزامير الفردية" التي تعتمد على قرابة الله للانسان وان الربّ سريع الاستجابة في وقت الضيق.

يجسّد هذا المزمور علاقة القربى بين الله والمصلّي واستخدم زمن الحاضر في كل المزمور واستعمال افعال الدالة على الطلب والتضرّع.

المزمور التسعون" مزمور الحجاب"،يُحصي مصائب وكوارث وينجو منها المتّكل على الله وهذه الكوارث_المصائب:فِخاخ،خوف ،رعب،اوبئة،السقوط والفشل.

هذه الكوارث واقعية وليست من نسج الخيال وان ترتبط بالسحر والشعوذة والمعنى الديني لهذه المضائب،انه لا وجود لمصائب خارقة فوق الطبيعة ولا حاجة للوقاية منها.

استُخدم هذا المزمور من قِبل خدَمة الهيكل " اللاوي" كاهن او شاعر الهيكل الذي يُمثِّل الله وذلك بالرغم من عدم ذِكر الهيكل ابدًا وهدف المزمور ان يُقرأ بكلّ لسان وليمنح الثقة والامان في كلّ مكان.

المزمور يرتبط ارتباطًا وثيقًا لقصيدة "اصغوا...".

المزمور الخمسون هو بمثابة اعتراف شخصي لداود بعد خطيئته وبت شيبع. المزمور من فئة" رثاء _عزاء الفرد".

يُعبِّر المزمور عن الاعتراف بالخطيئة وطلب المغفرة،ولهذه الميزة اعتبرته الكنيسة قديمًا من بين سبعة مزامير النّدم وهو ابرزهم وكان باستخدام الكهنة اسستنادا لنص الايات 11 _8 .

الاعتراف صُلب فحوى المزمور وما من اعتراف دون وعي ومعرفة الخطيئة وليس صُدفة او هل الاعتراف نتيجة داخلية ام ضائقة خارجية.

المزمور المئة والواحد نصيب الاسد في المزمور:الرجاء الشخصي والتضرّع الشخصي اضافة لموضوع "العزاء الفردي_ الرثاء الذاتي"." العزاء-الرثاء الفردي".اذ نوجز ونقول،ليس صدفة اختار الاباء القديسين هذه المجموعة من المزامير فكلّها عبارة عن "رثاء ذاتي" وكلذها صلاة تضرّع وابتهال للرب ففي زمن الصوم زمن انسحاق الجسد وكبح جماح الشهوات الجسدية،ويطلب المُصلّي هزم الاعداء واغاثة المظلوم واتكال المصلّي على الرب فيطلب معونة الله طالبًا الخزي لطالبي نفسه.وليهزمهم الرب ويرتدوا للوراء ليفرح الذين يبتغون الله فالرب يسمع دعاء المُصلّي وحافظ حقّ المُتضرّع.

في زمن انسحاق الجسد وزمن الصوم الجسدي وكثرة الأعداء لضعف المصلّي والساخرين منه فهو مستقيم عظامه ترتجف مضطربة من كثرة حزنه وبكائه يبلّل الفراش بالدموع وساء نظره من حدّة البكاء والنحيب فيرفع صلاته إلى متى يا ربّ تنساني ولماذا لا تنظر إليّ وأنا إنسان لا استطيع ان أتحمّل كل الغمّ والهمّ وحتّام يتغلّب العدوّ عليّ ويظنّ انه تغلّب عليّ لذلك يا ربّ ارفع نفسي وعلى الله أتوكّل فأنا لا أخزى إلى الأبد وعندها لا يشمت بي الأعداء فيعلمون ان من يتّكل على الربّ يخلص.

في صلاة النوم الكبرى تمييزًا عن الصغرى للرب ان يهدينا لتعاليمه ويرشدنا فالرب رحمته وحنانه منذ الدهر.

في الزمن الفصحي خاصة نصلّي للرب طالبين بألّا يذكر خطايانا لا بل يتذكّرني برحمته. اختيار هذه المجموعة من المزامير في زمن الصوم الأربعيني لغزارة المعنى وشمولية المضمون،مخاطبة المصلّي للرب،عليك توكّلت أنقذني ونجّني، أمل إليّ أذُنك أنت ملجإي ومرشدي.

انت يا رب حصني وملجإي تظلّلني بجناحيك احتمي تحت كنفك لذا يا ربّ،لا اخشى اهوال الليل ولا السهام المصوّبة عليّ ولا اخشى من الوباء ولا من الشرّير. دومًا نردّد قول اشعياء النبي:" معنا هو  الله فاعلموا ايها الامم وانهزموا لان الله معنا".

 هذه المزامير والصلوات في زمن الصوم المقدّس هي بمثابة مراحل عملية حسابية، كل منها يعتمد لفهمِه على ما سبق للوصول الى الجواب الاخير والنهائي_الخلاص.هذه المزامير والصلوات الاخرى في صلاة النوم الكبرى تذكّرنا بالهدف الاسمى الا وهو انتظار الختن لنعبر من عبودية الخطيئة الى الخلاص بالمسيح.

صلاة النوم الكبرى في الزمن الفصحي تكون بشكل مكثّف ايام الاثنين والثلاثاء والخميس وخدمة الاقداس السابق تقديسها يوم الاربعاء،فنحن كمسيحيين وكافراد حسب المزامير نشارك،ويشارك الفرد ضعفاته ومآسيه ليعلن ويكشف قدوم الرب المُخلّص قبل الدخول لخدر الربّ المزيّن يجب ان نُزيّن ونبتهج نفسيًّا روحيًّا لانه بعد التوبة والصلوات المكثفة دون ملل تُعلن لنا الكنيسة المقدسة فضيلة الامانة وفضيلة اليقظة.

فضيلة الامانة مثل يوسف العفيف مثالا في صلوات الاثنين وصلوات الثلاثاء مثل العذارى.

التسمية الشعبية " يا ربّ القوات "هي مقتبسة من المزامير ايضًا. ما يذكر المترجم في الكتاب ص 38 {ترجمة الاب ميشال نجم}:" اشعياء الفصلان الثامن والتاسع من الواجب العلمي التنويه بملاحظة ان الاقتباس ليس بالكامل من الاصحاحين بتاتا وهناك ايضًا آيات لا ندري من اين استقاها انظر مثلا ص 40:" فساتوكّل عليه، واخلص به، لان الله معنا" و ص 42 :" مضيرا عجيبًا ..لان الله معنا" و ص 44 :" الها قويّا مهيمنا رئيس السلام.لان الله معنا، ابا الدهر الاتي" من المهم ان نذكر ان نص اشعياء ص 38 _44 يتماشى ومعنى المزامير وبايجاز الربط بينهم الاتكال على الله وثقة المصلّي بالرب وفي النهاية سينهزم الاعداء ولا فرح لهم لا بل خزي وعار وقهر وانهزام بالنهاية.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com