عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

إنجيل متّى 23 _ 18 :4

إنجيل متّى 23 _ 18 :4

الأحد الثاني بعد العنصرة

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف_ www.almohales.org

مقدّمة

قراءة الآيات 12 إلى 17 ،تبيّن لنا انتظار يسوع لاعتقال يوحنا حتى يبدأ التبشير بالتوبة، لمّا وصل يوحنا بالعهد القديم إلى نهايته،بدأ يسوع بالتبشير بالعهد الجديد بكونه نفسه هو بداءته.

لا يُفهم من هذا البتّة ان غاية يسوع ان يدوس على تعاليم يوحنا إنما ان يثبّته.

لمّا دعا يسوع تلاميذه تركوا للحال شباكهم.فالمسيح يطلب منّا هذا النوع من الطاعة  الفورية. فالمتمسّكون بالأمور الروحية يُرفعون بها، انّك ستترك وراءك الكثير ان أنكرت الرغبات الدنيوية،فالرب ينظر إلى القلب لا إلى الثروات المادية، إذا على كلّ تلميذ يأتي إلى المسيح ان يترك وراءه هذه الارتباطات الثلاثة: أعمال الجسد، الثروات المادية والآباء بحسب الجسد.

يجدر بنا للحصول على الملكوت ان نضحّي بكل ما نملكه وما نرغب في امتلاكه. يسوع لم يعارض تلاميذه لما أرادوا الابتعاد عنه، ولمّا ابتعدوا عنه لم يدعهم إلى التخلّي عنه.يرى يسوع تلاميذه لا من حيث الجسد بل من حيث القلب والروح، ولا يختارهم كتلاميذ له بل لأنهم كفء لان يصبحوا تلاميذه.

اختار يسوع صيادي السمك غير المتعلّمين، غير البارعين وغير المثقفين، لتظهر نعمة الله ظهورا جليًّا فجعلهم صيادي بشر ومعلمي المسكونة لكي يخرج بكلمة الله،الناس ومن وهم العالم ومن عالم متقلّب مسعور متزعزع وغدّار.

ماذا ترك الصيّادان الفقيران وراءهما؟أي ما تركا وراءهما عند دعوة الرب لهما؟

الاهتمام هنا بنيّة المرء لا بثروته،إننا نميل إلى التعلّق بما نملكه ونتمسّك به تمسّكا شديدا.

ترك بطرس واندراوس الكثير وراءهما،لما تخلّيا عن الطمع والرغبة.

قال يسوع:" اتبعاني"{الآية 19}ويوحنا يخبرنا بطريقة أخرى{يوحنا 40 _35 :1 }وكانت الدعوة لمرتين من يسوع ويوحنا أورد الأولى منهما،يمكن إدراك ذلك من أمور عديدة هناك قيل أنهما أتيا إلى يسوع في الوقت الذي :" فيه لم يكن يوحنا قد ألقِي في السجن"{يوحنا 24 :3 } وهنا يقول بعد الاعتقال ،هناك يدعو يسوع بطرس،وهنا يدعو الاثنين.يوحنا الإنجيلي:" أنت سمعان بن يونا،وستدعى كيفا أي الصخرة" { 42 :1 } لكنّ متّى يقول انه كان يدعى سلفا بهذا الاسم  فقوله هو :" سمعان الذي يدعى بطرس" ويمكن للمرء ان يدرك ذلك من انقيادهما الطوعي وهجرهما كل شي والآن قد تعلّما ذلك جيدا. هكذا في الحالة الأخرى يرى اندراوس آتيا إلى بيت السيد، ويسمع أمورا كثيرة،إنما هنا، فقد تبعاه لمجرّد أنهما سمعا كلمة واحدة.

لم يكن أمرا غريبا ان يتبعاه ثم يتركاه ليعودا إلى حرفتهما لمّا رأيا يوحنا ملقى بالسجن.وهكذا وجدهما يصطادان فلم يمنعهما من العودة إلى الصيد، من غير ان يسمح لهما بالذهاب كليا،لكنه سمح لهما بذلك،ثم أتى ثانية ليربحهما إليه.وهذا النوع هو أعظم ميزة في الصيد.

لماذا اختار الرب صيّادي السمك؟

اثبتوا هنا أنهم كانوا أبناء حقيقيين لإبراهيم، لأنهم بطريقة مشابهة تبعوا المخلص لما سمعوا صوت الله.فالمنفعة المادية تقطع منهم رجاء الحصول على المكافأة السرمدية.فتركوا أباهم الأرضي الدنيوي ليكون لهم أب سماوي. فاهتدوا من الصيد الأرضي إلى الصيد السماوي ليقتنصوا البشر الخلاص مثل السمك من مياه الضلال العميقة كما قال الرب :" اتبعوني فأجعلكم صيادي بشر". وهذا الوعد كان من قبل على لسان ارميا النبي 16:16 :"  هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَى جَزَّافِينَ كَثِيرِينَ، يَقُولُ الرَّبُّ، فَيَصْطَادُونَهُمْ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أُرْسِلُ إِلَى كَثِيرِينَ مِنَ الْقَانِصِينَ فَيَقْتَنِصُونَهُمْ عَنْ كُلِّ جَبَل وَعَنْ كُلِّ أَكَمَةٍ وَمِنْ شُقُوقِ الصُّخُورِ."وليسوا بصيادين فقط  يصطادوا بالشباك الإنجيلية بل قناصين،أي لأنهم يقتنصون للخلاص بالطريقة السماوية.

" صيّاد بشر" أي معلّم للبشر، لتدخلا بشبكة الرب كلمة الله،ترك الشباك لعدم تمسّكهم بالأرضيات والسمو بالسماويات.

دعوة يعقوب ويوحنا واختيار الله لمن لا شأن له وفضّلهم الرب عن علماء الشريعة وهذا كما يقول بولس الرسول 1 كورنثوس 5 :2 :" لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ". وروعة بولس في الشرح 1 كورنثوس 28 _27 :1 :" بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ،"لذا اختار صيادي السمك البسطاء غير المتعلمين،وغير البارعين والأميين،لكي تكون نعمة المخلص مكشوفة.وتركا فورا وما أصعب العمل بالصيد ولم يقولا لنسال الأهل ونتشاور كذلك الأمر مع إيليا واليشع 1 ملوك 21 _20 :19 :" فَتَرَكَ الْبَقَرَ وَرَكَضَ وَرَاءَ إِيلِيَّا وَقَالَ: «دَعْنِي أُقَبِّلْ أَبِي وَأُمِّي وَأَسِيرَ وَرَاءَكَ». فَقَالَ لَهُ: «اذْهَبْ رَاجِعًا، لأَنِّي مَاذَا فَعَلْتُ لَكَ؟» فَرَجَعَ مِنْ وَرَائِهِ وَأَخَذَ فَدَّانَ بَقَرٍ وَذَبَحَهُمَا، وَسَلَقَ اللَّحْمَ بِأَدَوَاتِ الْبَقَرِ وَأَعْطَى الشَّعْبَ فَأَكَلُوا. ثُمَّ قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إِيلِيَّا وَكَانَ يَخْدِمُهُ." أي الطاعة دون ان نتلكّأ ولا للحظة واحدة.

النص الإنجيلي

عودة المسيح للجليل وكفرناحوم حصرا،{ لو عدنا للآية 13 وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ،}هي منطقة زبولون ونفتالي وتحقيق لنبؤة اشعياء  23 :8 الى 11 :9 } ويقتبس متى البشير من اشعياء بالمعنى وليس اقتباسا دقيقا،لكن المعنى في غاية الوضوح. الحكمة التي من الروح القدس

 

بمعنى نبوءة اشعياء ان الكارثة ستحلّ من الشمال من منطقة زبولون ونفتالي،في الفصل 9 من اشعياء أي بعد الضيق سيكون الفرج والخلاص.{ قارن اشعياء 6 _5 :9 وعبرانيين 3 :1 }.

سكان الجليل اعتبروا من أبناء الظلمة روحيا،لخضوعهم للحكم الروماني والأمم "جليل الأمم".

عودة المسيح للجليل والبدء من منطقة زبولون ونفتالي تحقيق لاشعياء ليظهر نور الرب.

لوقا يروي لنا أيضا اختيار يسوع للتلاميذ { 11 _1 :5 }

الإيمان،أي الثقة بالرب ذروة الطاعة والعمل بتعاليم المسيح،وبذلك يزداد الإيمان بالرب،سفر الأمثال 7 _5 :3 :" تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ،".

"الله هو المنتقم لي، المعظّم خلاص الملك،والصانع رحمة إلى مسيحه"

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com