عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

وصايا التوراة

وصايا التوراة

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _www.almohales.org

مقدّمة

جوهر وهدف الوصايا التوراتية هي  أهداف عامّة للأعياد والمواعيد لإسرائيل.

ما هي وصايا التوراة؟

شملت التوراة القوانين والوصايا التي سلّمها الله لموسى _لبني إسرائيل. وتقسم لمواضيع ومجالات عديدة،: الأخلاق والمجتمع والأعياد واللباس والمأكل والتقديس والقرابين والتقادم.

تبدأ وصايا التوراة في سفر الخروج الإصحاح العشرين حتى نهاية السفر. 

وصايا التوراة لا تشمل الخلاص للإنسان،الخلاص يعني مغفرة الخطايا وإزالة الحاجز بين الله والإنسان،يخلّص الإنسان وخَلُص الإنسان قبل تسليم التوراة والوصايا على أساس إيمانهم بالله وثقتهم بالرب انه مخلّصهم الشخصي من الزلّة.

الأمثلة لذلك :

نوح : تكوين 9 :6 :"  هذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ." "بار " قبل نزول التوراة بسنوات عديدة. والبار من يخاف الله والسالك حسب تعاليم الله.

إبراهيم، تك 6 :15 :" فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرًّا." وإبراهيم اعتبروه بارا قبل نزول التوراة وقبل الختان حتّى!

وهل من مجيب لمثل هاتين الحالتين؟ هل الفريسي كان يفهم ذلك؟ تكلّم الرب مع الاثنين مع إبراهيم ونوح، وتشير لذلك التوراة في سفر التكوين عن الحالتين فالحديث مع إبراهيم الإصحاحات 18 _ 17 ونوح في الإصحاحات 9 _6 .

بالرغم من عدم وجود التوراة المكتوبة في زمن نوح وإبراهيم ،كلّ يشهد لوجود الرب في الخليقة مزمور 19 ومن كان يبحث عن الله بنية صادقة وبثقة كاملة قابل الرب ونال الخلاص.

على ضوء التوراة نفهم ان إبراهيم علم جيدا خطة الله بخلاص البشرية.

في سفر التكوين الفصل 22 ، يأمر الله إبراهيم ان يأخذ ابنه وحيده اسحق للتقدمة. وحين وصول إبراهيم لجبل الموريا يترك الفتية قائلا لهم:" فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا». تك 5 :22 علم إبراهيم انه سيرجع مع ابنه إسحاق وفي الآية السابعة يسال إسحاق إبراهيم :" وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» نتمعّن في جواب إبراهيم الرائع:" فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا."

ليس فقط عرف انه سيرجع مع ابنه،بل علم ان الله هو الذي سيُرسِل الحمل للتقدمة لنفسه.

حقا وحقيقة الله بفدائه ابنه الوحيد يسوع المسيح ابن الله المتجسّد. ما علِم إبراهيم ونوح وقتها،قبل كتابة وتدوين التوراة ما زال الكثير في يومنا يجهل كنه الكتاب المقدس.

عرف كل من إبراهيم ونوح ان الخلاص متعلّق بإيمانهم بالرب كواحد والوحيد المخلِّص من الخطيئة.

هذا النصيب كان لآخرين بعد نزول التوراة،النبي حبقوق{معنى الاسم في غاية الروعة}:" هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا" البار بإيمانه يحيا،قيلت والتوراة موجودة والوصايا ملزمة والعبارة من نبي الله حبقوق، البار يُخلّص بإيمانه وخضوعه وطاعته لكل تعاليم الله ولكن ليس على أساس القيام بكل الوصايا.

حسب نص التثنية 26 :27  كل إنسان لا يقوم بتنفيذ كل الوصايا ملعون هو:"   مَلْعُونٌ مَنْ لاَ يُقِيمُ كَلِمَاتِ هذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.ولنقارن ونص غلاطية 10 :3 :" لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ».

لا بدّ من سؤال، هل من إنسان في الكون يستطيع تنفيذ والقيام بكل الوصايا؟ باختصار :كلا.

لنتمعّن بهذه النصوص:

تكوين 21 :8 لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ..

مزمور 7 :51 :" هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.{الترجمة العربية الاية 5 }.

الجامعة 20 :7 :" لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحًا وَلاَ يُخْطِئُ.

أخبار الأيام الثاني  36: 6 :" إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ، وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ، سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ أَوْ قَرِيبَةٍ،".

توضح هذه النصوص بشكل قاطع انه ما من إنسان يستطيع ان يقوم بكل الوصايا وما من إنسان يكون بارا وصديقا فقط على أساس تنفيذ وصايا التوراة." ما من انس يحيا ولا يخطأ".

وقال داود ان الإنسان يخطئ وهو برحم أمّه، لذا ملعونون كلّهم منذ ولادتهم ولا إمكانية لأي إنسان ان يخلص فقط على أساس القيام بالوصايا.

إذا هذه الأمور معروفة للإنسان،فكيف يقول " آمين" لشروط الله؟

 

هدف الوصايا

علم الشعب الإسرائيلي ان بعض من الوصايا هي للتقدمة، وعلموا ان لعن الملعون يمكنهم إزالته ومحوه بتقديم الذبائح أمام الله،{ من هنا نفهم أحسن " أريد رحمة لا ذبيحة "} بقلب خاشع ونية صافية طاهرة،وأجابوا " آمين" لعلمهم ان الله سيسامحهم لرحمته. لنقارن نص ميخا 20 _14 :7 :" اِرْعَ بِعَصَاكَ شَعْبَكَ غَنَمَ مِيرَاثِكَ، سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ الْكَرْمَلِ. لِتَرْعَ فِي بَاشَانَ وَجِلْعَادَ كَأَيَّامِ الْقِدَمِ. كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أُرِيهِ عَجَائِبَ». يَنْظُرُ الأُمَمُ وَيَخْجَلُونَ مِنْ كُلِّ بَطْشِهِمْ. يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَتَصُمُّ آذَانُهُمْ. يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ. مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ."

نوح وإبراهيم وباقي الأنبياء الذين عاينوا زمن صلاحية وصايا التوراة وقوانينها خلَصوا على أساس إيمانهم وثقتهم المطلقة بالله، الله الذين عرفوه بشكل شخصي،سلّموا وأودعوا حياتهم بين يديه عرفوه واعترفوا انه الرب السيد على حياتهم ومخلّصهم من الخطيئة،هذا الاعتراف والإقرار كان من نصيب الصديقين والبررة حتى بعد نزول التوراة،وأدلّة لذلك:

مزمور 8 _ 7 : 130 :"  لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ، لأَنَّ عِنْدَ الرَّبِّ الرَّحْمَةَ وَعِنْدَهُ فِدًى كَثِيرٌ، وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ."

اشعياء 6 :53 :" كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا.

حتى البار والصدّيق يخطئ، ويثبت برّهم لان خلاصهم نعمة  أبدية من رحمة الرب.

يعترف البار _ الصدّيق ويتوب توبة صادقة أمام الله ويتضرع للرب لئلا يسقط ويزل مرة ثانية،يتّكل البار والصدّيق على رحمة الرب وليس على تنفيذ كل الوصايا.

علّم الرب إسرائيل "الإيمان" و الإيمان   " يمنح الحياة "، العدد 9 _ 4 : 21 :" وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ لِيَدُورُوا بِأَرْضِ أَدُومَ، فَضَاقَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ. وَتَكَلَّمَ الشَّعْبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لأَنَّهُ لاَ خُبْزَ وَلاَ مَاءَ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلَّمْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَصَلِّ إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا». فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا".

تذمّر إسرائيل

تذمّر إسرائيل من الله، وجواب الرب وباء الأفاعي ومات العديد منهم، توجّه الشعب لموسى طالبا المغفرة والمعذرة من الله. بالمقابل أمر الله موسى ان ينصب حيّة من النحاس على عامود، واعِدا كل من ينظر للحيّة النحاسية يشفى من لدغ الحيّة.

منح الله الحياة والشفاء لمن رفع عينيه للحيّة المرفوعة، من آمن نال الحياة الجديدة والشفاء. بالمقابل من استخفّ بوصية الله ومن حاول الشفاء بقواه الذاتية مات.

من المهم ان نذكر، الله لم يطلب من الشعب تنفيذ وصية معيّنة من التوراة كشرط للشفاء ولم يبحث ولا يذكر الكتاب كم وصيّة نفّذ من لدَغتْه الحيّة، الشفاء والحياة مُنحوا لمن أطاع الرب والتعبير :" نحو الحيّة" من خلال الإيمان.

هذه الأمر برهن ودلّ على من يثق ويؤمن بالله وطاعته لمشيئة الرب كاملة هي ونابعة عن إيمان ومحبة وثقة بان الله هو المنقذ والمخلّص نالوا الحياة والخلاص .{ راجع يوحنا 3 }.

ما غاية التوراة إذا؟

إذَا الوصايا لم تعطَ لتخلّص أو للخلاص وعلى كل حال ما من إنسان يستطيع تنفيذ كل الوصايا،فلماذا منح الله الوصايا أو شرّعها،وكيف يشرّع أمور من الصعب تنفيذها وتحقيقها؟

طلب الله من شعبه تنفيذ كل الوصايا ليظهر مجده بالشعب وليعلّم الشعب ما هي الخطيئة، وأضف ان الوصايا توّضح للإنسان كم هم على خطأ وخلاصهم متعلّق برحمة الرب حين ننصاع للتعاليم الإلهية، أضف ان الوصايا تعلّمنا الطاعة ومشيئة الله الم يقل المسيح لتكن مشيئتك.

في 1 صموئيل 23 -22 :15 :" فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ.
 
لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ».

اعطِيَت الوصايا ليتميّز شعب الله "بني إسرائيل " عن باقي الأمم على غرار الله الذي يختلف عن باقي الآلهة الوثنية والتوراة والوصايا كلها  لنتعلم عن المسيح وما المسيح إلا غاية وهدف التوراة.

وصايا التوراة فيما يتعلّق بالتقادم والأعياد، تكوّن الرمز لتعلّم عن من هو المسيح بالنسبة للإنسان.هذه الوصايا هدفها أيضا لتهيئة شعب إسرائيل لمجيء المسيح كفادي للبشرية من الخطيئة بدمه وحياته وآلامه وقسم من هذه الوصايا التوراتية  هي الشيء الأساس ألا وهو :المسيح.

الحقيقة، ان الوصايا كانت الرمز والظل للمسيح الأمر هذا لم يخفَ من فكر الحكماء والفريسيين والربانيين فقد جاء في التوراة الشفهية:" التوراة والأنبياء تكلموا فقط عن أيام المسيح".

هذه الأمور كلها نجدها في تعاليم التلاميذ { كلهم من اليهود وخصوصا بولس تلميذ الراب جمليئيل العالم اللاهوتي التوراتي } كولسي 17 -16 :2 :" فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ."

غلاطية 11 _ 8 :4 :"  لكِنْ حِينَئِذٍ إِذْ كُنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اللهَ، اسْتُعْبِدْتُمْ لِلَّذِينَ لَيْسُوا بِالطَّبِيعَةِ آلِهَةً. وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضًا إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟ أَتَحْفَظُونَ أَيَّامًا وَشُهُورًا وَأَوْقَاتًا وَسِنِينَ؟ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ عَبَثًا!

 غل 16 : 2 :" إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. "

كولسي 28 ،23 _21 :1 :" وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ،إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ. الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ، وَمُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ، لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلًا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

كتب بولس رسالة للمؤمنين في كولسي، المؤمنون فهموا وأدركوا  ان يسوع هو المسيح اليهودي الموعود وهو المخلص بدمه وصلبه وقيامته لمن يؤمن به.المؤمنون فهموا وأدركوا ان يسوع المسيح محقّق التوراة وكل الوصايا في التوراة.

أهل كولسي فهموا من بولس ان المسيح هو عهد الخلاص والحياة الأبدية ومن لم يؤمن ماهية وجوهر يسوع المخلّص وعهد النعمة والخلاص مصيرهم الدمار.

يحذّر بولس أهل كولسي لئلا يضعفوا ويرجعوا لإلحادهم السابق بل ليثبتوا في الإيمان بيسوع المسيح المخلّص للمزيد بهذا الصدد عبرانيين 6 _1 :3 والإصحاحات 9 _7 .

توراة الوصايا والشرائع مثلها مثل " المرآة" لتظهر نقصنا وخطايانا وزلّاتنا وعدم قدسيّتنا وطهارتنا،من هنا نفهم تعلّقنا بالمسيح،وراء التوراة والوصايا هناك " الهدف والغاية" كل الوصايا والتوراة موجّهة وتوجّه نحو العنصر الأساس وهو يسوع المخلّص.

من لا يفهم هذا الرمز والدلالة يبقى أعمى عديم البصر والبصيرة الروحية ويخطئ بفهم غاية التوراة.بولس تلميذ جمليئيل تمعّن جيّدا بالكلمات غزيرة الفحوى برسالته لأهل غلاطية 25 _23 :3 :" وَلكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ{أي يسوع} كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ {المخلص}الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ
وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ {المسيح}، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ"

.نتمعّن بالنص ولِما أضفنا بين قوسين لنفهم الغاية والمغزى الرهيب لبولس تلميذ جمليئيل.أي يمكن ان نفهم التوراة مثلها مثل "الحاضِنَة  _ Babysitting " حضنت التوراة وحافظت على الشعب الإسرائيلي المُمَيّز، حضنته من عدم الانصهار والذوبان مع باقي الأمم وبذلك تمّمت الوعد ان النبؤات التوراتية تتحقق بالمسيح، والتوراة حافظت مثل القفص على شعب الله لمجيء المسيح.وهذا من شدّة محبة الله لأبنائه لمجيء المسيح.

كيف لنا ان نفهم عمق بولس ووصفه للتوراة والتشبيه ": حاضنة".

الرموز كثيرة، علّمتنا التوراة عن مهام المسيح وغاية مجيئه وتجسّده، علّمتنا التوراة " تقديم الحياة من اجل الحياة" أي تقديم الذبائح حسب الناموس لنحيا، علمتنا التوراة من هو المسيح وهويّته الملك ابن الله من نسل داود،كل التوراة لا تعطينا الخلاص كما اشرنا أعلاه.

هذه العبارة في نهاية أقوال بولس أعلاه:" وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ {المسيح}، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ " نبسّط الفحوى بلغة بسيطة، حين يودع الأهل ابنهم بيد الحاضنة تكون شروط وتعليمات لمعاملة الطفل من قبل الأهل للحاضنة، وحين عودة الأهل تتغير المعايير والقوانين ،الحاضنة لم تتغيّر لكن السلطة انتقلت للأهل ،نجاح الحاضنة يظهر في الحفاظ على الأولاد  سالمين لمجيء الأهل في الوقت، وتنتقل السيادة للأهل يمكن للحاضنة المغادرة.

في سياقنا التوراتي، " الحاضنة " التوراة المقدّسة، لو تعلّم الشعب التوراة لقبل المسيح وآمن به كمخلّص وفادي للأمم.

ينكر شعب الله المسيح المخلّص،هذا دليل لعدم دراستهم وفهمهم للتوراة بقوا كفريسيين، لنراجع اشعياء 4 _1 :1 و 14 _9 :29  و 59 وارميا 13 _12 :2 ومتى 23 ومرقس 7 .

كل من يدّعي لمحبة التوراة ولا يقبل المسيح يثبت عدم فهمه للتوراة ولا ينصاع لتعاليمها راجع يوحنا 8 .

هل انتهت التوراة والوصايا؟ كأنها الحاضنة وانتهت مهمتها ولا حاجة لها بعد؟

تشمل التوراة وصايا في الأخلاق التي تُشدّد على القداسة والبرّ.هذه الوصايا هي صفات وميزات الله وهي أزلية لا تتغيّر ولا تتَبدّل. بالمقابل هناك وصايا مثل الطهارة والنجاسة والتقادم وما هي إلا رمزية ومن هنا آنيّة وقتية هي وغير ملزمة بعد مجيء المسيح وتفسيره السليم الصحيح للكتاب وفدانا بدمه وحضّر الله شعبه لمجيء المسيح منذ الهيكل الأول.

يقول ارميا 34 _31 : 31 :" هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: اعْرِفُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ".

أقوال واضحة للغاية،العهد الجديد أتى ليحقق تعاليم الله كما يجب ان تكون بحسب العهد مع موسى عند الخروج من مصر،العهد الجديد هذا معدّ في الأساس لبني إسرائيل ولبني يهوذا وبدا هذا العهد حين يسوع المسيح تمّمه بمحو الخطايا وفدانا ومات وقبر وقام ،راجع دانيال 26 :9 :" وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِ

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com