عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

التعليق على الانجيل

التعليق على الانجيل الشريف

الإثنين من أسبوع تقديس البيعة : Jn 17,1-8

تعليق على الإنجيل
الطوباويّ غيريك ديغني (نحو 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة عن الصعود

"كان يسوع يعلّم بأنّ قد أتَتْ ساعة انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه... صلّى هكذا"

لقد ردّد الربّ هذه الصلاة (صلاة يسوع الكهنوتيّة) ليلة آلامه. ولم يكن خارجًا عن سياق تطبيق هذه الصلاة يوم صعوده، لحظة انفصاله للمرّة الأخيرة عن "بنيه" الصغار (يو13: 33) الذين أوكلهم لأبيه السماوي. إنّ الربّ الذي علّم في السماء وقاد طغمات الملائكة الذين خلقهم، قد جعل لنفسه على الأرض "قطيعًا صغيرًا" (لو12: 32) من التلاميذ كي يعلّمهم من خلال حضوره بالجسد، حتّى تتّسع قلوبهم، ويصبح بإمكانهم أن ينقادوا للروح. لقد أحبّ كلّ صغاره حبًّا يليق بعظمته. كما جعلهم غير متعلّقين بحبّ هذا العالم؛ لقد أرادهم أن يتخلّوا عن كل رجاءٍ أرضي وألاّ يرتبطوا بأحدٍ سواه وحده. غير أنّه في الوقت الذي كان يعيش معهم بجسده، لم يُرِد أن يُظهِر لهم بخِفّة علامات عواطفه؛ لا بل ظهر لهم أكثر صلابةً منه حنوًّا، كما يفعل السيّد والأب.
إنّما حين أتت الساعة ليرحل عنهم، تغلّبَت عليه العاطفة التي كان يكنّها لهم، ولم يستطع أن يخفي عنهم طيبته الفائقة... من هنا هذه الكلمات: "وكانَ قد أحَبَّ خاصَّتَه الذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إلى أقصى حُدودِه" (يو13: 1). لأنّه سكب بطريقة ما كلّ قوة حبّه لأصدقائه قبل أن ينسكب بذاته كالمياه لأجل أعدائه (مز21: 15). لقد سلّمهم سرّ جسده ودمه وأمرهم بأن يحتفلوا به. لا أعرف ما الذي يجب أن ينال إعجابنا أكثر: قوّته أم محبّته، حين أوجد هذه الطريقة الجديدة ليقيم معهم كي يعزّيهم بسبب رحيله.  

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com