عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

المراة الخاطئة_ القديس مار افرام

اسمعوا أيها الأحباء كم أن الله هو رحيم، وكونوا في الراحة. المرأة الخاطئة غفر زلاتها؛ نعم، لقد رفعها حين كانت مبتلاة. بالوحل فتح عيني الأعمى، حتى يرى بحدقتيه النور. للمشلول وهب الشفاء، فقام ومشى وحمل سريره. ولنا أعطى الجواهر، جسده ودمه المقدسين. لقد جلب عقاقيره سرياً وبها يشفي علانيةً. هو يطوف في أرض يهوذا كطبيب حاملاً أدويته.

 سمعان دعاه إلى العيد ليأكل الخبز في بيته. فرحت المرأة الخاطئة عندما سمعت أنه جلس يحتفل في بيت سمعان. تجمعت أفكارها معاً مثل البحر وكالأمواج العظيمة جاشت محبتها. لقد شاهدت بحر النعمة، وكيف ألزم نفسه في مكان واحد واعتزمت أن تمضي وتُغرق كل شرها بين أمواجه. لأن قلبها أثم، فقد ربطته بسلاسل العذاب ودموعه، وابتدأت تندب في ذاتها: "ماذا نفعني هذا الزنا؟ ماذا أفادني هذا الفسق؟ لقد لوثت الأبرياء بدون خجل. لقد أفسدت اليتامى، وبدون خوف سرقت من البائعين بضائعهم، ولم يكتفِ جشعي. لقد كنت كالنبّال في الحرب، وقد قتلت الصالح والطالح. لقد كنت مثل عاصفة في البحر وغمرت سفن الكثيرين.

 لماذا لم أربح رجلاً واحداً؟ فقد كان ليصلح فسقي، لأن رجلاً واحداً هو من الله أما كثيرون فهم من الشيطان. لقد قالت هذه الأشياء في داخلها ثم بدأت تتصرف بالظاهر. غسلت عينيها ومسحت الصبغة التي أعمتهما. تفجرت الدموع من عينيها على هذا الصباغ المميت. سحبت ورمت من يديها سوار شبابها الجذاب. خلعت عن جسدها غطاء الدعارة الكتاني وألقته بعيداً، وقررت أن تمضي وتزيّن نفسها بثوب المصالحة. خلعت من رجليها حذاء الفسق المزيَّن ووجهت خطواتها في طريق النسر السماوي. أخذت ذهبها براحتيها وحملته إلى وجه الملكوت وراحت تبكي في سرها إلى الذي يسمع في العلن: "هذا يا رب ما جنيته من الإثم، به سوف أشتري لنفسي العتق. هذا ما جمعته من الأيتام، به سوف أكسب رب الأيتام". هذه الأشياء قالتها في سرها ثم بدأت بالتصرف في العلن. أخذت الذهب على راحتيها وحملت صندوق حليها في يديها.

 ثم ذهبت مسرعة بأسى إلى العطار. رآها العطار وافتكر في نفسه، وراح يسألها. هكذا راح يقول لبنت الهوى بكلماته الأولى: "ألم يكفيك، يا ابنة الهوى، أنك أفسدت كل مدينتنا؟ ماذا يعني هذا الشكل الذي تُظهرين اليوم لمحبيك وكأنك رميت جانباً كل عبثك وكسوت نفسك بالتواضع؟ حتى الآن كنت دائماً تأتين إلي بمظهر مختلف عمّا أنت عليه اليوم. أنت لا تلبسين ملابس جميلة ولم تجلبي إلا القليل من الذهب ولست تطلبين المرهم الغالي الثمن لتجعلي فسقك لطيفاً. لكن عجباً! اليوم ثوبك خسيس، ولم تجلبي الكثير من الذهب.

لا أفهم تغيرك. لمَ هذا المظهر؟ إما اكتسي بثوب يناسب قدرتك أو اشتري مرهماً يلائم ملبسك وإلا فإن هذا العطر لا يناسب ولن يكون مناسباً لهذا اللباس. هل حدث أن بائعاً التقاكِ وجلب ثروة كبيرة وأنتِ رأيت أنه لا يحب ثيابك المثيرة للشهوة؟ وهكذا خلعتِ الفسق عنك وكسوتِ نفسك بالخنوع حتى بتغيير الملابس تحققين ثروة أكبر. ولكن إن كان يحب هذا المظهر لأنه رجل محتشم بالحقيقة، إذاً وا أسفاه عليه! بماذا وقع؟ في خليج ابتلع بضاعته. ولكني أسديك نصيحة، كرجل يريد منفعتك، أن تبعدي عنك المحبين الكثيرين الذين لم يسعفوك بشيء منذ شبابك. ومن الآن فصاعداً اسعي وراء زوج يصلح رداءتك". هذه الأشياء بالحكمة قالها العطّار لبنت الهوى. أجابت المرأة الخاطئة وقالت له، للعطار، بعد حديثه: "لا تعوّقني أيها الرجل، ولا توقفني بالأسئلة. لقد طلبتُ منك العطر ليس مجاناً إنما سوف أدفع لك ثمنه بدون تذمر. خذ الذهب قدر ما تريد واعطِني العطر الثمين، خذ ما لا يثبت واعطِني ما يثبت، وأنا سوف أذهب إلى الذي يدوم وسوف أشتري ما يدوم.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com