عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سيرة ذاتية للكهنة

الاب سهيل قاشا

الأب سهيل قاشا: اليهودية.. إنجاز بابلي

المؤرخ المسيحي الذي اختص في التاريخ الإسلامي

لندن: رشيد الخيُّون

بعد شراء كتب الأب سهيل قاشا "اليزيدية"، و"أحيقار"، و"المسيحيون في الدولة الإسلامية" من مكتبة "الفرات" بشارع الحمراء ببيروت قال لي صاحبها مروان: "هل التقيت بالأب سهيل"؟ قلت له: "وأين هو الآن"؟ قال: كل صباح الاثنين والخميس يشرب القهوة هنا، إذا أحببت برؤيته! وقد تم اللقاء. حيث يعمل في الطابق الأعلى من البناية باحثاً وأستاذاً في "جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة" ومؤسسها الشيخ الدكتور العراقي مخلص أحمد الجدة. حسبت أن الأب قاشا يقطن بالموصل أو بغداد، إلا أنه فاجأني عندما ذكر أنه ترك العراق منذ 15 عاماً، حتى ارتسم كاهناً، ويقيم الآن بدير يسوع الملك بلبنان. للأب السرياني الكاثوليكي دراسات معمقة في تاريخ العراق الديني والاجتماعي، وشدد بدراساته على تاريخ اليهودية، وإن تحدث عن سلب إسرائيلي لحقوق بابلية، ومنها تسمية العملة الرسمية الإسرائيلية (شيكل)، وهي (الشيقل) البابلي. أما رأيه بيهود العراق فأمر آخر كما يبدو.

كتب حوالي 77 كتاباً في مختلف مجالات التاريخ والثقافة، وكانت حصة التاريخ الإسلامي منها غير قليلة. وهو يحمل النظام السابق جريمة الإساءة للعلم والعلماء، ومما ذكره لي أن مختصاً اثارياً مثل جابر خليل التكريتي، أصبح مدير الآثار العراقية في ما بعد، أهين بحشره في شاحنة وسوقه إلى الجيش الشعبي، وقد جازف الأب، وأعلن امتعاضه على مثل هذا الموقف. والأب ليس أقل احتجاجاً على الوضع الراهن، فهو يرى أن أمريكا وإسرائيل لهما أغراضهما، وأن علماء العراق وثرواته وبشره هم الضحية لما يجري.

أصدر أكثر من كتاب باسم صهيب الرومي، وقد حصل أن أعتقد البعض أنه صهيب بن المثقف العراقي المندائي غضبان رومي، وفي وقتها استبعدت أن يكون الطبيب صهيب غضبان مؤلفاً وباحثاً في مثل هذه المجالات. إلا أنه بعد اللقاء بالأب أشار إلى أن دار النشر ارتأت أن تصدر كتبه حول الإسلام باسم آخر، فاختارت له الرومي، كونه اسم صحابي معروف، ويستبعد أن يكون متداولاً اليوم. الحوار مع الأب طويل وغني، فهو يتحدث بالدين كونه كاهناً وبالتاريخ كونه مؤرخاً وبالأدب واللغة كونه أديباً ومطلعاً على خفايا اللغات القديمة.

- يتضح من كتبك وخواطرك الأدبية أن النشأة الأولى كانت في الثقافة العامة، ثم بدأ الميل الديني، وظلا متلازمين؟

* ولدت ببلدة (قرقوش) القديمة، جنوب شرق الموصل، ومعنى الاسم بالسريانية (باخديدا)، وهي ما زالت تعرف بهذا الاسم أيضاً. ولدت في بيت متعلم. كان الوالد ذا ثقافة عامة، مهتماً بجمع الكتب في شتى ميادين المعرفة، العربية منها والسريانية. ودرست الابتدائية في ذات البلدة، ثم دراسة الثانوية بالموصل نفسها، حيث مدرسة أم الربيعين المتوسطة، ثم المدرسة الثانوية الشرقية. بعدها تخرجت من دورة إعداد المعلمين. واثناء تلك المراحل كنت متواصلاً مع المكتبة العامة، مكتبة الملك غازي بالموصل، ففيها قرأت الكثير من الكتب: التاريخ القديم، والروايات. وقد دأب مديرها آنذاك أحمد نيلا، مع تقدمه في السن، على إرشادنا إلى الكتب المهمة، وبهذا نشأ العديد من أدباء الموصل الشباب، حتى عرفوا بأدباء المكتبة العامة.

درست بالجامعة المستنصرية فرع الموصل، عند افتتاحها، لكني بعد ثلاثة أعوام من الدراسة اكتشفت أن دراسة الاقتصاد والإدارة ليست هوايتي. فوجدت ضالتي في كلية التربية - قسم التاريخ بجامعة الموصل، وتخرجت بدرجة الثاني على القسم. وكنت الأول إلا أن إدارة الكلية أخبرتني بعدم التمكن من أخذ المرتبة الأولى، لأن القسم هو قسم التاريخ الإسلامي! وأنا مسيحي.

- متى احترفت الكتابة والتأليف؟

- حين صدرت مجلة "الفكر المسيحي"، أخذت أكتب فيها المقالات الأدبية والدينية، مما شجعني للكتابة في مجلات أخرى مثل "فتى العراق"، و"فتى الموصل"، وكنت أكتب بأسماء مستعارة، ذلك مهابة للكتابة، ورغبة مني في كشف أخطائي بعيداً عن المجاملة، ومن أسمائي المستعارة: سهيل التغلبي، وسلمى التغلبية، وعندها تلقيت تشجيعاً، من أدباء مرموقين مثل: الأستاذ سعيد الدوه يجي، مدير متحف الموصل، ود. محمد بكر صديق الجليلي، وحسن العمري، و الصحفي في جريدة "الهدف"عبد الباسط يونس.

وقبل هذا كتبت أول كتاب، وأنا مازلت طالباً في المدرسة الاعدادية، أثناء كثافة النشاط الشيوعي بالعراق (1959)، وذلك كوني من أسرة متدينة، وكان تحت عنوان (البراهين في وجود الله)، وهو بحث لاهوتي، وقد شجعني على نشره عدد من الكهنة بعد قراءتهم له. قالوا: "إنه جدير بالنشر". ولما كنت طالباً وصغير السن ترددت في أن يظهر اسمي على مثل هذا العنوان. إلا أن عمتي تكلفت بنشره عام 1963، متحملة تكاليف الطباعة الـ (170) ديناراً ، التي قامت بها مطبعة الزمان ببغداد، وقد نشرته بنصيحة من أحد القسسة تحت عنوان "أنت مَنْ أنت"! وكنت أود نشره تحت عنوان "البرهان في وجود الرحمن". وبعد رؤية اسمي الصريح على غلاف الكتاب، وهو يتداول بين القراء تشجعت كثيراً للدخول في عالم الكتابة والتأليف، وتعمقت ثقتي بنفسي. وحصل أن تحملت والدتي تكاليف نشر كتاب جمعت فيه مقالات ومجموعة قصص، وصدر تحت عنوان "صور من المجتمع"، وكلفت طباعته (65) ديناراً آنذاك.

- متى بدأ اهتمامك في الشأن الديني كي ترتسم كاهناً؟

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com