|
زن عظيم اختبرناه نحن الجالسين في الظلمة ..
العزاء فيه الفرح بنور المسيح الذي جاء ليُضيء ظُلمتنا كما أشرق للجالسين في ظلال الموت في الجحيم حين إنحدر إلى هناك ليُقيمهم "الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ" (مت١٦:٤).
كنّا غير أُمناء مع الله، تركنا الكنيسة، خِفنا واختبأنا، وخشينا العالم أكثر من الله. ولم نستحق نورك يا سيد، لكن أنت كنت أمينًا معنا، فعدم أمانتنا لم يُبطل أمانتك "أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ حَاشَا!" (رو٣:٣).
القبر القابل الحياة بلا شعب، بلا مُصلّين، بلا مؤمنين، وبلا موعوظين.
أبواب مُغلقة من حيثُ فُتِحت أبواب السماء ..
وخوف من الموت وظِلاله من حيث هُزِم الموت ..
اليوم أحسسنا بدانيال النبي الذي لم يُعد يقدر أن يشترك بالذبيحة كونها تُقام فقط في هيكل أورشليم. وكان بشوقٍ يُصلّي قبالتها. فتوجهت أنظارنا معه إلى أورشليم وصليّنا: "أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَهُوبُ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ.. أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ، وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ وَعَنْ أَحْكَامِكَ.. لَكَ يَا سَيِّدُ الْبِرُّ، أَمَّا لَنَا فَخِزْيُ الْوُجُوهِ، كَمَا هُوَ الْيَوْمَ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ.. يَا سَيِّدُ، لَنَا خِزْيُ الْوُجُوهِ، لِمُلُوكِنَا، لِرُؤَسَائِنَا وَلآبَائِنَا لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ. لِلرَّبِّ إِلهِنَا الْمَرَاحِمُ وَالْمَغْفِرَةُ، لأَنَّنَا تَمَرَّدْنَا عَلَيْهِ. فَاسْمَعِ الآنَ يَا إِلهَنَا صَلاَةَ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعَاتِهِ، وَأَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى مَقْدِسِكَ الْخَرِبِ مِنْ أَجْلِ السَّيِّدِ.. أَمِلْ أُذُنَكَ يَا إِلهِي وَاسْمَعْ. اِفْتَحْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ خِرَبَنَا وَالْمَدِينَةَ الَّتِي دُعِيَ اسْمُكَ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ لاَ لأَجْلِ بِرِّنَا نَطْرَحُ تَضَرُّعَاتِنَا أَمَامَ وَجْهِكَ، بَلْ لأَجْلِ مَرَاحِمِكَ الْعَظِيمَةِ.. يَا سَيِّدُ اسْمَعْ. يَا سَيِّدُ اغْفِرْ. يَا سَيِّدُ أَصْغِ وَاصْنَعْ. لاَ تُؤَخِّرْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِكَ يَا إِلهِي، لأَنَّ اسْمَكَ دُعِيَ عَلَى مَدِينَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ" (دا٤:٩-١٩).
نور المسيح اليوم، جاء ليقول أنا هنا، أنا غلبت الموت، أنا بدّدت الظلمة. أن ضابط الكل، أنا ملك الملائكة وملك الملوك. أنا الكائن والذي كان والذي يأتي. ولا شيء يكون بلا سماحٍ مني. ما حدث اليوم يجعلنا نرى أننا لم نختلف شيئاً عن التلاميذ السبعين حين تركوه، وقال بعدها للإثني عشر ألعلكم انتم تريدون أن تمضوا أيضًا؟ ولو مضوا، كان لآمنته سيمضي وحيدًا في طريق خلاصنا. "مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ:«أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» (يو٦:٦٦).
لا توجد كلمات تصف الحزن والخزي والعار الذي اختبرناه اليوم، اختبرنا اليوم هذا الألم بالدموع والحرقة.
نسأل الرب أن يرفع عنّا هذه الكأس. ونقول مع مُرّنم الكنيسة: "استنيري استنيري يا أورشليم الجديدة لأن مجد الرب قد أشرق عليك. إفرحي الآن وتهلّلي يا صهيون ..".
سبت نور مقدس على الجميع
د.علاء
|
