عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ والأخرس

تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ والأخرس

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

"وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ: «ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ!». وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!». حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلًا: «بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا». فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. انْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلًا: «انْظُرَا، لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌوَلكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ كُلِّهَا. وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ، إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ!»." {مت 34 _27 :9  مثل احد الأعمى}

عمِل الرب في الجليل واجتراح المعجزات ليتمّ كل ما جاء في التوراة،وقلّة قليلة كانت من حول الرب لتشفى حقًّا وليس مثل الأغلبية الذين أتوا ليشاهدوا المعجزات فقط.

بعد إقامة ابنة يائير توجّه الرب لمكان سكناه وعلى ما يبدو بيت بطرس {متى 8 وشفاء الأبرص} يصرخان من خلفه:" ارحمنا يا ابن داود" وذكر السير من خلفه واتّباعه دلالة على إيمانهم وإصرارهم للوصول للمخلص، " ابن داود" اللقب المحفوظ للمسيح مخلص الناس وفادي الأمم { قارن اشعياء 12 _11 و 3 _1 :61 }،هذا اللقب " ابن داود" لم يجرؤ احد من الفريسيين بإعلانه راجع متى { 46 _41 :22 } يُعلن لهم على لسان الاعميَيْن انه هو المسيح ابن داود مخبرهم بمزمور 1 :110 "اجلس عن يميني..." وقمّة السخرية هنا ، المبصرون للمعجزات هم عميان روحيا ولم يشاهدوا ويعاينوا ابن داود بل الأعميان عاينا الرب والأعمى جسديا مبصرا هو روحيا ولحق المسيح واتبعه ومشى خلفه وناداه "ارحمنا يا ابن داود" ولم يقولا اشفنا يا ابن داود، وهل من فرق ؟

علم الأعميان ما يريدان_ الرحمة _ وليس الشفاء الجسدي الفاني،رأوه رغم ألعمي الجسدي "عمي العين" لكن العين الروحية رأته وعاينته وتبعته،الرحمة من لدن الرب شفاء أعينهما، وما نطلب برحمة من الله ننال من المخلّص،طلب الرحمة تعي الطاعة للآب وعلاقتنا به حيث نطلب مشيئته أي مشيئة الاب ان تحلّ فينا وعلينا.

الرب عالم وخابر الكلى العقول وما من مستور وإلا يعلمه ويكشفه ولم يجب لهما فورا بل دعاهما يمشيان خلفه مسافة.

نداء" ارحمنا يا ابن داود" لعلّ من يسمع يفهم ويستوعب أمام من هم ،وليعلموا مستقبلا من هو ،ونقرأ ذلك في الآية 30 ،تحذير ابن داود للأعميَين ليتمّ عمله بهدوء دون هيجان الجماهير والضجيج،وليثبت للناس قوّة وعمق إيمانهما وشفائهما وما دمنا بإيمان قويم طالبين دوما مغفرة الرب ونتوب عن كل عمل مخالف للرب لكي تستجاب طلباتنا قارن مزمور 5 _4 :37 و 1 يو 15 _13 :5 .

سؤال الرب ،" أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا" أي شفائكما؟ وهل أنا حقا ابن داود؟ لأنهما ناداه بهذا اللقب والقصد من كل هذا، هل أنتما تؤمنان أنني الله المتجسّد أمامكما؟ والجواب نعم،فشفيا جسديًّا دلالة لإيمانهما ان الله المتجسّد أمامهما هو.

طلب الرب منهما عدم نشر خبر الشفاء ليتم عمله بهدوء لأنه بعد وقت قصير سيعلم الكل بالأمر،إفصاح الشفاء من شدة الحماس والنية الطيبة وعملا حسب فكرهما البشري وليس بفكر ابن داود،ومع كل هذا لا يفتر الحماس والنية الحسنة مخالفة الوصية أمثال 8 _ 5 :3

حسب النص فان الأعميين هما من جلبا الأخرس لابن داود ولكن لا يتضح لنا ما علاقتهما به،لكن الخلفية السلوكية لحقبة المسيح تجيبنا عن السؤال، انه في المجتمع المعاق كل ذوي العاهات الجسدية كانوا في تجمّع معا وعاشا معا في بيئة اجتماعية ومكان جغرافي معيّن، من هنا نفهم وصول الأخرس لابن داود بواسطة رفقائه.شفاء الرب للأعميين والأخرس كما قلنا آنفا ان أصحاب العاهات يبعدون عن الجماعة ومخالطتهم ويرتبط الخرس بالطُرش والعمي وغاية الرب من شفاء الأخرس ليسبّح الرب رغم ربط لسانه واثبت للحاضرين ان هذا الشفاء من قوة إلهية تفوق الطبيعة البشرية.

" فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ!».

فهم الفريسيون ان أعمال ابن داود إلهية هي لذلك اتهموه بعمل شيطاني لرفضهم اعترافهم به بأنه ابن داود المسيح لذا لم يسجدوا ولم يتوبوا وباستطاعتهم ان يستمروا بحياتهم كفريسيين {مثل أغلبية الاكليريكيين اليوم ومطارنة مهرطقة} وغاية الرب ان نغيّر حياتنا ونحيا بالمسيح ليشهد العالم أننا أبناء الله عب 13 _7 :12 .

وحسب التيبيكون ما نقرا في احد الأعمى من إنجيل يوحنا 38 _ 1 :9 وما يميّز النص هنا ثلاثة أمور رئيسية سنقف ونفسّرها باختصار:

يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟

قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى

وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ.

اعتقد الفريسيون ان أية عاهة هي نتيجة سلوك وتصرف مخالف للكتاب،التوراة في حزقيال 18 عن أكل الآباء الحصرم وأسنان الأولاد ضرست هذا ليقارن مع العدد 14 :" بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ." لذلك ظنّ البعض ان الأبناء يجازون ويعاقبون على أعمال أهلهم ولكن هذا غير صحيح أبدا ونص التثنية 24 :" لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ."ويشرح حزقيال 18 : «مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ بَارًّا وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا،"انتبه للنص :ما لكم تضربون.."المصيبة يقتبس البعض النص المبتور لأغراضه مثل الفريسي { وللخزي هكذا بعض المطارنة والخوارنة} ويستنكر النبي استخدام المثل بشكل خاطئ .كل إنسان يدفع ثمن أعماله ما لم يتب.

وفي ارميا 31 :" فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِمًا، وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ." ومن هنا نفهم جواب المسيح مفسرا للتوراة بالشكل الصحيح السليم.

وقضية الشفاء والتفل والطين ليذكرنا بخلق آدم وهنا خلق إنسانا من جديد،بكل ما تحمل العبارة من معان لاهوتية وعقائدية.

السبت والمحافظة عليه

يجب ان نذكر ان الحفاظ على السبت لا يجلب الخلاص ولا مغفرة الذنوب وليس بمخالفة للشريعة، هناك من خَلُص واعتبروا من الصديقين والأبرار في سفر التكوين 6 عن نوح  وإبراهيم تكوين 15  وبعد نزول التوراة والوصايا في حبقوق 2 :" وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا".

السبت ووصايا كثيرة أخرى هي من طرق ورموز خطة الله للخلاص وكل هذا تم ويتم فقط في موت وقيامة الرب كولسي 2 وغل 3 .

أصل يوم السبت

في سفر التكوين 2 :" فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا."

بارك الرب وقدّس اليوم السابع، وذلك لاختلافه عن باقي الأيام الستة التي خلق الله فيها الكون،والنص لا يعلّمنا ان الله لم يعمل شيئا في السبت، بل سبَتَ من الخلق الذي أتمّه، واللفظة بالعبرية الدالّة على "خلق _ "מלאכה" من מ.ל.ךبمعنى الخلق من السيّد الملك،وأصل الكلة" عمل "עבודה"  من ע .ב.דبمعنى عمِل أو عبد".

في سفر الخروج 20 ووصايا الله لبني إسرائيل منها الحفاظ على السبت تتمة للحفاظ على باقي الوصايا وفي سفر اللاويين 25 عن إبراء الأرض في السنة السابعة وكذلك عن سنة اليوبيل السنة الخمسين.

والسؤال ما غاية وصية السبت والإبراء واليوبيل؟

ليذكّرنا ان الله خلق العالم وقدّسه،ولنتمكن من دراسة وتعلّم قول الرب لنحيا حسب الكتاب بحسب إيماننا وثقتنا بالله والكتاب نموذجا لطرح نهج حياة.

 

في كل  مرّة نتذكر نحن ان الله خالق الكون هو ونتذكر واجبنا نحو الخالق والعمل على تنفيذ قول الرب بحياتنا وفي الخروج 31 يشرح لموسى معنى السبت وقارن التثنية 10 بهذا الخصوص.

وقت كاف للدراسة وتعلم كلام الرب بهدف الحياة حسب الكتاب كنمط حياة ليمنح الله الإنسان ذلك في يوم واحد بالأسبوع وللأرض في سنة الإبراء، أما هذه التعليمات في سفر التثنية 6 و 31  وانتبه للآية 12 بتجمع الشعب ليسمع كلام الرب ويتعلم أقوال الله وليعرف الله أي الصلة مع الله ومخافة الرب ليس بخوف من العقاب مثل الأطفال والمجازاة بل بمهابة ووقار لتطبيق تعاليم الرب وفي التكوين 19 يحدد مباركته لإبراهيم.

امتحان الإيمان وثقتنا بالله

أمر الرب الشعب الإسرائيلي وهم في الصحراء بان يجمعوا المن والسلوى لئلا ينشغلوا في يوم الرب الخروج 16 ،ليعلمهم انه عالم بحاجاتهم وبعد وصولهم للأرض المعهودة طُلِبوا بسنة الإبراء واليوبيل ولتتميم هذه الوصايا يجب التحلّي بالإيمان والثقة بالرب.

سنة الإبراء في السنة السابعة،يجب ان نفهم ان معيشة الشعب الإسرائيلي تمحورت وكانت الزراعة، ووعد الرب ان يكون المنتوج _المحصول في السنة السادسة مضاعفا بما في ذلك الأشجار وبذلك أمّن معيشة الشعب في السنة السابعة راجع الخروج 31 والأحبار 25 والعدد 15 والتثنية 15  

بعد كل سبع سنوات إبراء تكون سنة اليوبيل والسبب لأنه أيضا في سنة اليوبيل تكون الوصية بمضاعفة المنتوج اللاويين 25 :" فَإِنِّي آمُرُ بِبَرَكَتِي لَكُمْ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، فَتَعْمَلُ غَلَّةً لِثَلاَثِ سِنِينَ. فَتَزْرَعُونَ السَّنَةَ الثَّامِنَةَ وَتَأْكُلُونَ مِنَ الْغَلَّةِ الْعَتِيقَةِ إِلَى السَّنَةِ التَّاسِعَةِ. إِلَى أَنْ تَأْتِيَ غَلَّتُهَا تَأْكُلُونَ عَتِيقًا." وهذا وعد وعهد الله من يزرع بإيمان وثقة يحصد البركات المضاعفة. وأمر الرب بني إسرائيل بتجميع الفائض من المنتوج وبذلك يأكلون في سنة الإبراء دون العمل بالفلاحة.

الراحة من فلاحة الأرض بغاية تكريس كل الوقت لبني إسرائيل  ليتعلموا التوراة ولم تكن الراحة من الفلاحة لتخطيط لزيادة الأرباح.

يوم السبت مثله مثل سنة الإبراء وسنة اليوبيل ما هي إلا أدوات وإمكانيات لتوجيه قلب الإسرائيلي تجاه الله وفي هذا الوقت يتذكرون غاية خلقهم أي لتمجيد الرب لنتمجد نحن.

شدّد الرب الحفاظ على السبت ومن يخل بذلك عقابه الرجم والموت الخروج 29 :16 و 17 _ 12 : 31 .

في سفر الأخبار الثاني 21 _20 :36 ، عن جلاء بني إسرائيل لبابل لمدة سبعين عاما بسبب عدم الحفاظ على سنة الإبراء  سبعون مرة أي سنة إجلاء عن سنة إبراء واحدة  يتضح انه خلال مدة 500 سنة { 70x7 = 490 } اخلّوا وصية سنة الإبراء. قساوة وشدة العقاب لإخلالهم بوصية الرب.

السبت مثال لنمط حياة في مملكة الرب الأبدية، لنفهم هذا الأمر يجب مراجعة نص الرؤيا 22 _21 ،يصف يوحنا كيف يكون العالم في الأبدية.ويصف أعمال الإنسان الذين يسكنون مع الله بالكمال أو الابتعاد عن تعاليم الكتاب.

وتكون تغييرات كبيرة بالخليقة، فلا يكون شمس وقمر وليل ونهار والمسيح نور العالم وإلغاء أيام الأسبوع وما يبقى فقط السبت الأبدي ويخدمون الرب بكل أمانة وإخلاص .واشعياء كذلك يصف الكون ونمط الحياة في مملكة الله بعبارات مشابهة 66 _65 . يمكن ان نقول ، ان الله منحنا راحة السبت يوما واحدا بالأسبوع، لنتعوّد على غايتنا النهائية ونتذوق منه.

السبت هي ظلّ،الرمز والمثال لنوع من العمل ونمط ونهج للحياة التي خصّصها الرب لنا راجع كولسي 17 _16 :2 وغل 25 _23 :3 و 11 _8 :4 .

السبت الحقيقي والأبدي الأزلي هو الهدف الذي يصبوا إليه كل من يعمل حسب الكتاب. هو الراحة لأبناء الله بمحضر الله وكل إنسان يريد ان يكون هناك.

لولا آدم والزلّة القديمة ما ذاق الإنسان الموت والعذاب والألم وكنا منذ البدء نعم بالسبت الأبدي {تك 3}.

من يستطيع ان يكون في السبت الأبدي_ للراحة مع الله.

في الرسالة للعبرانيين 14 _1 :4 يفسر بولس العلاقة بين السبت وارض إسرائيل،الخلاص والراحة مع الرب.

لو رجعنا للعبرانيين 7 :3  ما من جديد،بل يشرح المبدأ والنتيجة  لما في مزمور 95 .

 

 

لنوضح الأمر نقتبس 14 _1 :4 عبرانيين ونشرح بين قوسين القصد :" فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ { وعد الخلاص}بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ {الخلاص الواعد بالدخول لملكوت الله الأبدي }، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ{بني إسرائيل خلال الترحال بالصحراء}، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ {الخلاص الواعد بالمكوث بمملكة الرب}، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي { اقتباس من مزمور 11 : 95 قسم الرب  بعدم دخول من سمع الحقيقة ورأوا وذاقوا منها ومع ذلك رفضوه أي رفضوا المسيح:" فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: «لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي».}» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.{ خطة الخلاص ومملكة الله فالرب أنهى الخليقة يوم الجمعة واستراح بالسبت أي أنهى الخلق} لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». {من تك 2 :2 } وَفِي هذَا أَيْضًا: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».{راحتي مملكتي الخلاص} فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا { للخلاص}، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلًا{ بني إسرائيل الذين رفضوا بشارة الله}  لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلًا فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ».{اقتباس من مزمور 8 _ 7 :95 } لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ { الخلاص}لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا. لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا. فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ".

الراحة الأبدية والخلاص غير منوط ومشروط بالسبت اليوم السابع أو المكوث في ارض إسرائيل بل في مملكة الله الأبدية هذا هو السبت الأبدي الأزلي.

المسيح هو الغفران والمغفرة والفداء للبشرية الإيمان القويم الصادق والطاعة لإرادة الرب هي الوسيلة للخلاص قارن اش 13 :52 لغاية 53 واع 12 :4 ورو 10 _9 :10 و 2 _1 :12 .

ل

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com