عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

مضمون وشرح الأبيات

مضمون وشرح الأبيات

{خدمة المديح لوالدة الإله .. الذي لا يجلس فيه }

{هذه المادة من كتاب الاكاثستوس قيد المراجعة،يشمل على المديح  والدور الخامس بالترتيب دون الرجوع للصفحات ،كذلك الشرح للأبيات ومقارنة نصوص المستوحاة من العهد القديم،وشرح لتعابير وألفاظ خاصة بالمديح ونبذة تاريخية للمديح. }

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

 وضع هذا المديح أو التسبيح والنشيد في اللغة اليونانية على أربعة وعشرين بيتا بعدد حروف الهجاء اليونانية. وكل بيت منها يبتدئ بحرف من حروف الهجاء على التتابع،بعضها مطول ويختم بالهتاف :"افرحي يا عروسة لا عروس لها" وبعضها موجز العبارة بختم بالهتاف:" هليلويا " أي سبّحوا الرب.

وقد قسّمت الكنيسة البيوت الأربعة والعشرين إلى أربعة ادوار لكي يكون لكل أسبوع من الصوم العظيم دور بستة بيوت،مجموع الأدوار كلها للأسبوع الخامس من الصوم ويتلى معها القانون المؤلّف مثل سائر القوانين من تسع اوديات {تسابيح} فجاء مع الأربعة والعشرين بيتا من أجمل ما كتبه الكتبة الكنسيين وألسن الفصحاء. ففي كل فقرة منها تتمثل العبادة الإلهية وتعظيم السيدة العذراء والدة الإله الطاهرة مع حرارة الإيمان المسيحية .

هذا النشيد من أجمل ما كتبته أقلام الكتبة الكنسيين وألسن الفصحاء ،فمن يا ترى هؤلاء ؟من هو واضع هذا النشيد ومتى وضع؟ الآراء في ذلك كثيرة متضاربة وبوسعنا ان نحصرها بين عدد قليل ممن وردت أسماؤهم في تاريخ الكنسي ونسبت إليهم عملية نظم هذا النشيد البليغ في لغة تقْرُب نوعا ما من لغة الكتاب المقدس في عهديه،هؤلاء هم :

ابوليناريوس من مؤلفي الكنيسة المشهورين في القرن الرابع، البطريرك المسكوني سيرغيوس {608 -638 }، جورج بيسيذس شاعر بيزنطي في أواخر القرن السادس. البطريرك المسكوني فوتيوس{ 820- 891}، البار المرنم رومانوس أمير كتَاب الكنسيين البيزنطيين الحمصي الأصل ،كان شماسا في كنيسة القيامة في بيروت وكاهنا في القسطنطينية .

كانت تلاوة هذا النشيد محصورة في كنيسة واحدة في القسطنطينية  وهي كنيسة فلاخرنون ،ومن أوائل القرن الثالث عشر عمّت تلاوته كنائس الشرق كافة في أيام معدودات من الصوم الكبير .

الدور الأول

" بشارة والدة الإله "

من البيت الأول إلى البيت السادس

 البيت الأول: جبرائيل بالنعمة يبشر: " ان الملاك المتقدم أرسل من السماء ليقول لوالدة الإله افرحي …" .

في هذا البيت إشارة واضحة إلى الملاك " الملاك المتقدم" أي الملاك جبرائيل وهو في مقدمة الألوف من طغمات الملائكة،وهو الذي أرْسِل من السماء ليبشر والدة الإله مريم بأنها ستلد المسيح الذي لا نهاية لملكه وذلك بقوة الروح القدس وحلوله عليه.

فحوى هذا البيت مأخوذ من إنجيل لوقا حيث يقول :" وفي الشهر السادس أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله إلى مدينة في الجليل تسمى ناصرة .."38 _26 :1 :" وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!»فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ».فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ}.

 ويلي ذلك الحوار الذي تم بين مريم والملاك جبرائيل.وهذا الملاك ظهر للكاهن زكريا ليقول له ان امرأته العاقر اليصابات ستلد ولدا {لوقا 15 _5 :1 كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِرًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ.وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ.فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ.فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ.فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ"}.

 أما كلمة والدة الإله فيرجع تاريخها في كتب العقائد الكنيسة إلى سنة 431 م المجمع المسكوني الثالث. هذه الكلمة " والدة الاله" {Theotokos} على اختصارها وتركيبها من أربع مقاطع تحتوي على " سر كامل" كما يعلم بذلك القديس يوحنا الدمشقي.

 البيت الثاني{ اضطراب مريم }:" ان القديسة {مريم} لما رأت ذاتها  في النقاوة قالت لجبرائيل بجرأة…"

في هذا البيت جواب مريم البتول للملاك جبرائيل وهنا تدعى مريم العذراء قديسة لطهارتها من كل عيب.وجاء في ختام هذا البيت وسواه من البيوت التالية الهتاف الموجز"هليلويا" وهو هتاف موجز عبراني  المبنى والمعنى ويدل على تسبيح الله " سبحوا الله" وقد ورد بكثرة في أسفار العهد القديم ونراه أيضا في بعض آيات العهد القديم،ولا سيما في سفر الرؤيا :" وبعد ذلك سمعت صوتا عظيما من جمع كثير من السماء قائلين هليلويا ان لإلهنا الخلاص والمجد فالقوة… وقالوا أيضا هليلويا وان دخانه يتصاعد إلى دهر الدهور.فخرَ الأربعة والعشرون شيخا والحيوانات الأربعة وسجدوا لله الجالس على العرش قائلين:آمين هليلويا.وخرج من العرش صوت قائلا سبحوا إلهنا.. وسمعت كصوت جمع كثير وكصوت مياه غزيرة وكصوت رعود شديدة قائلة هليلويا لان الرب الإله القدير قد ملك …"{رؤيا 19 _6 :1 }:" وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ. كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ قَائِلًا: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ».فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ،وَفِي وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلًا بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ.وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ.وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ.وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا.فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هذَا".

ويقال ان كنيسة اورشليم هي التي أدخلت هذا الهتاف الموجز في كتب صلواتها مستعملة إياه في مواقف الحزن والتوبة وكذلك في مواقف الفرح والسرور. ولما عمَّ استعمال هذا الهتاف في كنائس الشرق والغرب سمحت الكنيسة الغربية استعماله في مواقف الفرح فقط بعكس الكنيسة الشرقية فإنها سمحت استعماله في حالتي الفرح والحزن.

البيت الثالث { تساؤل مريم وجواب الملاك }:" ان البتول التمست ان تعلم علم ما لن يعلم فهتفت للملاك قل لي…"

في هذا البيت من النشيد التماس من مريم العذراء ان تعلم ما لا يمكن ان يرتقي العقل إلى معرفته وهو بنصه تابع للحوار بينها وبين الملاك.هنا يتمثل الخوف للملاك في إجابته على السؤال المطروح أمامه من البتول:"كيف يمكن ان يولد ابن من أحشاء نقية.."في الإجابة البليغة من جهة لاهوتية سامية نقرأ فما نقراءه ان البتول مريم هي حافظة سر الرأي الذي لا يوصف وإيمان يستلزم الصمت. وهنا إشارة إلى ما جاء على لسان النبي حبقوق الذي يقول :" يا رب إني سمعت سماعك فخفت"{حبقوق  2 :3 :" يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ.}. وان هذا الذي تسأل عنه هو "فاتحة عجائب المسيح "ومنه تشعبت بقية عجائبه المدونة في الإنجيل المقدس وهو في الوقت نفسه " بدء تعاليمه" ومعلوم ان التجسد وولادة المسيح من البتول مريم هما أساس المسيحية وبدونهما لم تقم هذه التعاليم المسيحية السامية، وفيما يلي كلام يشير إلى سلّم يعقوب الذي رآه في المنام وان مريم ولدت " النور" الذي، في ليلة مظلمة من ليالي شهر كانون الأول أضاء العالم بعد ان أضاء الأماكن المجاورة لبيت لحم اليهودية{سُلَّم يعقوب غزير بالمعاني اليهودية والرب جمليئيل معلّم بولس الرسول يشبّه الصلاة بالسلّم حين نرتفع درجة نتعب ونجاهد بمعرفة الرب فإنّ الصلاة كالسلّم،في الكتاب الشرح الكامل}.

البيت الرابع { الحبل : احتواء الكلمة }:" حينئذ ظللت قدرة العلي لأجل الحبل من لم تختبر زواجا فأظهرت أحشاءها المثمرة …".

 فيه الرد على سؤال والدة الإله وهو حقيقة تجسد الكلمة في أحشائها بحلول الروح القدس. ولا نشك بان هذا البيت من النشيد جاء مبنيا على آية الإنجيلي لوقا الرسول:" فأجاب الملاك وقال لها ان الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله " {لوقا 35 :1 :" فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها:«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.}.

 البيت الخامس { الزيارة لاليصابات ونشيد المعمدان }:" أسرعت البتول إلى اليصابات وكانت حشاها قد تقبلت الإله فحالما عرف الجنين هذه سلام تلك فرح …".

 فيه إشارة إلى ذهاب مريم البتول إلى مدينة يهوذا عند نسيبتها اليصابات لتهنئتها بما وعدت به من ولادة ابن يكون عظيما ومن هذا البيت يقدم الشاعر الملهم واضع النشيد شخصا آخر ليوجه إلى العذراء مريم هتافات الفرح والتسبيح ويتوَج هتافاته بتسمية البتول { Theodokos} أي حاملة الإله في بطنها ونص البيت مقتبس من إنجيل لوقا {54 _39 :1 :" فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا،وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ.فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ.شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ.أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ.أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ.عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً،   }.

حيث الكلام في زيارة مريم البتول لنسيبتها اليصابات التي كانت تسكن في " الجبل" من مدينة يهوذا. ويرى البعض ان الجبل هو بيت لحم المشهورة ويقول آخرون انه حبرون{ الخليل}. والبعض يقول انه "عين كارم وهذا الأرجح والأدقّ" على مسافة قريبة من القدس.وفي هذه المقابلة بين مريم واليصابات نرى انقضاء العهد القديم في حبل وولادة يوحنا { بدلا من زكريا} {60 _59 :1 :"وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا.فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».} ، وهو خاتمة أنبياء هذا العهد، وبداية العهد الجديد في حبل وولادة يسوع المسيح من مريم العذراء.وهنا نلاحظ ان هتافات الجنين مأخوذة من البيئة التي عاش فيها يوحنا المعمدان،وهي بيئة الزرع والنباتات والفلاح والفلاحة وما إلى ذلك .

 البيت السادس { يوسف في شك مريب } :" ان يوسف العفيف قد اضطرب في داخله من عاصفة الأفكار المريبة فحين رآك أنت البكر حبلى ظنَك مأخوذة خلسة…" .

فيه تعبير عن اضطراب يوسف خطيب مريم العذراء الذي لم يطمئن له بال الا حين ظهر له الملاك في الحلم وأنبأه بقضاء الله الأزلي بان يرسل الفادي الى العالم مولودا من مخطوبته القديسة.وكان اضطراب يوسف معقولا لان الفتاة التي توجد في حالة الحبل بدون زواج كان قصاصها الرجم بالحجارة وذلك حسب ناموس موسى {تثنية الاشتراع 21_ 20: 22 :" «وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ.يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. }.

 اما نص هذا البيت من النشيد فهو قائم على مارد في إنجيل متى {21 _18 :1 :" أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»}.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com