الخصام وقربان المؤمن  

للدكتور  انطوان يعقوب 

يقول معلمنا متى البشر" فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك ، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك . كن مرتضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق ، حتى لا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن . الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير" متى ٥: ٢٣-٢٦)

اتعجب من رجال الدين ومن العلمانيين ايضا الذين يعيشون حياتهم في حالة من الخصام والنفاق والكذب والخداع والنم والتملق وسرقة المال والأفكار ومع ذلك يتجرأون بتقديم الذبيحة .

فالكهنة والأساقفة يرفعونها عن شعبهم وهم أنفسهم في حاجة الى ارشاد روحي وأخلاقي وكذلك العلمانيين وبعضهم يعيشون معظم ايام غربتهم في خصام ومع ذلك يتقدمون للتناول. 

 فان كان راعيهم وكاهنهم على هذه الخاصلة فماذا تتوقع من الرعية؟ . 

والمثل يقول :

"ان كان رب البيت بألدف مولعا فشيمة اهل البيت الرقص"

فحتى معظم أساقفة  اليوم وقد كانوا  في البداية معلمين ومرشدين  يقدمون بسلوكهم ومحبتهم القدوة  الحسنة  للمؤمنين  تجدهم  

في اغلب احوالهم منافقون  وكذابون   ومخادعون  بل انهم يتجاهلون   شكايا  رعاياهم ويتركونهم بدون ارشاد او تعليم    ، 

فماذا تتوقع من الكهنة والشمامسة الذين يخدمون معهم ؟   

فهل هم قدوة حسنة للاخرين ام انهم قدوة سيئة وعثرة لهم؟

انه لعار عليك ايها المتدينون والمسيحيون بالاسم ان تكون سلوككم واخلاقكم مغايرة لتعليم السيد المسيح الذي يقول:

" لتضي ء اعمالكم الحسنة امام الناس فيمجدوا إياكم الذي في السموات" . 

فهل هذه خصال المسيحي عامة ورجل الدين  خاصة ؟

يتمسكون بالقشور ويتناسون الأصول؟ .. 

يتظاهرون بالتدين وفي داخلهم اخلاق مغايرة .

وهكذا يقول عنهم رب المجد

 ايها المراءون ما بالكم تظهرون للناس كالقبور المبيضة الجذابة من الخارج ، واما داخلكم فعظام نتنة ورائحة عفنة .. الويل لكم في ساعة لا تحسبون انها على أبوابكم حينئذ لن تفيدك الندم ولا طلب العفو والمغفرة عنك . 

فاتقي الله ايها الانسان الضال والمضل قبل فوات الاوان . 

من له أذنان للسمع فليسمع