الأحد الثلاثون من زمن السنة : Mc 10,46-52

تعليق على الإنجيل
القدّيس غريغوريوس الكبير (حوالى 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
عظات عن الأناجيل، الرقم 2

"يا ابن داود ارحَمني"

يصوّر لنا الكتاب المقدّس بحقّ هذا الأعمى المتسوّل الجالس على جانب الطريق لأنّ الحقّ قال بنفسه: "أنا الطريق" (يو14: 6). وهكذا، يكون أعمى كلّ مَن يجهل وضح النور الأبدي.فإذا كان هذا الأعمى يؤمن بالمخلّص، فهو جالس على جانب الطريق. أمّا إذا كان يؤمن به، لكنّه يتغاضى عن طلب النور الأبدي ويهمل الصلاة، فقد يكون هذا الأعمى جالسًا على جانب الطريق من دون أن يتسوَّل. وإذا كان يؤمن به ويدرك أنّ قلبه أُصيب بالعمى ويصلّي ليحصل على نور الحقّ، يكون بالفعل ذلك الأعمى المتسوّل والجالس على جانب الطريق.فليصرخ إذًا مَن يدرك ظلام عماه، ومَن يشعر بفقدانه النور الأبدي؛ فليصرخ في أعماق قلبه وبكلّ جوارحه قائلاً: "يا ابن داود ارحَمني!".