|
21/6/2009
|
|
تصدير
|
|
 |
|
تصدير:
ولدت في بيت يحب الكنيسة ويؤمن بتعاليمها الشريفة بدون تعصب أو تزمت. وتربيت تربية مسيحية حسنة. فالمرحوم والدي تعلم في المسكوبية {السمنار الروسي} في الناصرة,وقد اشتهرت هذه المدرسة بتعليم مبادئ الدين المسيحي على المذهب الأرثوذكسي. فعاش والدي مستقيم الرأي يخاف الله ويحب الكنيسة.واني لا اذكر أحدا واحدا على كرّ الأسابيع ولم تذهب فيه كل العائلة إلى الكنيسة للمشاركة في القداس الإلهي, حتى أقعده المرض في آخر سنوات حياته ,كما انه علّمنا الترتيل , وكان يصر على مشاركتنا للمرتلين "الْخِتيارِيَّة حتى غدونا جزءا منهم."
والمرحومة والدتي هي سليلة عائلة شريفة من الكهنة توارت خدمة الكهنوت فيها أربعة عشر كاهنا كان آخرهم أخوها المرحوم الايكونيموس انطونيوس عبد الله خوري,وهكذا عشنا وتأثرنا بهم.
أما أنا فدرست التاريخ ودرّسته في المدرسة الثانوية طيلة أربعين عاما تقريبا.وعن طريق هذا الموضوع ,بخاصة التاريخ القديم منه, كانت مداركي تتوسع ومعلوماتي تتعمق في دراسة الكتاب المقدّس وتاريخ الكنيسة.
وبعد أن خرجت إلى التقاعد ,دخل عليّ يوما قدس الايكونيموس عطا الله مخولي كاهن طائفة الروم الاورثوذكس في القرية,وشرح لي خطته في فتح مدرسة لتعليم مبادئ الدين المسيحي,وفي النهاية طلب مني أن أقوم بتدريس مبادئ الدين لبعض الكهنة وطلاب الكهنوت من شمامسة وعلمانيين. فوافقت مسرورا وتطوعت للعمل ولعدم وجود منهاج معين للدراسة ,ولعدم وجود أو توفر كتاب تدريس واحد ,قررت أن تكون الدروس حول مواضيع مختارة ,بنيتها طبقا لأسئلة كانت تطرح: كأسرار الكنيسة المقدسة,وهل أن للرب يسوع إخوة أشقاء,ونسب المسيح,ونقض للسبت وشرح تعبير :المسيح وابن البشر وابن الله الخ. هذا بالإضافة إلى الأعياد الرئيسية في الكنيسة. وهكذا استمر العمل طيلة ثلاث سنوات ,حيث كنا نلتقي مرتين في الأسبوع ,وكان كل لقاء يمتد على مدى ثلاث أو أربع ساعات. والكتاب الذي بين أيديكم هو يجمع مادة بعض مواضيع التي بحثناها.
وبعد إنشاء " جمعية أبناء المخلص في الأراضي المقدسة" في مطلع هذا العام توجّه إليّ مدير عام الجمعية الأستاذ يوسف جريس شحادة,هذا الرجل الصالح المتميّز بغيرته على الكنيسة وصحة الإيمان وطالبا مني الموافقة على نشر هذه الدراسات أو المقالات في كتاب لتعميم الفائدة منها,وبهمّته التي تعرف الكلل أو الملل تقدم لهذا "المشروع",بجمع المواد ويرتبها ويطبعها على الحاسوب ,بجهد مضني,ولكن بعزيمة ثابتة وبإصرار أكيد. وقررنا معًا فصل مادة الأعياد عن هذا الكتاب وإصدار كتاب منفصل.
واني لأعلم انه في عصر الانترنت والحاسوب والفضائيات أضحى تأليف الكتاب أسهل من قراءته ,ولكن بما أننا نعيش على الرجاء بقيامة الموتى وغفران الخطايا يكون من النافع والمهم أن نفهم أساس إيماننا وكي لا يكون هذا الإيمان عبارة عن المشاركة في الطقوس الدينية بعضها أو كلها,ولئلا يكون ذهابنا إلى الكنيسة في المناسبات والأعياد,كعمل ترفيهي أو كواجب اجتماعي,بل كي نكون أعضاء في جسد المسيح ربنا ومخلّصنا ولنيل نعمته في الخلاص والغفران
والشكر لله دائما.
مخائيل بولس
كفرياسيف تشرين الثاني 2007
|
