عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

احد زكا العشار

احد زكا العشار 

الاحد 2/2/2020

باسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

صباح يوم الرب المقدس

 يا احبتي تحيي اليوم الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اليوم تذكار زكا العشار . فمن هو زكا وما دوره ليذكر في سير القديسين ؟ ابدأ اولا في نص الانجيل .

+++فصل شريف من بشارة القديس لوقا (19: 1-10)+++

++"في ذلك الزمان فيما يسوع مجتازٌ في اريحا اذا برجُل اسمهُ زكَّـا كان رئيسًا على العشَّارين وكان غنيًّا * وكان يلتمِسُ أن يرى يسوعَ مَن هو فلم يكن يستطيعُ من الجمع لانَّـهُ كان قصيرَ القامة * فتقدَّم مسرعًا وصعِد الى جمَّيزةٍ لَينظرَهُ لانَّـهُ كان مُزمِعًا ان يَجتازَ بها * فلَّما انتهى يسوعُ الى الموضع رفع طَرْفَهُ فرآهُ فقال لهُ يا زكَّـا أَسِرعِ انزِلْ فاليومَ ينبغي لي ان امكُث في بيتك * فأسرعَ ونزَلَ وقبِلهُ فرحًا * فلمـَّا رأَى الجميعُ ذلك تذمَّروا قائلين انَّهُ دخل ليحُلَّ عند رجلٍ خاطىء * فوقف زكـَّاوقال ليسوعَ هاءَنذا يا ربُّ أُعطي المساكينَ نِصْفَ أَمْوالي . وان كنتُ قد غَبَنْتُ احدًا في شيءٍ أَرُدُّ اربعةَ أَضعافٍ * فقال لهُ يسوع اليومَ قد حصل الخلاصُ لهذا البيتِ لانـه هو ايضًا ابنُ إبراهيم * لانَّ ابنَ البشرِ انـمَّا اتى ليَطلبَ ويُخَلصَ ما قد هلك.""++

يا احبتي  في نهاية حياة يسوع العلنية عندما صعد إلى أورشليم مع تلاميذه الإثني عشر. فأريحا هي المحطة الأخيرة قبل أورشليم حيث وصل إليها يسوع فهي باب الأرض المقدسة. تحتل أريحا مكانة هامّة في الكتاب المقدّس وفي تاريخ الشعب اليهودي حيث يعود عمرها إلى سبعة آلاف سنة. تميّزت هذه المدينة بانحدارها عن سطح البحر. فهي ترمز في المعتقد اليهودي إلى مثوى الأموات أي "الشيول" حيث نزل يسوع وأخرج منه كل النفوس التي كانت تنتظر الخلاص. 

العشارون هم طائفة الجباه وكانوا يستوفون أكثر من الجزية المقررة ويأخذونها لأنفسهم. ولذلك كرههم اليهود وأسموهم لصوصًا. ولذلك تبرم اليهود إذ قبل السيد دخول بيت زكا. والرب دخل بيت زكا دون أن يسأله فهو عارف بما في القلوب.

في الآيات السابقة ترك الرب الأعمى يصرخ فترة، بعدها استجاب وشفاه، وهنا نجده يطلب هو بنفسه أن يدخل بيت زكا. ويتمم الشفاء حين يرى القلب مستعدًا. فهذا الأعمى لم يكن مستعدًا بعد للشفاء، والصراخ جعله مستعدًا، ولما رآه السيد مستعد تدخل وشفاه. أمّا زكا ففي انسحاقه وفي اشتياقه لرؤية السيد كان مستعدًا. فدخل يسوع بيته. هنا نرى جزاء قبول يسوع في حياتنا، وجزاء اشتياقنا له، بينما نحن شاعرين بعدم الاستحقاق، هنا يدخل يسوع قلوبنا فتصير سماء، ويغفر لنا خطايانا ونفوز بالخلاص، فهل نشتاق لخلاص يسوع مثل زكا. يقول الرب "إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب.. وتجري من بطنه أنهار ماء حي" (يوحنا 37:7-39).

ربما كان إيمان زكا ضعيفاً، وربما كان خاطئًا، ولكنه باشتياقه  لرؤية المسيح ,صار مضيفًا للرب، وبتوبته صار مسكنه قصرًا سمائيًا يدخله الرب، لقد مُنِحَ زكا مجدًا عظيمًا.

قصة زكا العشار فتحت باب الرجاء والأمل لكل خاطئ، حين يعود بالتوبة مشتاقًا للمسيح، يدخل المسيح إلى قلبه، ويقبله ويغفر خطاياه. صار زكا هنا تطبيقًا حيًا لمثل الفريسي والعشار، فهو صار مقبولًا ونال الخلاص مثل ذلك العشار الذي قال عنه السيد المسيح "نزل إلى بيته مبررً ,ولاحظ أن زكا تكلف الكثير، فهو في مركزه كرئيس للعشارين كان من غير اللائق أن يتسلق جميزة كما يفعل الأطفال (هذا ما نسميه الجهاد، وفي المقابل فلنرى النعمة التي حصل عليها).  دخول الرب بيت زكا الخاطئ يمثل دخول المسيح إلى جسد بشريتنا وحمله لطبيعتنا نحن الخطاة  ليقدس طبيعتنا أبديًا. كانت هناك معوقات كثيرة تحول بين زكا والمسيح:

+خطيته: إذ يُحسب العشارين في نفس صفوف الزواني " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ، (متى31:21).

+كراهية المجتمع له.

+ مركزه كرئيس قد يتأثر بما فعله، من تسلقه لجميزة.

+ قصر قامته، ومثل هذه العاهة تجعل الإنسان يتقوقع حول نفسه، مفضلًا الابتعاد عن المجتمع.

ولكن إيمان زكا انتصر على كل ذلك، واشتياقه، وقلبه التائب أعطوه الخلاص. فبالإيمان الحي العملي نغلب كل ضعف فينا ونرتفع فوق الظروف لنلتقي بربنا يسوع فنخلص.

+" يا زكا أسرع وانزل ", هذه لجملة التي قالها السيد المسيح (  اسم زكا يعني النقي المتبرر)، فالمسيح سامحه عن خطاياه وابرأه منها.  و شجرة الجميز ثمارها رخيصة وتشير للأمور الزمنية التافهة، ولا يمكن أن نعاين المسيح ما لم نسمو فوق الأمور الزمنية. وهي تشير أن كل ما جمعه زكا في حياته من أموال ظن أنه متكل عليها، ما هي إلاّ تفاهات.

+" أسرع وإنزل " ..  كم مرة صعد في غناه وكبريائه، والآن عليه أن يتعلم أن ينزل ويتضع ويتخلى عن أمواله. ولاحظ تجاوب زكا فهو أسرع ونزل،  وهنا نتعلم ان التأجيل قد يضيع فرصة الخلاص، فالمسيح لم يذهب لأريحا ثانية التي يعيش فيها زكا.والان هو واقف على باب قلوبا ومستعد ان يدخل لو تنازلنا عن كبرياءنا وفتحنا الابواب .

+ أعطي نصف أموالي. أمّا دفع أربعة أضعاف فكان هذا إجراء من أقصى العقوبات التي كان تفرضها الشريعة  على لص "  إِذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. (خروج1:22) و وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ» ( 2صموئيل 6:12)، وزكا فرض على نفسه هذه العقوبة صار له القلب الرحيم غير المستعبد للمادة بمجرد أن دخل يسوع بيته. ولاحظ أنه مستعد لدفع نصف أمواله، مع أن الشريعة الموسوية لا تطلب من المختلس سوى الخمس زيادة على ما إختلسه. 

+اليوم حصل خلاص لهذا البيت. حينما يتقدس أحد أفراد الأسرة يصير سبب بركة لكل البيت. وهذا لا يمنع أنه في حالة إيمان شخص قد يقف في وجهه كل بيته "أعداء الإنسان أهل بيته" لكن المؤمن يكون بركة لأهل بيته إن كان عندهم استعداد"لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. (1كورنثوس 14:7). 

+" هو أيضًا ابن لإبراهيم", السيد الرب بهذا يعطي خلاص زكا لتشبهه بإبراهيم في إيمانه وقداسته وبره. وكما ترك إبراهيم كل ممتلكاته في أور ترك زكا هنا نصف ممتلكاته. ان  نور المسيح وبره أضاءا بيت زكا وقلبه ولم يحتاج المسيح أن يوجه له كلمة عتاب أو توبيخ. المسيح لم يمر من هذا الطريق صدفة، ولم ينظر للشجرة صدفة، إنما هو كان يعرف أن في هذا المكان خروف ضال يريد أن يرده فذهب إليه. فزكا بحث عن المسيح والمسيح بحث عن زكا.ما فعله زكا هنا هو نفس ما قاله بولس الرسول " بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، (فيلبي8:3). فما استمر يجمعه العمر كله من أموال صار كنفاية يريد الإستغناء عنها إذ تمتع بمعرفة الرب يسوع. فحينما وجد زكا اللؤلؤة كثيرة الثمن (المسيح) باع بقية اللآلئ (أمواله) التي ظل عمره يجمعها. هنا معناها، أن كل ما ظنه له قيمة من قبل، فقد قيمته الآن بعد أن عرف المسيح ودخل المسيح بيته (وقلبه)

يا اخوتي واحبتي فهل نحن على استعداد ان نقول للسيد القدوس ادخل بيتي ونترك كل شيء ونتبعك ومعك لا نريد شيئا على الارض كما فعل زكا .

بركة الله الاب ومحبة الابن ونعمة الروح القدس مع جميعكم 

احد مبارك ومناولة مقبولة باستحقاق

اختكم المحبة كرستينا نور المسيح

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com