وحدةالكنيسةاليوم

الدكتور انطوان يعقوب

 نتساءل كيف نقول أن كنيسة المسيح وحدة واحدة، مع أنها مُقسمّة ومختلفة بعضها مع بعض، وليس بينها شراكة؟   

نعم فهذه حقيقة مُؤلمة ، فرغم أننا نتلو في قانون إيماننا مُعلنين ومُتمسكين بكنيسة جامعة مُقدسة رسولية واحدة ، وهي كما كانت أيام صياغة قانون الإيمان النيقاوي في أولى المجامع المسكونية المُنعقدة سنة 325 في عهدِ الإمبراطور قسطنطين الأول ، إلاّ أنها الآن أصبحت مُقسمة إلى كنائس أو قُل إلى طوائفٍ محلية، يرأس كل منها بطريرك، وحتى الكراسي الخمس إنقسمت على نفسها وتفرّع منها بطريركيات عديدة، وبذلك لم تعُد كنيسة واحدة، ورغم أن إيمان كل الكنائس واحد في ميلاد المسيح وقصة الفداء والصلب والموت على خشبة الصليب وقيامته في اليوم الثالث وظهوراته العديدة لمدة أربعين يوما وصعوده الى السماء   ، إلاّ 

أن الأفكار البشرية المشحونة بالفلسفات السفسطائية والمُغالطات اللّغوية والتفاسير الإجتهادية ، والأطماع الشخصية ، وإقحام السياسات القومية عليها ، مزّقتها وأبعدتها ولعب الشيطان دوره فأُنزلّت الحرومات وهكذا إبتعد الأحباء أبناء المسيح الذي من أجلهم تنازل من علوِ عرشه ليفديهم ويُخلّصهم .

فكُل كنيسة ، تدّعي اليوم أن كنيستهم هي الوحيدة التي تُدعى كنيسة مسيحية . ورغم كلّ اللقاءاتِ والحوارات التي تمّت عبر كل العصور، وخصوصًا تلك التي حدثت بعد إنعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني في الستينات ولقاء البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس، إلاّ أن الجمود والقطيعة وعدم الشراكة مازال قائمًا، لعدم صفاء النفوس ولغياب الرغبة الحقيقة في وحدة الكنيسة ، وإقحام الفلسفات والمصالح  الشخصية فيها، والمسيح براء منها. 

  نحن نُصّلي إلى الرّب يسوع المسيح ، مُؤسسها ،أن يرفع يمينه ويُبارك المساعي الجادة التي يقوم بها سعاة الوحدة الكنسية في ربوع العالم حتى تتحقق الوحدة المنشودة ، الوحدة الصادقة .. فلنصلي  بإيمان .