عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الـمرأة والكهنـوت

الـمرأة والكهنـوت

عن الكتب التالية:

- الإختلافات العقائدية والطقسيّة ج3 إنجلترا والكنيسة الإنجليكانيّة

- المرأة البنت ... الزوجة .. الأُم

- المرأة في المسيحيّة

- الكهنوت

للدكتور انطوان يعقوب

  سوال : هل يجوز رسامة المراة في الدرجات الكهنوتية ؟

الكنايس الرسولية ترفض ذلك 

كانت المراة قديمًا ترسم شماسة لتساعد الكهنة في  عماد.الموعوظات  لكن اليوم  لا توجد الحاجة. وان كنا نسمع الان عن عماد البعض منهن في سن متاخرة . 

وكيفما كان الامر ، فقد مدحَ الرب الخالق منذ البداية المرأة الفاضلة ،  كما مدحَ الرجل أيضاً ، وأكدَ أن المرأة ليست دون الرجل في الرب ، وأن كل الاختلافات الخلقية البيولوجية والوظيفية للجسد الانساني وتباينها من انسان الى اخر ليست بسبب الأفضلية في شيء أمام الله، بل الجميع سواسية ، ولايختلف انسان عن انسان إلاَّ بأعماله وايمانه وجهاده في غُربته أو حياته على الأرض . فنحن ، كما قُلنا فيما قبل ، أن في حياة الرب يسوع وكرازته كان هُناك نساءً كثيرات كُنَّ يخدمنه ويتبعنه في رحلاته التبشيرية . وقد قبلَ الرب يسوع خدمة المرأة ، ليؤكد محبته للمرأة ويُعيد لها كرامتها . فكانت خدمة بسيطة تتفق وطبيعة المرأة ، ولم تكُن لخدمة الليتورجية أو خدمة المذبح أو الخدمة الكهنوتية . ولم يحدُث أن تمَ تعيين أي إمرأة في الدرجات الكهنوتية . فالرسُل أقاموا سبعة شمامسة لم يكن بينهم ولا إمرأة واحدة

 وردَ في رسالة مُعلمنا بولس الرسول " أُوصيكم بأُختنا فيبي  خادمة الكنيسة  (الشماسة)" (رو16: 1) . والحقيقة أن فيبي كانت تقوم بمُساعدة المُحتاجين والاكليروس بصفة عامة في داخل الكنيسة ، ولم يكُن لها أي وظيفة أو درجة أو رُتبة كهنوتية طقسية "مُساعدة للكثيرين ولي أنا أيضا". فلم يكن في الكنيسة الأُولى أي سيامة للمرأة ، لكن كانت الأرامل العفيفات اللاتي جاوزنا الستين ونذرن العفة كُن يخدمن النساء ويُساعدن الاكليروس في تفقد النساء والمُعمدات .فلا سيامة ولاشرطونية للنساء منذ بداية الكنيسة . بل ان المرأة الخادمة لاتُعطى وظيفة ولا ترأس في داخل الكنيسة . وقد صرحَ بذلك القانون 11 من قوانين مجمع اللاذقية (راجع ايضا :ق16 قرطاجنةو26و53و55 رسل و19 نيقيا)   . لهذا جاءَ ايضاً "كل امرأة تُصلي أو تتنبأ ورأسها غير مُغطى تشين رأسها "(1كور11: 5) . كما تحتم ان تكون الشماسة بتولة غير مرتبطة بخطبة او بزواج . فكانت الخادمة أو الشماسة تكون مُكرسة للطهارة الدائمة فيجب أن تكون عذراء طاهرة أو أرملة ، وتكون مؤمنة وقديسة . ويبدو مما قدمه لنا التاريخ الكنسي ، ان دور الشماسة ، أو خادمة الكنيسة ، لم يكن إلاَّ للقيام ببعض الخدمات كالافتقاد لتوصيل البشارة الى بنات جنسها في المُجتمع الوثني ، والمُساعدة في اتمام سر العماد للنساء ،  وزيارة المرضى ، ومُساعدة العجزة وغسل اجسادهم وثيابهم ، واجلاس النساء في الكنيسة  وافتقاد الارامل . وقد زالت هذه الوظيفة من الكنيسة تماماً  .  والحقيقة انه اذا عُدنا إلى القانون الـ19 من قوانين المجمع المسكوني الأول (راجع كتابنا بين الإضطهاد والإعتقاد وانعقاد المجمع المسكوني الأول) نراه يُحدد المعنى المقصود بالشماسات فيقول :"نعني بالشماسات اللواتي توشحن بالثوب ، ولكن يجب احصائهن فقط في عداد العلمانيين  ، بما انهن لم ينلن وضع اياد " ولم ينلن الخادمات وقتذاك الرسامة  ،  بل نلن المُباركة أو البركة لأنه لا الشمامسة ولا القُراء مرسومين ، بل كانت تُلفظ فقط كلمات المُباركة عليهم . لذلك فقد انفرد الخوارج المُعارضون ، من البروتستانت وخصوصا الأنجليكان ، وقاموا برسامة المرأة ورفعوها الى درجة الكهنوت  بل منهن من وصلن الى درجة الأسقفية . 

 يقولون - وفي قولهم مُغالاه وخطأ - ان للمرأة الحق في الكهنوت ، وتأدية الخدمات الدينية ، مثلها في ذلك مثل الرجل ، وفقا للكتاب القائل :

" إني أسكُب روحي على كل بشر ، فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ، ويرى شبابكم رؤى"(يؤ2: 28) .

" أما كل إمرأة تُصلي وتتنبأ ورأسها غير مُغطى فتشين رأسها "(1كور11: 5) . " وانه كان لفيلبس أربع بنات عذارى يتنبئن "(أع21: 9) .

 ونراهم يستنتجون من هذه الآيات السابقة أن للمرأة الحق في مُمارسة الخدم الدينية الكهنوتية والوعظ والتعليم في الكنيسة .!

 ولستُ أعرف لماذا ابتعدوا كل هذا البُعد عن الأقوال الرسولية المُتبعة في الكنيسة الرسولية؟  الم يقرأوا قول مُعلمنا بولس القائل :"لتصمُت نساؤكم في الكنائس ، لأنه ليس مأذونا لهُن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. ولكن ان كُن يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهن في البيت، لأنه قبيح جداً بالنساء أن تتكلم في كنيسة"(1كور14: 34-35)؟

وما رأيهم في قوله الآخر :" لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع .ولكن لست آذن للمرأة أن تُعلم ، ولا تتسلط على الرجل ، بل تكون في سكوت .لأن آدم جُبِلَ أولاً ، ثُم حواء .وآدم لم يغو لكن المرأة أُغويت فحصلتْ على التعدي "(1تيمو2: 11- 14) . وأحسب أن هاتين الآيتين تُظهران بوضوح رأي الكنيسة في دور المرأة في الحياة الكنسية ، وعدم استحقاقها لمُمارسة الخدم الدينية الكهنوتية.انه لايوجد ولانص واحد يُناقض قول الرسول نستطيع ان نعتمد عليه في حقِ المرأة في القيام بالأعمال الكهنوتية . هذا وإذا تمعنا في قوانين الكنيسة الأُولى سنجد ما يُؤيد قولنا تماماً .إذ  أمرت القوانين الكنسية بعدم تناول المرأة من السرائر المُقدسة وهي حائض . بل منعتها من الذهاب إلى الكنيسة لتعميد طفلها إلاَّ بعد أن تكون قد انتهت من فترة نفاسها وتطهرت . فكيف تسمح الكنيسة للمرأة أن تُقدم الأسرار ، وأن تقف أمام مذبح الرب ، وتئم الناس في الصلاة ؟ .

 ان البروتستانت ومن لف لفيفهم يزعمون أن القديس بولس قال هذا لأنه كان مُتأثراً بيهوديته من جهة ، ومن جهة أُخرى ما كان سائداً في  المُجتمع اليوناني الفاسد ، وما وصلت اليه المرأة في عصره من انحدار خُلُقي ، إذ كانت المرأة اليونانية آلة الفجور والفساد الخلقي.

 ومهما كانت أقوالهم وحُججهم الفلسفية ، فإننا لانملُ نصاً واحداً يُويد قولهم وزعمهم للسماح للمرأة بالقيام بالخدم الكهنوتية . 

 أما بالنسبة لموضوع تنبوء المرأة . فالتنبوء موهبة أكيدة ولاشك يمنحها الله لمن يشاء . فقد يمنحها للرجل ، وقد يمنحها للمرأة ، وقد يمنحها للطفل .فالأمر ليس قاصراً على رجال الدين فقط .لأن داود وإيليا وآشعياء لم يكونوا كهنة ، ومع ذلك فكانوا يتنبأون .والتنبوء هو الإخبار عن أمور المُستقبل ، ويكون هذا كما قُلنا بموهبة ممنوحة من الله بواسطة الروح القدس 

 أما عن تعليم المرأة في الكنيسة فقد رفضت الكنيسة ذلك تماماً اعتماداً على قول الرسول الوارد في (1كور14: 34-35 و1تيمو2: 11-14) . 

 ومن حُسن الحظ أمامي الآن كتاب اسمه "هل تجوز رسامة المرأة ؟" للقس الفاضل "منيس عبد النور " وأود أن اقتبس منه هُنا بعض الحُجج  التي أوردها في كتابه هذا لتأييد أحقية المرأة في الرسامة الكهنوتية . والقس منيس بالطبع يُؤيد ويُشجع ، ويرى استحقاق المرأة في الكهنوت . ونحن نرى عكس ذلك تماماً .

 يقول القس منيس :" في العهد القديم قادت المرأة الصفوف مُتقدمة على الرجل أحياناً . فقادت "مريم" أُخت موسى (ميخا6: 4) .وفي العد الجديد قادت "بريسكلا" في التعليم مُتقدمة على زوجها اكيلا (أع18: 26) وخدمت زوجة اشعيا النبية (أش8: 3) وخدمت بنات فيلبس العذارى بالنبوة (أع21: 9) كما خدمت سيدتان في فيلبي وجاهدتا مع بولس في الانجيل (غل4: 3) . ويستطرد القس منيس قائلا:"هل مُجتمعنا الكنسي أكثر تأخراً من مُجتمعنا الدنياوي ؟ لقد أصبحت المرأة وزيرة ورئيسة وزراء ، واحتلت كثيرا من الوظائف العامة القيادية دون ان يظهر في ادارتها للعمل الموكل اليها ، أي تقصير أو نقص .فهل يمكن ان تكون سيدات كنائسنا أقل تأهيلاً ؟ وهل مُجتمعنا المسيحي الانجيلي أقل انفتاحاً لتقبل كل القيادات النسائية من مُجتمعنا الكبير ؟ وعليه فانه يرى انه من حق المرأة على الكنيسة السماح لها أيضاً في السيامة أو الرسامة الكهنوتية؟؟ .

 والحقيقة انني لا أرى ما يراه القس الفاضل . فإذا عُدنا الى بساطة كلام مُعلمنا القديس بولس الرسول في رسالتيه (1كور14: 34-35 و1تيمو2: 11-14) نجده يُعارض كلام قدسه تماماً ، بل يُحرم عليها التكلُم في الكنيسة.   

 نعم لتكن المرأة أُستاذة جامعية مُوفقة وناجحة ، ولتكُن طبيبة ناجحة ، ولتكُن صحفية آخذة في اسلوبها ، ولتكُن المرأة وزيرة أو رئيسة وزراء مثل "انديرا غاندي" في الهند أو "مارجريت فاتشر" في انكلترا ولتكن المرأة ملكة كالملكة اليزابيث ملكة انكلترا ، فلتكُن ماتكون ، فلامانع من ذلك مُطلقا اذا استطاعت الى ذلك سبيلا ، حسب علمها ونبوغها وحظها تستطيع الوصول الى أعلى المراكز الدنياوية . بل وحتى هذه  المناصب فانها لاتُمنح لكل امرأة في العالم . وليفهم المُعترض ان المُجتمع الدنياوي شيء والمُجتمع الكنسي شيء آخر . والفرق بينهما كبير جداً .فالأول مادي فاني ، والثاني روحي آبدي . فما يُجيزه الأول يرفضه الثاني .فإذا رفضه الآخر لايمكن ان نقبله بحال من الأحوال .

 فرسول الأُمم يقول "لتصمُت نساؤكم في الكنائس" فقوله صريح لايحتاج الى توضيح أكثر . انه لايُريد أن تتكلم المرأة في الكنيسة ابداً .فهل معنى كلامه هذا أن يكون للمرأة الحق في المشيخة أو الكهنوت ؟ الكنائس الرسولية كلها ترفض ذلك وتعتبره خروج جديد عن الدين المسيحي القويم . ونحن نُعارض في اشتراك المرأة في جوقات الترتيل ، فكم بالحرى في الكهنوت ؟ فإذا كانوا يعتمدون على اقوال الكتاب المُقدس وآياته ، ويعتقدون بعدم حرفيته أو تحريفه ، فما معنى الخروج على أوامر الرسل؟ وإذا كان الأمر مسموحاً فلماذا لم يرسم السيد المسيح احدى السيدات اللواتي كُن يتبعن المُخلص ؟ ولماذا لم يرسم القديس بولس احدى العاملات معه في حقلِ الكرازة ؟ ولماذا لم يرسم الرسل احدى السيدات اللواتي قُمن على خدمتهم ؟

 اننا لانُؤمن بأحقية المرأة في تولي الأمور الكهنوتية ، إذ أمرت القوانين الرسولية بمنع المرأة الحائض أو النفساء من الاقتراب من القرابين أو من الكنيسة ، فكيف يُسمح لها بتولي المشيخة ؟ انني أعلم علما يقينا انها عاملة وعالمة ناجحة في شتى المجالات ، لكنني لا أرى غير التغيير على العُرف والتقليد المُسلم الينا من الآباء الأُول عبر الاجيال .

 ان شطحات الخيال التي في عقول بعض رجالات المُجتمع المُعاصر لهي في الحقيقة احدى علامات اقتراب النهاية . انها والله لهي نزعة أو تقليدة جديدة ادخلها البروتستانت على المسيحية ، بل ان منهم من عارض هذا التيار الجديد ونتج عن ذلك انقسام في الصفوف الواحدة . ونحن نرى في هذه الايام الكنيسة الانكليكانية الأُسقفية تقوم برسامة المرأة في الدرجات الكهنوتية العُليا والذي لاشك فيه أن ذلك سيؤخر من الاتحاد المزعوم بين الكنائس .

 وصفوة ما يمكن ان يُقال اننا نرفض نهائياً ، بُناءً على ما جاء على لسان مُعلمنا بولس الرسول ، ادخال المرأة إلى قدس الأقداس ، وأُعارض كهنوتها ، وأتمسك بما تسلمناه من الاباء والرسل عبر الأجيال ، والا امتدت الآيدي الى كل شيء. فالتزمنا بالقديم هو لخيرنا ، ولخير تقدم الكنيسة .

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com