عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ

عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _www.almohales.org

"وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ."

" ويكون عظيمًا" بمعنى مهمّا وعظيما بخدمته ورحمته وتعليمه الخ.

" أمام الربّ" أي المسيح الربّ، كما في لفيفة ميخا:" ما اسم الملك المسيح؟ الله اسمه كما في ارميا 6 :23 :"  فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا." وما الغاية من " في أيامه" أي في زمن المسيح تخلص يهودا لأنه في زمن الهيكل الثاني لم تخلص كانت تحت ملوك الفرس والرومان، وعندها يسمى" الرب برّنا" وحينها يكون برنا  هو الله .

 والنص:"והקימותי לדוד צמח צדיקيعني المسيح الرب.لان اللفظة العبرية:" צמח  غصن" لقب من ألقاب الرب مثلما في اشعيا :" נצר ,חוטר ,גזע" ها أيام {بالتأكيد} تأتي يقول الرب، وأُقيم لداود غُصن برّ، فيملك ملك وينجح ويجري حقًا وعدلًا في الأرض. في أيّامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمنًا، وهذا هو اسمه الذي يدعونه به".

يدعوه "غصن بر _ צמח צדיק" دُعي السيد المسيح غصنًا سبع مرات في العهد القديم وقد قدمت هذه النصوص السيد المسيح كما قدمته الأناجيل الأربعة:

المسيح الملك { إنجيل متى}: {إش 1: 11، إر 5: 23، 15: 33}.

المسيح الخادم وفتى الرب {إنجيل مرقس} {زك 8: 3} .

المسيح الصديق والإنسان {إنجيل لوقا} {إش 2 _1 :53 : ؛ زك 12: 6}.

المسيح ابن الله الممجد{إنجيل يوحنا}: {إش 2: 4} .

دُعي السيد المسيح بالغصن للسببين التاليين:

أ. لأن الغصن مرتبط بالأصل، فمع أنه رب داود لكنه من نسله، مرتبط به حسب الجسد.

ب. صار بالحقيقة إنسانًا ينمو كالغصن.

أُستخدم هذا اللقب "الغصن" في مجتمع قمران ليشير إلى المسيح الملك. وقد أُدخل إلى الصلاة اليهودية التي تُدعى{الثمانية عشر بركة_שמונה עשרה}: {ليبرز غصن داود عبدك سريعًا، وليتمجد قرنه بخلاصك}.

 في سفر إشعياء حُسب السيد المسيح كقضيب وغصن من يسى الذي عاش ومات قليل الشأن، قائلًا: "ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله" {إش 1: 11}. والعجيب أن نسل داود الملك ضعف جدًا حتى جاء يوسف والقديسة مريم فقيران للغاية. بينما يتحدث في الأصحاح السابق عن ملوك يهوذا كأشجار لبنان الشامخة، إذا به يتحدث عن السيد المسيح، الملك المخلص، كغصنٍ متواضعٍ، لكنه "غصن بر". أراد باتضاعه أن يسحق الكبرياء محطم البشرية، وكما تقول عنه الكنيسة في جمعة الآلام: "أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة".

ثانيًا: ملك ليخلص، ملك الرب بالصليب، لا ليسيطر، بل ليهبنا غفرانًا لخطايانا وشركة في الميراث الأبدي. على خلاف ملوك يهوذا في ذلك الحين الذين كانوا يملكون ليبددوا ويهلكوا، إذ يطلبون ما لنفسهم لا ما لشعبهم، فخسروا أنفسهم وشعبهم معًا!

بقوله: "يملك ملك{بحكمة}" يعلن أن المسيح القادم هو ملك حقيقي يملك على القلوب، وليس كصدقيا الذي كان كدُمية يحركها الأنبياء الكذبة

ثالثًا: ينجح ويجري حقًا وعدلًا في الأرض. إذ تصير قلوبنا أرضه المقدسة، يملك عليها ليحقق فيها الحق الإلهي والعدل. ظن ملوك اليهود أنهم ناجحون، لكن إذ أقاموا مملكتهم بغير حقٍ ولا عدلٍ انتهت بالفشل، أما مسيحنا فينجح إذ يقيم مملكته في أعماقنا الداخلية، لا يقدر عدو أن يتسلل إليها.

جاءت الكلمة  " השכל "لتعني "ينجح" أو "يعمل بحكمة"، فملكنا المسيح قدم لنا حكمة  الصليب التي رآها اليهود عثرة واليونانيون جهالة {1 كو 1:25 _2 :1. أما نحن المخلصون فنرى في الصليب حكمة الله الفائقة إذ هو "قوة الله" {1 كو 1: 18}.

رابعًا: يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمنًا.

لقد وعدهم الأنبياء الكذبة بالسلام، لكنهم هم أنفسهم فقدوا سلامهم، أما الراعي الجديد، فهو ملك السلام، يدخل بنا إلى مملكته، إسرائيل الجديد، فنجد سلامًا وأمانًا فيه.

خامسا: يدعى اسمه: "الرب برنا"

أقام البابليون صدقيا ملكًا، لكنه أظهر أنه غير مستحق لهذا الاسم، لأن كلمة صدقيا צדקיהו "  تعني "برى هو الله". فكان لزامًا أن يُطرد من المُلك ليقوم مكانه ملك جديد، لا يقيمه البابليون، ولا يأتي بذراعٍ بشري، وإنما بخطة إلهية هيأ لها الله عبر الأجيال، خلالها يقدم الملك المسيح بره الإلهي برًا لنا، فنترنم بحق ونحن ننعم برعايته، قائلين: "الرب برنا". نردد مع الرسول بولس: "لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه، ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداءً" {1 كو: 30 _29 :1 }

كما تفصلنا خطايانا عنه، هكذا يجتذبنا برّنا مقتربين إليه. قيل: "وأنت بعد تتكلم أقول: هأنذا" {انظر إش 9: 58؛ 24: 65}

ألقاب كثيرة للرب على حسب أفعاله ملاخي 1 :3 :"  هانذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود". ويفسّر الراب دافيد  قمحي { רד"ק} معنى "السيد" ما هو إلا المسيح  وكذلك إبراهيم ابن عزرا. راجع الآية 43 حين زيارة والدة الإله لاليصابات " أم ربّي تأتي إليّ".

" وخمرا ومسكرا لا يشرب" على نمط حياة الرهبان المتوحّدين القضاة 4 :13 :" وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا."ولماذا وصية الرب بعدم الشرب وهو في بطن أمه؟ يقول ابن عزرا لان الروح القدس يحل عليه ويمتلئ هو بالروح القدس فيسكر من الروح القدس.

" وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ.   "أي شغله الشاغل هذا، ان يرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب، أي ليتوبوا ويعلّمهم درب التوبة ويرجع كل واحد من طريقه السيئة من درب السوء للبر والخلاص لتحل رحمة الرب عليه ويخلّص شعبه .

السؤال لماذا لم يقل " ويردّ كل إسرائيل" بل " كثيرين " قال؟ لأنه أيام المسيح الرب لن يتوبوا الكل بل قسم منهم من بني إسرائيل  والكثيرين ماتوا بالصحراء ومن آمن بالعجل.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com