عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

نبثاق الروح القدُس بين الأرثوذكس والكاثوليك عن كتابنا : للدكتور انطوان يعقوب

نبثاق الروح القدُس بين الأرثوذكس والكاثوليك

عن كتابنا : الإختلافات العقائدية والطقسيّة، جزء2 الكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة

للدكتور انطوان يعقوب

 تعترفُ الكنيسة الجامعة المُقدسة الرسوليَّة بوجود ثلاثة أقانيم هي:الآب والإبن والروح القدس" وتشترك هذه الأقانيم بالجوهر الإلهي ، أي أن لكل من الآب والإبن والروح القدس ما للآخر من صفات الهية، وهذه الأقانيم الثلاثة إله واحد .أو الله واحد في ثلاثة أقانيم تنطق كل النصوص الإلهية بوحدانيته لأنه قال:"أنا الأول وأنا الآخر ، ولا إله غيري"(أش44: 6)فلا ينفي القول بوجود ثلاثة أقانيم أن يكون الهنا واحد لأنه قال:"لكي تعلموا من مشرقي الشمس ومن مغربها أن ليس غيري أنا الرب ليس آخر"(أش45: 26).فالثلاثة أقانيم لاتعني وجود ثلاثة الهة ، بل إله واحد ،لأنه واحد في الجوهر وثلاثة أقانيم.فالآب هو اللاهوت نفسه، والإبن هو اللاهوت عينه ، والروح القدس هو اللاهوت ذاته.فبحسب قول مُعلمنا يوحنا الحبيب:" كل من يُؤمن أن يسوع هو المسيح فقد وُلِدَ من الله.وكل من يُحب الوالد يُحب المولود منه أيضاً.والروح القدس هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق.فإن الذين يشهدون في السماءِ هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس.وهؤلاء الثلثة هُم واحد "(يو5:1 ـ8).

 والحال إن الله واحد في ثلاثة أقانيم وهذا القول لا يعني مُطلقاً أن المسيحية تؤمن بثلاثة الهة ،حاشا، وإنما اله واحد فقط في ثلاثة اقانيم .فالآب له الأبوة وهو لايولد ولا ينبثق من غيره ،والإبن له البنوة ، والروح القدس له  الإنبثاق، فهو مُنبثق من الآب .ولكن الثلاثة واحد ، وجوهر واحد وليس في هذا أي تناقض.

 نعود إلى سؤالنا وهو "عقيدة انبثاق الروح القدس" .شغلَ هذا الموضوع أبناء الكنيسة طوال خمسة عشر قرناً ولايزال اليوم المسيحيون على اختلاف فيه.

ان القارئ لِبشارة مُعلمنا يوحنا الإصحاح الخامس عشر يجد تحديداً أكيداً لقضيتنا وعقيدتنا الصحيحة ، يقول الرسول :" متى جاءَ المُعزي الذي أُرسله إليكم من لدُنَّ الآب ، روح الحقّ الذي ينبثق من الآب ، فهو يشهد لي"(يو15: 26). 

وهُنا بالطبع تنتهي القضية وقد سُجلت أو أُضيفت هذه العقيدة صراحة على قانون الإيمان النيقاوي في المجمع المسكوني الثاني على هذا الشكل:" وبالروح القدس الرب المُحيي المُنبثق من الآب، الذي هو مع الآب والإبن..."  

وفي إنجيل مُعلمنا يوحنا أيضاً يتكلم عن إرسال الروح القدس "وأنا أسأل الآب فيعطيكم مُعزياً آخر "(14: 16) 

"الروح القدس الذي سيُرسله الآب باسمي"(14:  26 .

كيف إذن دخلّت كلمة ( الإبن) Filioque على قانون الإيمان النيقاوي؟  

إن من يقرأ هرطقة "أريوس"في القرن الثالث الميلادي ، وما قرره آباء المجمع المسكوني الأول من قرارات ، ونصوص قانون الإيمان النيقاوي" ليستطيع بدون بذل اية جهود الوقوف على حقيقة الأمر.

فمنذ اصداره والكنيسة كلها تعمل به وتتلوه أثناء الخدم الإلهية

 يقول الدكتور "اسحق عُبيد" ـ أُستاذ تاريخ أوربا الديني في جامعة عين شمس ـ في كتابه " الإمبراطورية البيزنطية بين الدين والبربرية ":"عندما استولى الألمان على مقاليد الأمور في روما نقلوا اليها هذه الإضافة فأثاروا بذلك مُشكلة "الفيليوكي" ـ أي ومن الإبن ـ وكان النزاع المرير بين الأسبان الكاثوليك والقوط الأريوسيين شديداً للغاية وكان من امر هذا النزاع والصراع أن ادخل الأسبان هذه الإضافة على دستور الإيمان سنة 633م. وربما قبل ذلك في مجمع توليدوا سنة 400م."

ويقول "الأب سليم بسترس " ـ في كتابه اللاهوت المُعاصر ج3 ـ:" يبدو أن هذه اللفظة أُضيفت في أواخر القرن السادس ، تأكيداً لألوهية الإبن ضد الهراطقة الأريوسيين الرافضين تلك الألوهية.

فالقول بُناءً على ذلك أُضيف ليؤكد وحدة الإبن مع الآب في الجوهر...وقد قبلَ الغرب هذه الإضافة لأنها تنسجم مع طريقة تعبيره عن سر الثالوث الأقدس وعن وحدة الألوهية".

على أي حال، فقد انتشرت هذه الإضافة في المانيا وفرنسا واسبانيا وحُمِلَّت إلى بلاد "كارلوس" على يدِ "لوكيوس أو لوسيوس" فقبلها في مجمع عُقِدَ في "فرانكفورت"سنة 794م.ومن ثَم حاول "كارلوس"إقناع البابا "ليو الثالث" على إدخال هذه الإضافة، ولكنه رفضَ وأمرَ بنقش دستور الإيمان (سنة 810م) على لوحين من الفضة باللُغتين اليونانية واللاتينيةوعلقهما في كنيسة القديس بطرس في روما، وظلَ الموقف على ماهو عليه حتى سنة 1009م. عندما أرسلَ البابا "سرجيوس الرابع " رسالة إلى القسطنطينية تحوي على هذه الإضافة وأُدخلَ رسمياً في عهد البابا "بندكتوس الثامن" سنة 1014م. تحت ضغط الإمبراطور "هنري الثامن".

 إن مُعظم اللاهوتيين من الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية مُتفقون اليوم على أن موضوع "الإنبثاق" لا يُشكل عقبة في طريقِ الوحدة المسيحية، ولكن المطلوب أولاً من جميع الكنائس العودة إلى تلاوتها واستعمالها لقانون الإيمان النيقاوي والتي أقرها المجمع المسكوني الثاني سنة 381م. أي بدون إضافة "والإبن" لِيُتاح لجميع المسيحيين إعلان إيمانهم المُشترك بفمٍ واحد وقلبٍ واحد ، ومن ثم يُتابع البحث اللاهوتي المُشترك لإيجاد

الألفاظ المُلائمة في سبيل مُساعدة المسيحيين في النمو في معرفة الثالوث الأقدس ، وفي الحياة المسيحية التي هي إتحاد بحياة الآب والإبن والروح القدس.

*                    *                    *

مراجع عامة:

اللاهوت المُعاصر / للأب سليم بسترس

الإمبراطورية البيزنطية / د. اسحق عبيد.

الله حياتنا /للأب الدكتور اغناطيوس ديك

نُؤمن / تعريب الخوري يُوسف ضرغام

المجمع الفاتيكاني الثاني /أشرف على الترجمة الأب حنا الفاخوري

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com