عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

كتاب لاهوت المسيح البابا شنودة الثالث

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث

 

3  وقال السيد المسيح أيضاً " أنا في الآب والآب في" (يو14: 10).

وكرر هذا التعبير مرة أخرى. " صدقونى أنى في الآب والآب في، وإلا فصدقونى لسبب الأعمال نفسها" (يو14: 11). أى الأعمال التى يعملها وتدل على لاهوته، مثل أعمال الخلق مثلاً... (يو1: 3) (كو1: 16). وقد كرر نفس العلاقة في مناجاته للآب فقال " أنت أيا الآب فى وأنا فيك" (يو17: 21). وكون الآب فيه، معناه أن فيه اللاهوت، أى اتحاد اللاهوت بالناسوت. ولعل أفضل تفسيراً لهذا، هو قول القديس بولس الرسول عن المسيح إن " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو2: 8، 9). والحلول أقنومة، مثل حلول النور في الشمس، أو حلول الحرارة في النار. أو حلول الفكر في العقل، بحيث يفهم منه أنهما كيان واحد.

4  وقال السيد المسيح أيضاً عن قوة علاقته بالآب، وذلك في نفس مناجاته للآب:

" كل ما هو لى فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى" (يو17: 10). وهو تصريح لايمكن أن يصدر عن بشرىة، لأن معناه المساواة الكاملة بينه وبين الآب. وهذا الذى كان بسببه يريد اليهود أن يرجموه، لأنه كان يجعل نفسه معادلاً لله (يو5: 18). وقد قال بولس الرسول في ذلك إنه " إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه" (فى2: 6) أى أنه عن تصرف كمعادل لله، ما كان ذلك يحسب منه اختلاساً، لأنه هو كذلك. وقد كرر الرب نفس عبارته في (يو16: 15) " كل ما للآب فهو لى ".

5  وصرح السيد المسيح أيضاً بأنه يعمل أعمال الآب...

فقال لليهود " إن كنت لست أعمل أعمال أبى، فلا تؤمنوا بى. ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بى، فآمنوا بالأعمال، لكى تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فى وأنا فيه" (يو10: 37، 38) " فطلبوا أن يمسكوه" (يو10: 39). وكونه يعمل أعمال الآب دليل على لاهوته، لذلك أراد اليهود أن يقتلوه. كذلك لما قال " أبى يعمل حتى الآن، وأنا أيضاً أعمل" (يو5: 17) اعتبر اليهود كلامه هذا إعلاناً لمساواته للآب. لذلك قيل بعدها مباشرة " فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه" (يو5: 18). وفي الاصحاح الخامس من إنجيل يوحنا شرح مفصل من الرب لهذه النقطة ونذكر من ذلك قوله " كما أن الآب يقيم الموتى ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21)..

6  وقال أيضاً " لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو5: 22).

وهذا كلام لايجرؤ إنسان بشرى أن يقوله، لأنه يحمل مساواة للآب في الكرامة، وهذا دليل على لاهوته.

7  كذلك قال " أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بى" (يو14: 1).

وكون الناس يؤمنون به كما يؤمنون بالآب، دليل على المساواة بينه وبين الآب وبالتالى دليل على لاهوته.

8  وقال " من رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).

ووبخ بذلك فيلبس لما قال له " أرنا الآب وكفانا " أجاب " أنا معكم زماناً هذه مدته، ولم تعرفني يا فيلبس؟! الذي رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟ ألست تؤمن أنى أنا في الآب، والآب في" (يو14: 8  10). وقال لتلاميذه " لو كنتم قد عرفتموني، لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه" (يو14: 7). حقاً إننا نرى الآب في شخص ابنه، لآنه هو صورة الآب وهو رسم جوهره وبهاء مجده" (عب1: 3). ولعل هذا ما عبر عنه القديس يوحنا الإنجيلي بقوله " الله لم يره أحد قط. الآبن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خير" (يو1: 18). أى رأينا الله في شخصه...

9  هناك علاقة أخرى بين المسيح والآب تثبت لاهوته وهي: جلوسه عن يمين الآب.

دم الإيمان به سبب الدينونة. وأن له المجد اللائق بابن الله الوحيد.

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com