عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

القديس غريغوريوس النيصي

القدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335-395)، راهب وأسقف
عظة عن نشيد الأناشيد

"لِتَكُنْ أوساطُكُم مشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة"

لتحرير أرواحنا من كلّ وهم، دعانا الكلمة إلى إزالة هذا النعاس الثقيل من عيون نفوسنا كي لا ننزلق خارج الحقائق الواقعيّة من خلال التمسّك بكلّ ما هو تافه. لذا، اقترح علينا فكرة اليقظة وقال لنا: "لِتَكُنْ أوساطُكُم مشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة"... إنّ معنى هذه الرموز واضح. فالشخص المحصّن بالقناعة يعيش وسط نور ضمير نقيّ، لأنّ الثقة البنويّة تنير حياته كسراج تضيئه الحقيقة، فلا تستسلم نفسه لنعاس الوهم لأنّها بعيدة عن كلّ حلم باطل. إن أنجزنا ذلك، بحسب تعاليم الكلمة، نعيش حياة شبيهة بحياة الملائكة...

في الواقع، انتظر الملائكة الربّ العائد من عرسه بعيون يقظة على أبواب السماء حتّى يمرّ ملك المجد (مز23: 7) من جديد، حين يعود من العرس ويدخل في الغبطة الموجودة فوق السموات. "خارجًا من هنا كأنّه العريس الذي يخرج من خدره" (مز19: 6)، ضمّ إليه كالعذراء، من خلال تجديد الأسرار، طبيعتنا التي تعبّدت للأصنام، وأعادنا إلى حالة الكمال. الآن وقد انتهى العرس لأنّ الكلمة تزوّج الكنيسة... ودخلت هذه الأخيرة إلى غرفة الأسرار، فإنّ الملائكة كانوا ينتظرون عودة ملك المجد وسط الغبطة التي هي من طبيعة الله.

لذا، ذكر الإنجيل أنّ حياتنا يجب أن تكون شبيهة بحياة الملائكة، كي نعيش مثلهم بعيدًا عن الرذيلة والوهم، ونصبح مستعدّين لمجيء المسيح الثاني، ونسهر على أبواب بيوتنا، مستعدّين للطاعة حين يقرع الباب عند مجيئه.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com