عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التقويم الطقسي

"اصنعوا هذا لذكري

"اصنعوا هذا لذكري"

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف_www.almohales.org

{هذه المادة المختصرة من كتابنا:"شرح القداس الإلهي" وفي متن الكتاب أوردنا كل النصوص تسهيلا على القارئ وشرح الآباء للنصوص}.

"وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي»." {لو 19 :22 }.

هذه العبارة "اصنعوا هذا لذكري" تعني تسليما شخصيا من الرب يسوع ويقول بولس الرسول:" لقد تسلّمت من الرب ما سلّمتكم".

فوصية الرب "اصنعوا هذا لذكري" تجعل من الافخارستيا،رباط حبّ مقدّس وعهد أمانة ننال بواسطته دخولا إلى الله الآب وهي "اصنعوا هذا لذكري" بمثابة عمل جوهري للمسيح،سرّ ديمومة وجوهر بقاء.

"لذكري".

باللغة اليونانية كما وردت بالسبعينية وبالعبري " זיכרון" تُستخدم في ليتورجية الذبائح وفي طقس خروف الفصح بالذات. وجاءت أيضا" אזכרה_זכר"ويقتصر استخدامها الديني:

+"يكون لكم تذكارا" راجع الخروج 14 :12

+ويكون علامة...راجع خروج 9 :13

جاءت هذه الكلمة في العهد الجديد بخلاف نصوص الافخارستيا في إنجيل لوقا ورسالة كورنثوس الأولى والعبرانيين بنفس المعنى قارن عب 3 :10 . وفي قصّة امرأة بيت عنيا  التي دهنت جسد الرب بالطيب،فاعتبر الرب ذلك "تذكارا _זיכרון " كذلك قائد المائة اخبره الملاك ان صلواته وصدقاته صعدت " تذكارا" أمام الله قارن أعمال الرسل 4 :10 .

نرى ان هذه الكلمة على وجه العموم تستخدم في الأعمال التي تخصّ الله وتعبِّر عن حدوث صلة" شخصية" على وجهٍ ما بين الله والإنسان.

أما "ذكر الله" بنفس اللفظة التي استخدمها يسوع الرب " לי זכר_لِذكري ،لي ذكر" ف "لي"

 ضمير المتكلم وهي نفس اللفظة التي وضعت كترجمة باللغة العربية "لذكري" ف " לזכרי" كلمة طقسية كانت تستخدم في العهد القديم كليتورجيا أو خدمة إلهية قائمة بحد ذاتها اسمها "ذِكر_صلاة ذكر" لها أصولها وخدّامها من اللاويين والكهنة. قارن نص أخبار الأيام الأول 12_4 :16 .

أي ان طقس ليتورجيا "الذكر" في العهد القديم كان تلاوة أعمال الله وشكرا وتسبيحا معا تقوم به فرقة من اللاويين والكهنة.

الكلمة "ذكر_זכר" التي استخدمها الرب يسوع "اصنعوا هذا لذكري" لها وجهان:وجه يختصّ بالإنسان بان يذكر الإنسان عمل الله ووجه يختص بان يذكر الله عمله أو رحمته وعهده.

ان تقديم الذبائح كان للذكر أو تذكارا كما في خروف الفصح وهنا، ان يذكر الإنسان بالشكر والحمد عمل الله ورحمته التي عمل لخلاص الشعب من العبودة المرّة.راجع خروج 9 :13 . وفي نفس الوقت هو لتذكير الله برحمته وخلاصه الذي عمله، حتى يستديمه ويكمّله.{خروج 14 :22}.

أي ان خروف الفصح كان ذبحه في كل سنة تذكارا على وجهين: تذكار للشعب ليذكر رحمة الله عليه وعنايته وليشكره عليها ويطلب دوامها،ثم هو تذكار للشعب ليذكر رحمة الله عليه وعنايته وليشكره عليها ويطلب دوامها،ثم هو تذكار بالنسبة لله، إذ حينما كان يُسكب دم خروف الفصح أسفل مذبح الله كان ذلك كتذكير لله ليذكر رحمته حتى يكمل عهده ووعده الذي قطعه مع آبائهم.

وهكذا كان عيد الفصح يعتبر عيدا أي "ذكرا" للشكر والشهادة والاعتراف بعناية الله في نص قصة عيد الفصح العبري التي تتلى في ليلة عيد الفصح .{راجع لفيفة قصة ليلة الفصح}.

هذا كله تمهيد إيماني ،ان المسيح المُشتهى هو مُشتهى كلّ الأمم {حجاي 7 :2}.وقارن بما يذكرنا بولس الرسول 1 كورنثوس 7 :5 و25 :11 .

ان ذكر فصح المسيح الحي والقائم مذبوحا دائما أمام الله،الذي فيه نتلاقى معه على عهد أمانة كلما شربنا من دمه الثمين،نتلاقى معه في موت وفي قيامة وفي خلاص مُجَدّد ومستمر، أكمله بالدم على الصليب مرة واحدة{1 كو 26 :11 }. منذ تلك الليلة التي قدّم المسيح فيها نفسه فصحا لأجل حياة العالم كلّه،واستودع الكنيسة سرّ جسده المكسور وسرّ دمه المسفوك قائلا :" اصنعوا هذا لذكري" لم يعد تذكارا لفصح مصر.

بهذا لا نرى ان "اصنعوا هذا لذكري" قيلت على مستوى الرجاء، أو هي وصية مَن هو ذاهب ليموت،ولكن الرب قالها فكانت،والسماء والأرض تزولان وذكر المسيح الرب الافخارستيا لن يزول.

ان ذكر المسيح صار " فصحنا الأبدي" وتذكاره هو "عيدنا اليومي" انه " يوم الرب _كيرياكي" بداية الأبدية ودينونة العالم واستعلان ملكوت الله الذي نعيشه.

ما هو ذِكر المسيح بالافخارستيا؟

+هو دخول إلى الله بواسطته وتراءٍ أمام وجهه للخلاص{عبرانيين 24 :9 و 25 :7 }.

+ذِكر المسيح بالافخارستيا هو بمثابة وضع الخاطئ على ذبيحة المسيح الكفّارية{ارميا 34 :31 }.

+ دخول في قوة العهد الجديد حسب الموعد {عبرانيين 14 :9}.

+هو رؤيا لتجلّي المسيح في المجد لانّ كأس الافخارستيا ثمن حريّتنا ووثيقة عتقنا.

يتضح لنا من كلمة " لذكري" ان الرب يقصد فعلا ان يتكرر هذا الإجراء السرّي لكسر الخبز وشرب كأس البركة لذكر المسيح {متى 20 :18  وبولس أوضح ذلك 1 كو 25 _24 :11}.

من المهم ان ننوّه انه في إنجيل لوقا نجد هذه الوصية"اصنعوا هذا لذكري"يوردها عند الخبز فقط،باعتبار ان كسر الخبز يُمثّل طقس العشاء كله واستخدمه في سفر الأعمال أيضا.{في الكتاب اسهبنا في تفسير ذلك وما قصد لوقا بذلك }.

"اصنعوا _تصنع" اصطلاح ليترجي حسب نصوص في العهد القديم واستخدامها في الطقس القديم ،انظر {خر 35 :29 وعد 11 :15 وتث 9 :25 }.

مراجعة النصوص العبرية المستخدمة في التنظيم للعبادة في أيام المسيح،نجده في نصوص وكتابات قمران وخصوصًا في طقس ترتيب الموائد الطقسية التي كانت تدعى موائد مسيحانية للصلاة من اجل مجيء المسيح.

ان ذكر كلمة " هذا " بعد "اصنعوا" بصيغة الأمر إشارة إلى طقس محدّد وقد تعيّن للتكرار. في الواقع ان كلمة " اصنع" تنصبّ في معنى " إجراء كامل" أو " فعل كامل" يتضح ذلك أكثر من كلمة " كلما شربتم" التي أوردها بولس {1 كو 25 :11 } فيوردها ك "أمر" عند توزيع الخبز المكسور والقصد من التكرار يشمل كل الطقوس.

{من يرغب التوسّع يمكنه مراجعة كتابنا تفسير القداس الإلهي بجزأيه أو مراجعة النصوص:" عدد 40 _39 :15 وطوبيا 12 _11 :1 ويه 9 :13 وطو 2:2 ومز 28 _27 :22 ومز 21 :4 ومز 8 :79 ومز 18 :74 وار 15:15 وتث 17 :25 و 7 :9 و18 :7 ولا 7 :24 ولا 9 _8 :24 وعد 10:10 مت 75 :26ومر 72 :14 ولو 61 :22 و2تي6 :1 ولو 32 :17 وعب 32 :10 ولو 25 :16 الخ}.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com