عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

تعليق على الانجيل الشريف ليوم الاحد 11 تشرين اول 09

تعليق من كتاب إنجيلك نور لحياتي

الانجيل الشريف ليوم الاحد 11 تشرين اول
مثَل الزارع
بعض سقط في الشوك، فطلع الشوك فخنقه..
والذي زُرِعَ في الشوك هو الذي يسمع الكلمة، وهَمُّ هذا الدهر، وخداع الغنى يخنقان الكلمة فتصير بلا ثمر
النفوس القلقة تعيش في نزاع داخلي مستمر. هي غنية بالرغبات فقيرة بالأعمال. هي
تريد أن تجمع بين الدين والدنيا فنملكهما معاً.
تتميز هذه الفئة من الفئة الثانية: أنها تنظر إلى الدين نظرة جدية، وتتمسّك
بفروضه، لكنها قلما ترى جهودها تثمر الثمر المنشود... هي نفوس جافة، تتغذى بالقشور ويفوتها جوهر الدين. يبدو لك أنها تغار على الدين وتتحمّس له وتدافع عنه، لكنك تشعر أن تقواها زائفة: فهي مزيج من العبادات السطحية والخرافات والتمسّك بالحرف. تلازم الكنيسة، تتناول بتواتر، تجثو طيلة القداس، تقرع صدرها بعنفٍ، تتنهد تنهدات عميقة، تصعّد الزفرات، تلتهم كتب صلواتها، لكنها ما إن تترك الكنيسة حتى يندلع لسانها كأنها الأفعى تمزّق صيت القريب، تدين اخوتها، تقلّب شفتيها اشمئزازاً، يتلظى قلبها حقداً...
هي مصابة بداء النهم الروحي: تأكل ولا تهضم ما تأكل.
قد تكون هذه النفوس وصلت إلى هذه الحال بسبب الجهل: إنما لم تجد من يرشدها فكيّفت لها ديناً حسبما تيسّر لها.
إنما هذه النفوس تسبب شروراً في الكنيسة لأنها تثير الشكوك وتحطّ من حرمة الدين.
والخطر الذي يهدد هذه النفوس هو التحجّر الروحي: فتصبح مع الوقت متشبّثة برأيها لا يثمر فيها النصح أو التوجيه.
النفوس الضعيفة من هذه النفوس القلقة تشكو نقصاً في الإيمان. فالإيمان في نظرها عاطفة مبهمة مائعة، فهي تتمسك بحقائق لا تعرف مصدرها. وهذه الحقائق لا تؤثر فيها، وهذا الإيمان بدلاً أن يكون اتصالاً شخصياً بالله، وبدلاً أن يكون حياة تغذّي عقلها. تبدو مؤمنة، لكنها لا تستلهم إيمانها في أعمالها.
منها ما تشكو ضعفاً في الإرادة. ترغب في الحياة الروحية لكنها ترى نفسها عاجزة عن تحقيق رغبتها. قلبها مقيّد لأنها فتحته فسيحاً لجلبة العالم، جلبة العواطف.
تطالع كل كتاب، تصغي إلى كل حديث، تعاصر من تشاء وتئن من جلبة الماديّات: تهتم بالأكل واللبس وجمع المال وازدهار أعمالها وتأمين حياتها.
إرادتها مقيّدة: تريد ولا تريد. تريد أن تتجنّب الخطيئة ولا تبتعد عنها. تريد أن تفتح قلبها لله لكنها تخاف أن يطلب منها ما لا يريد. وهذه الفئة تتعرّض لخطر اليأس، بسبب ما تلمسه من ضعف في حياتها، فتنقطع عن الممارسة الدينية، أو لخطر الاستهار بالأشياء الروحية والاتكال المفرط على رحمة الله، وتلجأ إلى الاعتراف عندما يطيب لها. قد يختنق الكاهن أيضاً بين الشوك، كالنفوس هذه:
1- اتصاله الدائم بالقدسيات متى يفقده حرمتها فتصبح أعماله جافة. يقدّس ولا
يحسب أن قدّاسه يقيّده بشيء، ينصح الآخرين وهو آخر من يقبل النصح، يعمل على
نزع الحقد من قلوب أبناء رعيته، وهو يحقد. "اسمعوا أقوالهم ولا تعملوا أعمالهم". آلم كلمة على أُذني الكاهن.
2- قد يصبح الكهنوت باباً للزق: يعمل لدنياه أكثر مما لرسالة الكهنوت؛ همّ الحورية، الرغبة في الترفيه وتأمين حياة هادئة، تهافت على الماديات بطرق كثيرة مشروعة وغير مشروعة.
3- تعلّق القلب: هو كغيره يجرّب. هو عرضة لتعلّق القلب، عليه أن يكون متحفّظاً. أنا كاهن لا خوف عليَّ: فيطالع، ويشاهد، ويعاشر: "مَن ظنَّ نفسه أنه قائم فليحذر أن يسقط" (1 كور 10: 12) الشر يبدأ صغيراً ثم يكبر، ولا يتذرعنَّ بأعذار واهية ليخنق ضميره: أنا مرشد تلك الفتاة، أنا كاهن رعية مسؤول عن الجميع. أعذار باطلة. ويجدر به أن يتمثل نفسه في غروب حياته، حين تسقط الأقنعة.
رسالة الكاهن، قد تخنقها الأشواك النفوس القلقة كثيرة. ليذكر قبل كل شيء: لا يستطيع أحد أن يعبد ربّين... (متى 6: 24) ولا ينسَ أن الحياة الروحية، ككل حياة، تتطلب جهوداً. عليه أن يضحي بكل شيء: إذا شككتك يدك... (مرقس 9: 42- 47). هناك نفوس جافة: عليه أن يعاملها برفق لأنه ليس له أن يدين أحداً؛ ولا أن يغلق باب النعمة في وجه أحد، لعلّه يجد وتراً حساساً يمكنه من إصلاحها. ولا ينسَ أن تلك النفوس وصلت إلى ما وصلت إليه لأنها لم تجد كاهناً رشدها.. ليعاملها برفق ليأمن شرّها: فهي نلدغ، ولدغتها مسمّة. وعليه أن يعاملها بحزم، فليكن حذراً فطناً. النفوس الضيفة: رفق وعطف وحنان، لئلا يستولي عليها القنوط، لتجد فيه من يفهمها وينشطها. وعليه أن يحزم معها: فالحياة الروحية تتطلب تضحية، ولا شيء يتمّ بدون عناء؛ والمسيح خلَّصنا بالصليب.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com