عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التراث العربي المسيحي

يوستنيانوس والقانون الكنسي

يوستنيانوس والقانون الكنسي:

عُني الآباء في القرنين الرابع والخامس بجمع القوانين المسكونية والمحلية ولكنهم لم يوفقوا إلى دسها وتمحيصها وتنسيقها وتبويبها. وكان بعض هذه القوانين قد وضع لمناسبات خصوصية انتهى أمرها. فزالت فائدة القانون بزوال الظرف الذي دعا إلى وجوده. ونشأت ظروف جديدة تطلبت عودة إلى الاجتهاد والتشريع.

وكان يوستنيانوس يرى في نفسه رئيساً للدولة وحامياً للكنيسة في آن واحد. فأمر بجمع القوانين الكنسية ودرسها وإلغاء الباطل منها وسن ما تقضي به الظروف الجديدة. فظهر بإرادته السنية قانون الإكليروس (Nou 132) وقانون الأديرة (Nou 133) وغيرهما.

نوموقانون يوحنا المحامي: والنوموقانون اصطلاح يوناني مركب مؤلف من كلمتي نوموس الشرع المدني وقانون الشرع الكنسي. ويوحنا المحامي هو البطريرك يوحنا القسطنطيني (565-577) الذي نشأ محامياً في أنطاكية ثم تولى تمثيل الكرسي الأنطاكي في القسطنطينية. فلما شغر الكرسي القسطنطيني شرطن يوحنا كاهناً ثم رقي إلى السدة البطريركية. وما أن استتب له الأمر حتى بادر لجمع القوانين المدنية التي تتعلق بالإكليروس والكنيسة وأضاف إليها جميع القوانين الكنسية. ثم نسق ما جمع وبوّبه لتسهيل الوصول إلى محتوياته. فظهر ما يعرف في تاريخ الكنيسة بنوموقانون يوحنا المحامي.

ويستدل مما تبقى من آثار هذا الحبر الفقيه الجليل أنه استعان بمجموعة من نوع مجموعته صُنفت في السنة 534 وأنه اعتمد قوانين الرسل وقوانين المجامع المسكونية الأربعة الأولى ومجامع أنقيرة وقيصرية الجديدة وسرديكيا وأنطاكية وغنغرة واللاذقية وببعض قوانين باسيليوس الكبير وقد استخرجها من رسائله وعددها ثمانية وستون قانوناً. وانتقى هذا البطريرك اثني عشر قانوناً يوستنيانياً مدنياً ما تعلق بأمور الكنيسة فنسقه ونشر في سبعة وثمانين فصلاً.

البنتارخية: وتبنى يوستنيانوس قرارات المجامع المسكونية السابقة فاعتبر الكنيسة الجامعة مؤلفة من خمس بطريركيات لا سادسة لها وهي بطريركية رومة القديمة وبطريركية رومة الجديدة وبطريركية الإسكندرية وبطريركية أنطاكية وبطريركية أورشليم. وعمل بالتقليد الموروث وبقرارات المجامع فقدم بطريرك رومة القديمة على سائر البطاركة وجعل بطريرك رومة الجديدة الثاني بعده. وأعطى المرتبة الثالثة في الكرامة لبطريرك الإسكندرية والرابعة لبطريرك أنطاكية والخامسة لبطريرك أورشليم. وشملت سلطة بطريرك رومة القديمة بموجب هذا الترتيب كل الغرب وذيقوسية اليرية الشرقية وضمت بطريركية رومة الجديدة ذيقوسيات تراقية وآسية والبونط وخضعت مصر وصعيدها وليبيا والقيروان لسلطة بطريرك الإسكندرية. واعتبر بطريرك أنطاكية بطريركاً على ذيقوسية الشرق ما عدا فلسطين الأولى والثانية والثالثة. وتبعت هذه الفلسطنينيات الثلاث بطريرك أورشليم المدينة المقدسة. وظلت كنيسة قبرص تتمتع باستقلالها عملاً بقرار مجمع أفسس. وأصبح هذا الترتيب كله قانوناً شرعياً بموجب النوفليتين المئة والثالثة والعشرين والمئة والحادية والثلاثين. وهذه هي المرة الأولى التي ورد فيها لقب بطريرك في معاملات رسمية.

واللقب بطريرك لفظ يوناني. وهو مركب من الكلمة اليونانية Patria أي العشيرة، والكلمة اليونانية archi أي الرئيس. فيصبح البطريرك شيخ العشيرة. وجاء لبلسامون في رسالته في امتيازات البطاركة أن أول من أطلق عليه هذا اللقب رئيس عشائر اليهود. فإن اليهود بعد خراب أورشليم وتشتتهم اصطلحوا أن يقيموا عليهم رؤساء أسموهم بطاركة. وجعلوا لهؤلاء البطاركة مساعدين أطلقوا عليهم لقب رسول. وعلى هذا الأساس لُقِّب أسقف أنطاكية بطريركاً لأنه اعتبر كبير الأمة أو الطائفة المسيحية في أنطاكية وزعيمها المطاع. وجاء في رسالة كتبها بطرس الثالث البطريرك الأنطاكي إلى رئيس أساقفة اكيليا أن البطريرك الأنطاكي وحده اختص منذ القدم باللقب بطريرك وأن البطاركة الآخرين لقبوا بهذا اللقب جوازاً لا وجوباً وأن لقب الحبرين الروماني والإسكندري هو بابا ولقب زميلهما في رومة الجديدة وأورشليم هو رئيس أساقفة.

وفي الثامن من حزيران سنة 533 كتب يوستنيانوس إلى البابا يوحنا الثاني يفيد أنه سيوافيه بجميع ما يتعلق بأحوال الكنائس لأنه هو رئيسها وأنه سوف يُسرع في إخضاع أحبار الشرق وضمهم إليه. وجاء في قانون صدر في هذه السنة نفسها أن على ابيفانيوس بطريرك رومة الجديدة أن ينبئ بطريرك رومة القديمة بجميع المسائل الدينية لأن رومة القديمة ما فتئت تدحض الهرطقات الشرقية. وجاء في النوفيلة التاسعة أن أحداً من الناس لا يشك في عظمة حبر رومة وجلاله. كتب يوستنيانوس هذا كله وأكثر منه ولكنه تدخل في شؤون أحبار رومة تدخلاً إجبارياً فضيق على فيجيليوس مثلاً (الفصول الثلاثة) ولم يتورع عن مخالفته في أمر العقيدة. ولعله ذهب إلى أبعد من هذا فاعتبر نفسه سيد الباباوات والبطاركة وصاحب القول الفصل في إدارة الكنيسة وفي معتقدها.

وتبادل البطاركة الخمسة الرسالات السلامية وبينوا معتقداتهم فيها عند وصولهم إلى العرش وتبادلوا ذكر أسمائهم في ذبيتيخة الأحياء فقرأها شماس علناً وفي أثناء القداس وافدوا إلى عاصمة الدولة وكلاء يمثلون أمام البلاط. وتبادلوا هؤلاء الوكلاء بين بعضهم أحياناً. وكان بين هؤلاء رجال أفذاذ. فغريغوريوس العظيم بابا رومة قضى مدة في القسطنطينية قائماً بأعمال ابوكريساريوس الكرسي الأنطاكي في القسطنطينية.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com