عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

الطوباوي غيريك ديغني _تعليق على الانجيل الشريف

الاثنين الثالث بعد عيد الصليب : Mt 24,32-44

يحسب الطقس الماروني

تعليق على الإنجيل
الطوباويّ غيريك ديغني (نحو 1080-1157)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة الثانية لزمن المجيء

"في الساعة التي لا تتوقّعونها يأتي ابن الإنسان"

نحن ننتظر عيد ميلاد المسيح؛ وطبقًا لوعد الله سنراه قريبًا. إنّ نصوص الكتاب المقدّس تتطلّب منّا فرحة تجعل أرواحنا ترتفع فوق ذاتها وتقفز بطريقة ما لملاقاة الربّ... فليأتِ إليكم الربّ، حتّى قبل مجيئه. فليأتِ لزيارتكم بشكل حميم حتّى قبل ظهوره للعالم أجمع، وهو الذي قال: "لن أدعكم يتامى، فإنّي أرجع إليكم" (يو14: 18).
في الحقيقة، هناك مجيء للربّ في حياة كلّ واحد منّا حسب استحقاقه وحماسته، مجيء متكرّر ومألوف في الفترة ما بين المجيء الأوّل والمجيء الأخير. هذا المجيء الخاص يقولبنا على صورة المجيء الأوّل ويحضّرنا للمجيء الآخر. فإذا كان الربّ يأتي إلينا الآن، فذلك حتّى لا يكون مجيئه الأوّل بلا فائدة، وحتّى لا يكون مجيئه الأخير مجيء غضب. إنّه بمجيئه الحالي يعمل على تصحيح كبريائنا ليقترب من صورة مجيئه الأوّل في التواضع، وليغيّر فيما بعد أجسادنا المتواضعة لتكون على صورة الجسد المُمَجّد الذي سيظهره لنا عند عودته. ولذا، يجب علينا أن نطلب من كلّ قلوبنا وبحماسة شديدة هذا المجيء المألوف الذي يعطينا نعمة المجيء الأوّل ويعدنا بمجد المجيء الأخير...

كان المجيء الأوّل متواضعًا ومخفيًّا، فيما سيكون المجيء الأخير برّاقًا ورائعًا؛ المجيء الذي نتحدّث عنه مخفي، لكنّه أيضًا رائع. أنا أصفه بأنّه مخفي، إنّما ليس بغير محسوس لمَن يحدث له، لكنّه يحدث بشكل سري في داخله... إنّه يأتي بدون أن يُرى، ويبتعد بدون أن ندرك ذلك. إنّ حضوره فقط هو نور للنفس والروح: من خلاله، نرى كلّ ما لا يُرى ونعرف كلّ ما لا يُعرف. إنّ مجيء الربّ هذا يجعل نفس مَن يختبره في حالة من التّأمّل الهادئ والسعيد. فتنطلق هذه الصرخة من أعماق الإنسان: "مَن مِثلُكَ أيّها الربّ" (مز35: 10). يعرف ذلك مَن قام بهذا الاختبار. وإن شاء الله، سيشعر أولئك الذين لم يقوموا بهذا الاختبار بالرغبة في ذلك.

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com