عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الخطيئة تروي القداسة من بئر يعقوب

الأحد الثّالث للصّوم أ (سنة 2017م)

الخطيئة تروي القداسة من بئر يعقوب

والندامة تمحو الّذنوب!

(يوحنّا 4 : 5- 42)

(بقلم الأب بيتر مدروس)

"عطش الشعب وتذمّروا على موسى" (خروج 17: 3 – 7)

صدق الشّاعر :"لكلّ امرىء من دهره ما تعوّدا". وعادة العبرانيين أن يشكوا ويبكوا، إلى أيّامنا. وتذمّرهم على "موسى" هو بشكل غير مباشر شكوى – والعياذ بالله – على الرّبّ نفسه، بما أنه تعالى الذي أمر موسى بإصعادهم من عبودية مصر. ويصف صاحب المزامير هذا الوضع "المزري": "أذاقوا موسى مُرّ الآلام، فصار يتعثّر في الكلام!"

وأمر الرب كليمه: "إضرب الصخرة يخرج منها ماء"، أمّا "صخرة" رقاب الشعب وعقولهم المتحجرة، فما يخرج منها إلاّ القساوة والجفاف. وعليهم قس صلابة قلوبنا أجمعين! ويرى الأب العلاّمة "جاليس" البلجيكيّ أنّ الينابيع تفجّرت بصلاة مريم شقيقة هارون وموسى، حسب الأساطير التلمودية ولا سيما في "الملحق" أي التوسيفتا. ويفرض أنّ هذا هو السبب وراء وصف مريم أم المسيح بأنها "أخت هارون" لأننا عن طريقها ننال النعم، كما حصل في عرس قانا الجليل (عن كتاب "المسيح ونبيّه").

 

"هلمّ بنا إلى نابلس، لنرى الأمر الذي حصل والذي أعلمنا به الرب!" (يوحنا 4)

هنا، أردنا أن نحاكي أسلوب رعاة بيت ساحور بعد أن بُشّروا بميلاد المخلّص في بيت لحم. مع ليترجية هذا الأحد ننطلق، بغير حواجز، إلى "شكيم" (أو "سوخارة" في الآرامية) أي "فلافيا نيابوليس" من زمن اليونانيين السلوقيين (لا السلاجقة الأتراك) وهي نابلس اليوم، حيث المسيحيون مع الأسف نفر قليل كما في سائر السامرة، مع أن الكنيسة كانت مزدهرة هناك حينًا (أعمال 9 : 31).

يجلس يسوع "بلا تكلّف" تعبًا عند حافة البئر.تأتي امرأة سامرية خاطئة وكأنّ يسوع مغناطيس يجذب إليه صغار القوم وأوفرهم إثمًا ولكن أكثرهم تواضعًا وأطيبهم قلبًا. يتخطى يسوع الحواجز – وما أكثرها في فلسطين وحول حدود الدول. يتجاوز يسوع "لعنة السامريين" الذين يحسبهم معشر اليهود ليس فقط "إخوة كذبة" بل أبناء غير شرعيين وغير أطهار لبابليين وثنيين من ثماني مدن بابلية اختلطت دماؤهم بدماء بعض اليهود الخونة، وأتباع كهنة منشقين مارقين تألق بينهم "منسّى" الذي ما تردد لانحرافه أن يصاهر الحاكم البابلي "سنبلاّط". يسمو يسوع فوق القدح بالسامريين في سِفر يشوع بن سيراخ : "اثنان تكرهما نفسي وثلاثة لا أطيقهم: قوم السامرة (أو: سعير) والفلستيين (وهذا نص يقع على رؤوسنا نحن الفلسطينيين "المساخيط"!) والشعب الأحمق القابع في شكيم" (سيراخ 50 : 25 وتابع). ولكنّ المرأة السامرية، وإن كانت لهيب شهوة، فقد بقيت شعلة ذكاء، وسيغيّر يسوع حياتها جذريًّا!

"إذهبي وادعي زوجك!"

يعرف يسوع "البير وغطاه"! يرمي الرب هذه الكلمة ليدخل في حياة السامرية الشخصيّة. بذكاء تجيب: "لا زوج لي!" وفي وهمها أنها تستطيع أن تخدع يسوع، كما تخدع بعض الحكومات شعوبها! ويسوع الذي لا يخفى عليه شيء، أكثر من أية مخابرات، يذهلها:"صدقتِ (ولعلّ هذه من المرات القليلة التي يعترف بها رجُل لامرأة أنها على حقّ!) إذ قلتِ أنّ لا زوج لك، فقد كان لك خمسة أزواج، والذي معك اليوم ليس زوجك!"

تعدّد الأزواج بغيض حتى عند اليهود القدماء مع ترحاب التلمود بتعدد الزوجات (كتوبيم 61 وتابع). تعدد الأزواج (بالمذكّر الجمع) مرفوض بسبب"كرامة الرّجُل" (امّا المرأة فلا بأس من جرح مشاعرها!) وبسبب قضيّة "الأنساب" (مع أن فحص الحامض النووي يكشف كل شيء اليوم). ويعلم الله إن كان الخمسة ما زالوا حينها على قيد الحياة وإن لم "تقتل" سامريّتنا "الخفيفة" منهم أحدًا بكيدها العظيم وألاعيبها التي كانت معروفة لدى السكّان، على سماكة فهمهم المفروضة، أو بسبب تطليق أحدهم لها، والله في يسوع أعلم!

 

"ليكن الزّواج مكّرمًا عند الكلّ!"

على علاّتنا نحن المسيحيين الشرقيين، لا نقبل بشكل عامّ تساكنًا بين رجُل وامرأة إلاّ في إطار الزواج (ما خلا، على ما يبدو، بعض القوم في لبنان الذين يتشدّقون بمحاكاة انحرافات الغرب!). كما لا نقبل "زواجًا بين مثليين". ويا ليت الغرب المسيحي أصلاً يعود إلى أصولهوجذوره المسيحيّة الإنجيليّة الإنسانية  فينبذ الوثنية "السامرية" الجديدة المارقة المنحرفة التي تحطّ من قيمة المرأة والزواجوالطفل البشريّ وتعلي شأن المنكرات الموبقات من مساكنة الحرام (أو "التسرّي") واتحاد الشّاذّين وتفضيل الحيوانات الأليفة على الأطفال وهم ملائكة الأرض وثمرة الحب واستمرارية الإنسانية المخلوقة على صورة الله كمثاله!

خاتمة

لا نهاية للعِبَر والدروس من إنجيل السامريّة. وحسبُنا أن "نستقي المياه من ينابيع الخلاص مبتهجين"! ولنصلّ من أجل كلّ سكّان نابلس وأهل "جبل النّار"!

          

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com