عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

عيد القديسة تقلا الحلقة السابعة 24 أيلول

الحلقة السابعة
سنكسار القديسة سيسيليا 22 تشرين الثاني
 أحاطت بقصة هذه الشهيدة أساطير كثيرة. ولا نكتب إلا ما اتفق عليه المؤرخون، وما ثبت في الحفريات التي اكتُشفت في أنحاء كثيرة في روما، وكلّها تشهد عن موت هذه القديسة شهيدة الإيمان، وهي بتول. وقد تلقّف قصة هذه الشهيدة كاتب بليغ ضليع باللاهوت والفلسفة وشاعر مبدع فحاك حولها حكايات وروايات أضافت على حياة هذه الشهيدة طابعاً أسطورياً وافق كثيراً عقلية القرون الوسطى حيث كانت مثل هذه القصص رائجة. ولا نذكر هذه القصة إلاّ كمثَل من الأمثال الرائعة عن الشهادة المسيحية النسائية في الكنيسة الأولى. كانت القديسة سيسيليا سليلة عائلة شريفة جداً في روما. عاشت في بساطة العيش ووساعة الغنى والدلال الأثيل. ونجد في عائلتها رجالات كثيرين خدموا الامبراطورية الرومانية وأبلوا بلاءً حسناً لتعزيز السلطة وبسط نفوذها وسيطرتها على الأقاليم البعيدة. وقد عرفت هذه البتول الدين المسيحي بواسطة إحدى المربيات المسيحيات وبعض العبيد الذين كانوا قد اعتنقوا الدين المسيحي بواسطة المبشرين في البلاد الخاضعة للسلطة الرومانية. وقد قالت إحدى الروايات أن سيسيليا منذ اعتنقت دين المسيح أخذت تلبس تحت ثيابها الناعمة مِسحاً كثيفاً، وكانت تحمل الإنجيل في قلبها. وعندما نضجت سيسيليا وشبّت أخذ كثيرون يلحّون على أهلها طالبين يدها للزواج لما رأوا فيها من أخلاق عالية وجمال رائع وغنى وافر وكرامة محتد. لكن أهلها كانوا يمانعون دوماً، فهم قد صمّموا على زواجها من فالريان، وهو شاب وسيم الطلعة، عالي الأخلاق، واسع الغنى، ينحدر مثل سيسيليا من عائلة شريفة. وأخذت الأمور تسير الهوينا وبسلام وعلى ما يرام حتى قرُبَ يوم الزفاف فقد كان قلب سيسيليا يخفق ويرتجف فهي قد نذرت للرب نفسها وصمّمت أن تبقى بتولاً. وفي ليلة الزفاف نفسها صلَّت سيسيليا كثيراً وطلبت من الله أن يُلهمها الصالح ثم قررت أن تفاتح خطيبها بالأمر. وهنا تتعاقب الروايات، وكلها مثيرة رائعة وخليقة بالمغامرات العاطفية المشهورة. فقد خضع فالريان لزوجته ورضي بهذا المصير، وحالاً شغفه حب المسيح الذي حدّثته عنه سيسيليا فأسرع راكضاً في الطريق الروماني المشهور والمسمى "أبّينان" ليلاقي شيخاً جليلاً هو أسقف روما أوربانوس الذي عانقه وعمّده، بينما فاليريان مخطوف بالروح وهو يرى شيخاً آخر يسلّمه كتاباً سُطِّر عليه: إله واحد، وإيمان واحد، ومعمودية واحدة. وهكذا تغلّب إيمان سيسيليا. وتتابع الأساطير فتروي أن شقيق فاليربان، واسمه تيبورس، أتى لزيارة أخيه بعد زفافه، فتنشّق رائحة زكيّة تعطِّر كل أنحاء البيت. ولما سأل سيسيليا عن ذلك، قالت له ان هذه الرائحة إنما هي رائحة المسيح الطيبة، وشرحت له الدين المسيحي، فاعتنقه على يد أوربانوس أسقف روما نفسه. وبدأ من ثَمَّ الأخوان الشريفان يجاهران بالإيمان ويبنيان في حدائق قصرهما قبوراً للشهداء المسيحيين، ويقيمَان الصلوات في قاعات القصر، فاشتهر أمرهما وأمر سيسيليا فَوُشِيَ بهم، فاقتيدوا إلى المحاكم. وبدأت سلسلة العذابات للأخوين. فدافعا عن الإيمان بشجاعة نادرة وحماس لا مثيل له. وقد أثّرت محبتهما للمسيح في الجندي الذي كان يقودهما إلى موضع العذاب فارتدّ هو أيضاً إلى الله واعتنق الدين المسيحي واستشهد معهمَا. بقيت سيسيليا وحدها تصارع الأمواج العاتية، فتألَّب ضدها الحكّام والنبلاء وأصحاب النوايا السيئة يشكونها ويطلبون موتها، فكانت تدافع عن الإيمان قائلة هذه الكلمات النارية: "لن أتنكّر للمسيح معبودي الوحيد، ولا أستطيع البُعد عنه. اني أُفضّل الموت حرة، على أن أعيش في الكذب والخداع". وقالت للحاكم المندهش من جمالها وشجاعتها: "أتعبد أنت آلهة من حجارة أو خشب، فلتذهب هذه الآلهة". حينئذٍ أمر الوالي بأن تُحبَس في حمّام ويحمّى الحمّام بالنار حتى تموت سيسيليا بضغط البخار الحار. بيد أن القديسة وُجدت في الحمّام بعد أربع وعشرين ساعة وهي في هدوء، تنعمُ بالنسيم العليل. ثم جرّب السيّاف أن يضرب عنقها، فأخطأها ثلاث مرات. أخيراً تضرّجت بدمائها وماتت شهيدة محبتها للمسيح عروسها الوحيد. قصة سيسيليا هي قصة واحدة من قصص نساء كثيرات اشتهر بهنّ تاريخ الكنيسة، كنيسة الشهداء. ان المسيح جذب قلوب كثيرات وملأ نفوسهن من الحب له، فرضين -وهنَّ من كل طبقة وعُمر- بأن يذقن ألوان العذاب المهين لكرامتهن وأنوثتهن لكي يبقين في عداد تبّاع المسيح الأوفياء إلى النهاية. ألم تكن النساء في درب الآلام وليالي العذاب القاسية للمسيح أكثر عدداً من الرجال وأثبت عزماً وأنصع وفاءً. انها شفيعة الموسيقيين والموسيقيات لأن حياتها كلها كانت بمثابة نشيد لله، بديعاً ملائكياً...   طروبارية للقديسة سيسيليا (اللحن الرابع) لنمدح بأُبهة إلهية، يا جماعة المؤمنين، عروس المسيح الطوعية، التي زينت قلبها بالفضائل. لأنها أخزت وقاحة ألماكيوس، ولمعت كالشمس بين طالبيها. وبعد ذلك ظهرت للذين على الأرض ركناً إلهياً ووطّدت الإيمان. عن كتاب كنيسة الشهداء

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com