عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

القديسة تقلا 24 أيلول الحلقة 4و5

عيد القديسة تقلا أولى الشهيدات المعادلة الرسل 24 ايلول

الاستشهاد في المسيحية       

الحلقة الرابعة

 انه تاريخ طويل أثار الدهشة والإعجاب. الاستشهاد بطولة وأية بطولة. ليس فيه كما قال البعض مغالاة البتة، وليس فيه نشدان الشهرة، وليس فيه هوس متهوّر. بل هو قناعة وصلت بالبعض من البشر إلى تفضيل الموت على ترك من آمنوا به. نختصر تلك الكلمات بواحدة قالها كثير من الشهداء: "أنا مسيحي وكفى". وكانوا يجيبون على الأسئلة المحرجة، وعلى الضرّ والقتل وتمزيق الأعضاء وهتك الكرامة بكلمة: "لا نقدر أن نترك. إن البساطة في الشهادة والاستمرار فيها دون جزع والاطمئنان إلى المصير حتى في طريق شاق حيّر الحكّام والجلاّدين وبدّل مواقف كثيرين. ونادراً ما روى التاريخ عن حدوث تنكّر أو تخلّف عن المسيرة عند شدّة العذاب. سرّ تلك البطولة هو كلمة المسيح في الإنجيل: "ستكونون لي شهوداً". فأولئك الأبطال أرادوا أن يكونوا شهوداً للمسيح المخلّص ليس فقط بالكلام بل ببذل الدم. وعجيبة تلك الكلمات التي قالوها وهم في أشد العذاب: "المسيح قد أحبّنا ونحن نريد أن نحبّه حتى الموت". وكان في جوابهم اطمئنان الحقيقة وسلام المحبة العارمة وقناعة المتصوّفين الأكثر بُعداً في نشدان الانجذاب الإلهي والوحدة مع الحبيب. ومن الطبيعي أن هذه البطولة كانت مثلاً ساطعاً يُقتدى به. الجلاّدون والحكّام والشهود الكُثر الذين أدهشهم هذا الصمود وهذه الجرأة أخذوا يحذون حذو هؤلاء الشهداء. ان البطولة مدرسة كثُرَ تبّاعها في كنيسة الشهداء وهي مدرسة تجذب النفوس الكبيرة. كانت الكنيسة في مبادئ وجودها على الأرض بحاجة إلى دم يسيل من أبنائها حتى تنمو الشجرة وتكبر. وكانت بحاجة إلى شهود جريئين لإعلان الحقيقة، حقيقتها الإلهية، وكانت بحاجة بالأخص إلى أبطال يذودون عنها بالاستشهاد حتى تبين للجميع أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، فهي بالتالي الكنيسة الحقيقية؛ فينجرّون وراء المسيح الذي جذب كثيرين إليه، وإلى حبّه. واعتُبرالاستشهاد في الكنيسة عماداً ثانياً. وآباء الكنيسة جعلوه سرّاً يُدخل المؤمن إلى الحياة مع الله كالعماد. وهذا هو التفسير الذي فسّروا به كلمة السيّد: "مَن أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها من أجلي ومن أجل الإنجيل". أوَليس الاستشهاد هلاكاً بالمعنى الذي أراده السيّد المسيح، أي موتها لخلاصها ولدخولها في الحياة مع الله في السماء! تتجمّع أيضاً في الاستشهاد أيضاً كلّ مرتكزات الحياة الروحية، أي الحياة مع الله. فهو فعل إيمان لا حدّ له بالله عزّ وجلّ. وهو فعل رجاء وطيد به و بمواعيده، وهو أخيراً فعل محبة خالصة تصل بالإنسان إلى تضحية الحياة في سبيل الله وفي سبيل مَن تحب. وهذه كلها هي الحياة التي حكى عنها يسوع في كرازته على الأرض وأعلنها في الإنجيل. عدا ذلك الاستشهاد نعمة كبرى مجانيّة كالإيمان، وهو نعمة خاصة لا يعطيها الله إلا لفئة مختارة من المؤمنين به. ويلخّص الاستشهاد أهم ما يجب أن تكون عليه حياة المسيحي الروحية على الأرض. ويا ترى أليست هي اتِّباعاً للمسيح عن قُرب في الطريق الذي سلكه هو على الأرض؟ أليست أيضاً اقتداء بفضائله التي شعّت منه أثناء عيشته بين الناس؟ ان الشهيد وضع نُصب عينيه غاية واحدة: الوصول إلى الله بطريقة بذل الحياة وهي أعظم وأثمن ما في الوجود، وهذه طريقة سريعة قبلها الشهيد راضياً مطمئناً صامداً إلى آخر دقيقة من حياته. ولهذا كلّه أُحيط بالشهداء إعجاب كبير وإعجاب شديد، بلغ حدّ تطعيم استشهادهم بهالة من الأساطير وضمّها إلى سيرهم. ان كل الشهداء هم قديسون فالكنيسة لم تتردّد لحظة في اعتبارهم كذلك حال استشهادهم. وأكثر الشهداء الذين تُعيّد لهم الكنيسة الشرقية ماتوا في عصر كنيسة الشهداء.

 العِظَة عن كتاب "كنيسة الشهداء" للأب الياس كويتر

الحلقة  الخامسة

سنكسار القديسة تقلا أولى الشهيدات (القرن الأول) 24 أيلول
 القديسة تقلا قديسة مشهورة في بلادنا، وقد سُمِّيت كنائس وأديار مختلفة باسمها، ومنها دير القديسة تقلا في معلولا في جبال القلمون. وكثيرات من النساء لشيوع قصة حياتها أخذنَ اسم تقلا. وُلدَت هذه القديسة في إيقونية، وترعرعت فيها وكبُرت. ولجمالها الفريد وذكائها النادر وغناها كثُر طالبو يدها للزواج. وفعلاً قد خُطبت لأحد الشبان الذي يضاهيها حسَباً ونسَباً، لكن لمّا مرَّ الرسول بولس في نواحي إيقونية تعرّفت عليه تقلا وتتلمذت له، وآمنت بالمسيح عن يده. وحينئذٍ تركت كل حب عالمي، وتعلّقت بالمسيح عريسها السماوي، ووحّدت مصميرها مع مصيره. ولمّا علم بذلك أهلها وخصوصاً والدتها، إذ ان والدها قد تُوفي وهي صغيرة، غضبت و بدأت تذيق ابنتها عذابات شتّى. ولهذا الغرض استجارت بحاكم المدينة ليثني تقلا عن معتقدها المسيحي. فأخذ في تهديدها بشتّى العذابات، فلم يُفلح. أخيراً أمر بإضرام النار وإحراق جثتها، لكن ويا للعجب، فقد هطل المطر وأطفأ النار. فهربت الجموع من شدّة خوفها من هذا الأمر العجيب. عندئذٍ هربت تقلا ولجأت إلى معلّمها الرسول بولس، والتجأت إليه، وأخذت تساعده في التبشير والكرازة. وفي انطاكية فُتِنَ بها أحد الأغنياء فأراد اختطافها، فهربت منه. فلجأ إلى حاكم المدينة ليعذّبها، فصدَّته بجرأة وشجاعة. أخيراً حُكم عليها بأن تُقدَّم للوحوش لتأكلها، وفي هذه المرة أيضاً أظهر الربّ قدرته فتحوّلت الوحوش الكاسرة إلى وحوش وديعة، تحترم جسد القديسة وتلاطفها. وعبثاً جرّب الوالي تقديمها للوحوش مرة ثانية وثالثة، ففي كل مرة كان يحدث التحوّل المذهل عند الوحوش. أخيراً أمر الوالي بأن تُربَط إلى ثورين هائجين جداً، ولكن الثورين تركا القديسة ولحقا بالجلاَّدين. أخيراً خطرت في بال الوالي بأن يرمي القديسة في حفرة عميقة مليئة بالثعابين السامّة، وهذه أيضاً احترمتها وبدأت تلاطفها. وكل مرة كانت دهشة الوالي تزداد. فسألها عن سرّ هذه النجاة من الأخطار المحتمة، فقالت له تقلا: "اني عبدة المسيح ابن الله الحي، الذي هو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص النفوس. هو أيضاً نجاة المأسورين وتعزية الحزانى ورجاء اليائسين، وهو الذي ينقذني من الوحوش ومن الموت. وهو الذي يحفظني لكي لا أعثر فله المجد والكرامة". حينئذٍ أعلن الوالي أن تقلا هي حرّة طليقة، فعادت إلى بولس الرسول تروي له قصتها المثيرة، فمجّد الله معها. ثم تركت إيقونية حيث ما زالت والدتها متشبّثة بالوثنية، وأخذت تبشّر في أنحاء سورية، وخاصة حسب التقليد، في أنحاء جبال القلمون التي اتخذتها لها معقلاً ومكاناً للانطلاق للتبشير. وسكنت في مغارة، هي ربما دير القديسة تقلا في معلولا، أو كما تقول رواية أخرى أن الجبل حيث كانت تعيش انشقَّ لمّا لحق بها بعض الأشرار يريدون بها سوءاً، وهو أيضاً أصل الفجّ الشهير في بلدة معلولا. وعاشت تقلا تسعين سنة. وكان الناس يتجمّعون حولها ويسمعون إرشاداتها وخصوصاً يسمعون عجائب الله معها. ثم رقدت رقاد الأبرار المطمئنين بعد حياة مليئة بالجهاد في سبيل المسيح، ولا تزال بعض أعضاء جسدها تكرّم في اسبانيا. وقد ورد ذكرها في مواعظ القديسين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبيّ الفم وغريغوريوس النزينزي وإيرونيموس، مما يؤكّد وجود هذه القديسة. كتب القديس إيسيذوروس الفرمي الدمياطي إلى راهبات أحد الأديار، فقال: "من بعد يهوديت وسوسنة العفيفة وابنة يفتاح لا يحقّ لأحد أن ينسب الضعف إلى جنس النساء. بالأكثر عندما نرى تقلا، تلك البطلة المتقدمة بين البطلات من البنات، البتول الذائعة الصيت في الدنيا كلّها، عندما نراها حاملة عالياً علم الطهارة والبرارة، وقد فازت فوزاً باهراً في معارك شديدة على الشهوة الرذيلة، نوقن أن قلوب النساء يمكنها أن تكون جبّارة". فهذه القديسة التي من بلادنا استشهدت للمسيح ودُفنت في سلوقية. عن كتاب "كنيسة الشهداء" للأب الياس كويتر ب. م.   الطروبارية علي اللحن الرابع نعجتُك يا يسوع تصرُخُ بصوتٍ عظيم: يا عروسي، أنا أصبو إليك وأُجاهدُ في طلبك، وأُصلَبُ وأُدفَنُ معكِ في معموديَّتك، وأتالَّم من أجلِك لأملِكَ معك، وأموتُ في سبيلِك لأحيا فيك. فتقبَّل كذبيحةٍ لا عيب فيها من ضُحِّيَ بها لك بشوق. وبما أنك رحيمٌ خلِّص بشفاعتها نفوسنا.   القنداق على اللحن الثامن لقد تلألأتِ بجمال البتوليّة، وتزيَّنتِ باكليل الشهادة، واؤتمنتِ على الرسالة، أيتها البتول المجيدة. وحوَّلتِ لهيبَ النار إلى ندى، وسكَّنتِ ثورةَ الثور بصلاتِكِ، يا أُولى المجاهدات.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com