عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

مقالات في التاريخ السرياني الحلقة 20 و21

مقالات في التاريخ السرياني

  الحلقة العشرون

  أعداد

   المرحوم : الدكتور سامي نوح كرومي- فرنسا

مشاهير السريان

الملفان نعوم فائق

 تلك صرخة من صرخات كثيرة كان قد أطلقها الملفان نعوم فائق عله يستنهض الهمم النائمة ويستثير العزائم المتراخية بين أبناء الشعب الآشوري ويحثهم على بلوغ المعالي واقتناص الفرص السانحة . لأن قطار الزمن يمضي مسرعاً ولا يتوقف سوى في محطات قليلة.هذه القضية كانت شغله الشاغل وهاجسه اليومي . لكي تتوضح معالم الشخصية الفذة لهذا المعلم الكبير وملامح فكره . لابد من سرد أقوال بعض معاصريه من الأدباء و المفكرين وممن امتلكو ناصية العلم , هذا الفكر الذي أغنى حياتنا الثقافية و القومية . وأضاف اضافات كثيرة الى تراثنا الآشوري . فمن الأقوال التي قيلت فيه: _ ( كان نعوم فائق من أولئك الرجال الذين عناهم ديوجينيوس الفيلسوف اليوناني وقد شوهد في رائعة النهار و بيده مصباح وهو يتطوف في شوارع أثينا الغاصة بالناس تطوف من يطلب شيئاً لا يكاد يرى , فسئل عما يطلب فقال أريد رجلا).

د. برصوم بيرللي   _ ( لقد نبغ عندنا قبل نعوم فائق كثيرون ولكن كلهم نقلو من السريانية الى بقية اللغات غير انه امتاز على هؤلاء جميعاً بنقله من بقية اللغات الى السريانية فرجالنا الأقدمون تصرفوا بميراث أجدادنا وأنفقوه , وأما هو فقد جمع ثروة أدبية من الخارج وأضافها الى ميراث الأجداد).

سنحاريب بالي _( نعوم فائق علم غيور ضحى النفس و النفيس في سبيل أمته ووطنه ).

المطران يوحنا دولباني

 _(قد يعجب البعض من نعتنا نعوم فائق بالعالم, وربما عد البعض هذا النعت مبالغة منا في غير محلها لأنه لم ينل قسطه مما يؤهله لهذا اللقب , ولكننا نعود فنقول ونعزز قولنا بالبراهين الجليلة . إن الفقيد كان عالماً. عالماً بما تحتاج إليه أمته فهو من هذه الوجهة يعد من أكبر العلماء العاملين ).

فريد نزها  _( اجتمعت بالسيد نعوم بضع مرات كانت كلها في الدائرة الشرقية من مكتبة نيويورك العمومية حيث كنت أجده عاكفاً على التنقيب والبحث والدرس لتحرير جريدته, ولخدمة أبناء وطنه في هذه الديار فهو بذلك وضع أمامنا مثالاً شريفاً يجدر بنا جميعاً أن نتخذه.

فلا غرو فالسيد نعوم ومواطنوه هم سلالة شعب تاريخي عرف بالنبل و الصحافة وأتحف العالم بالكثير من الهبات العلمية والروحية والمادية ).

د. فليب حتى

 _( علينا أن نخاطب البلاد الأميركية التي نعيش فيها اليوم قائلين:أيتها البلاد المنبعثة منها أنوار الفضل و المعرفة لقد أزدانت تربتك اليوم بجثمان نعوم فائق صاحب كوكب الشرق. الحفيد الحقيقي لمملكة آشور كما أزدانت متاحفك العظيمة التي تبهر المرء بفخامتها وروعتها بآثار وبقايا ملوكها العظام . غير أن الفرق بين هذه الودائع هو أن آثار ملوك بابل وآشور ستبقى أبداً تزين متاحفك العظيمة , ولكن رفات نعوم فائق لابد أن تغادر تربتك وتنقل الى مسقط رأسه حتى يتم قوله _ فيك ولدت وفيك أريد أن أموت يا وطني , وتحت ثراك أتمنى أن يدفن بعد الممات جسدي).

مقالات في التاريخ السرياني

  الحلقة الواحدة والعشرون

  أعداد

   المرحوم : الدكتور سامي نوح كرومي- فرنسا

 لطفي بوياجي

 وللتعرف على فكر نعوم فائق لا بد من العودة الى الفترة الزمنية التي عاش فيها , ومعرفة المؤثرات التي أثرت فيه وكذلك البيئة التي عاش في كنفها وساهمت الى حد كبير في بلورة فكره القومي الوحدوي. وهذا يفرض علينا تتبع مراحل حياته المتنوعة والحافلة بأصناف النضال و الجهاد و المثابرة.

 _ حياته:هو نعوم بن الياس بن يعقوب بالاخ والدته سيدة بنت سفر . ولد بمدينة آمد (ديار بكر) في شباط عام 1868, واضيف له لقب فائق بعد نزوله الى ميدان العمل مقتدياً بعادة الآتراك باضافة القاب الى أسمائهم, وعند بلوغه السابعة من عمره أرسله والده للمدرسةالأبتدائية الخاصة بالسريان , وبعدها أنتقل للمدرسة الثانوية التي أسستها في ذلك العهد ( جمعية الشركة الاخوية للسريان القدماء ) حيث قضى فيها ثماني سنوات درس خلالها اللغات السريانية والعربية والتركية والفارسية مع الألحان الكنسية والعلوم الطبيعية والرياضيات ومبادئ اللغة الفرنسية. ولما أغلقت المدرسة لأسباب مادية.داوم على المطالعة والدرس لنفسه والأخذ عن فضلاء عصره.فجع بوفاة والده ووالدته فأخذ يعيش في كنف أخيه الأكبر توماس ,وبدأ عمله بالتدريس ابتداء من عام 1888وحتى عام 1912في آمد بشكل رئيسي, ولفترات قصيرة ومتفرقة في الرها وحمص كما قام بزيارات الى لبنان والقدس وخلال تلك الزيارات كان ينكب على دراسة ما تيسر اه من الكتب والتراث في خزائن الأديرة والكنائس وبخاصة في دير الشرفة في لبنان ودير مار مرقس في القدس .في عام 1908أعلن الدستور العثماني وسمح ببعض الحريات فبادر الى تأسيس جمعية الأنتباه وسن لها القوانين ونظم شؤونها وتولى كتابة رسائلها. وبعد عام أصدر جريدة كوكب الشرق لتكون لسان حال جمعية الأنتباه, وجعلها منبراً لنشر أفكاره القومية اضافة لاستمراره بالتدريس , وكان في الوقت ذاته يعظ ويخطب في الندوات والتجمعات ويحث على فتح المدارس وتأسيس المطابع و الجمعيات موكلاً لنفسه القيام بمهمة الاصلاح والتوعية للنهوض والتقدم .وخلال الحرب الطرابلسية التي شنتها أيطاليا على الدولة العثمانية عام1911اشتدت وطأة القمع والأضطهاد على الأقليات المسيحية مما سبب خوفاً وذعراً شديدين وبالتالي ادى هذا الى تهجير قسم كبير من أبناء شعبنا عن أرضه . ونتيجة لتلك الحرب فقد علق الدستور والغيت الحريات التي أعلنها هذا الدستور, فلوحق الأدباء والصحافيون من قبل السلطة فاضطر للهجرة عام1912الى الولايات المتحدة وصيته كان ذائعاً هناك من خلال مقالاته التي كانت تنشرها جريدة الأنتباه لصاحبها الأديب جبرائيل بوياجي لذلك أستقبل بحفاوة بالغة من قبل شعبنا في المهجر وهناك أسس جريدة ما بين النهرين عام1916واستمرت بالصدور حتى عام1921حيث أوقفها وتولى تحرير جريدة الأتحاد التي أصدرتها الجمعية الوطنية الكلدانية الآشورية, واستمرة عاماً واحداً, فعاد عام1922لاصدار جريدته ما بين النهرين لغاية عام 1930حيث وافته المنية . وقبل ذلك كان قد فجع بوفاة زوجته السيدة لوسيا خضر شاه في عام1927,وكان لوفاتها أثر عميق في نفسه . ولفرط انهماكه وانكبابه على المطالعة والبحث والكتابة اعترى جسمه الضعيف والنحول وزاد الأمر سوءا اصابته بذات الرئة, ولم يقوى جسده الهزيل على مقاومة المرض ففاضت روحه في فجر الأربعاء 5شباط عام1930.ودفن باحتفال مهيب شاركت به كل الطوائف ومؤسسات شعبنا , وكل الفعاليات الادبية في المهجر . وبموته طويت صفحة مشرقة من الجهاد والتضحية والنشاط. لكن أثره ظل خالداً من خلال أدبه وفكره القومي الذي ملأ صفحات جرائده ومؤلفاته الكثيرة كما يضاف الى سيرة حياته الكفاحية الجديرة بأن يستنير بهديها كل مناضل اذ لم تخمد همته أو تفتر عزيمته ازاء جميع المصاعب والشدائد التي واجهته بل استمر بثبات منقطع النظير في خدمة شعبه وامته وزداد اصرارا على الكشف عن مواطن الداء واجتثاث جميع الامراض التي تنخر في جسم هذه الأمة.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com