الأدب السرياني
الأدب السرياني من أغنى آداب اللغات السامية وأشهرها . نشأ في ما بين النهرين مهد الحضارة قبل المسيح بأحقاب متطاولة وعاش الى أوائل القرن الرابع عشر الميلادي . إلا أن حياته بعد الفتح الأسلامي كانت ضعيفة وهو يقسم الى عصرين مهمين :1- العصر الوثني 2- العصر المسيحي .
فالعصر الوثني لم يخلق لنا آثاراً تذكر لأن السريان الأقدمين أبادوا مؤلفات أجدادهم لما أعتنقوا المسيحية ولهذا لايعرف عن أدب هذا العصر إلا القليل .* وكل ما اتصل بنا من الأدب السرياني هو من المدرسة المسيحية لا الوثنية , أما العصر المسيحي فقد خلف آثاراً قيمة في سائر أنواع العلوم ويمتاز أدب هذا العصر بكونه أدباً مسيحياً.نشأ وارتقى متأثراً بالمسيحية مديناً لها بالصبغة الدينية . لأن مجموعة الكتابات التي بقيت لنا منه يكاد مؤلفوها يكونون بلا استثناء من الكهنة أو الرهبان . أو من علماء اللاهوت الذين تخرجوا من مدارس الديورة . ومع تنمي الأدب السرياني وشهرته لم يجتهد السريان على دراسة هذا الأد ب ومفاتنه ولم يصنعوا كتباً في هذا المجال إلا النذير منه .هذا بينما نرى الغربيين قد قدروا ما لهذه الأدبية من الأهمية فاقبلوا على دراسة اللغة السريانية وعمدوا إلى نشر كنوزها الأدبية بعد نقلها إلى لغاتهم المختلفة وتفرغ جماعة من كبراء علمائهم المستشرقين الأعلام لتمحيص هذا الأدب ودرسه درساً وافياً وأشهرهم:
المرحوم وليم رين المستشرق الانكليزي و روباتس دوفال المستشرق الفرنسي و الدكتور أنطون باومشترك المستشرق الألماني . وقد وضع كل من هؤلاء مؤلفاً ثميناً بلغته في تاريخ الأدب السرياني على نسق عصري حديث مبوب أحسن تبويب . وهناك عدد كبير من المستشرقين عدا من ذكرنا ممن كتبوا حول هذا الأدب أو نشروا شيئاًمن آثاره أو نقلوا إلى لغاتهم بعض مؤلفاته كما تقدم معنا القول في أعلاه . ويضيف بنا المقام إن حاولنا سرد اسمائهم فقد ذكر البطريرك مار افرام برصوم في كتاب اللؤلؤ المنثور اسماء أكثر من مئة مستشرق عني بالسريان .
+++++
*تأليف الأب العلامة شابو:وتعريب الأستاذ أنطون شكري لورانس . نشرت في مجلة الحكمة عام 1930
*إن السريان كانوا معروفين بالتعصب لمسيحيتهم : نذكر كنيسة(جماعة) مرقيوس.الذين أبيدوا عن بكرت أبيهم أثناء محاولة قسطنتين فرض تعاليم جديدة عليهم لأنهم رفضوا بشدة.وكذلك فقد أحرقت العديد من كتب مارأفرام السرياني لأنهم وجدوا قسماً منها مخالفاً لتعاليم المسيحية مثل كتاب التكامل المسيحي في الأنجيل و تفسير الأنجيل الجامع .وهذه الدراسة التي أخذناها مأخوذة من مؤلفات المستشرق الفرنسي العلامة يوحنا شاتري . *ومما يجب الاشارة إليه اننا مع اعترافنا الصريح بفضل طبقة المستشرقين على آداب لغتنا السريانية بما نشروه من الأبحاث المستوفية عنها لابد من التصريح أن المدققين لا يطمئنون كثيراً إلى ما يكتبه هؤلاء المستشرقون لأن تعمقهم في الأبحاث كثيراً ما يستدرجهم إلى أراء ضعيفة ومذاهب غربية زد على هذا أن ضعف بعضهم في اللغة السريانية وبعدها عن مواطنهم وجهلهم لكثير من مخطوطاتها واعتمادهم في بعض الأحيان على مصادر مشوشة لايوثق بها وتعصب فريق منهم إلى المذهب الذي ينتمي إليه .
كل هذه الأسباب توقعهم أحياناً في أغلاط لايصح السكوت عنها، فمن الأخطاء الشائعة التي قد تصادف أيا" منكم نعت كنيستنا السريانية الأرثوذكسية في أغلب كتاباتهم باليعقوبية لاستقائهم من مصادر تعمدت تلقيبنا بهذا القب زوراً .(يقول مؤسس الحركة البروتستانتية الإصلاحية جان وسلي : لكي نفهم روحانية المسيحية الأولى علينا أن ندرس مؤلفات غوغورث النيسي _ أوغوسطينوس _ وطبعا" مار أفرام السرياني) .
|