عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سيرة ذاتية للكهنة

التكريس الخاص

التكريس الخاص

الكنيسة بحاجة لخدّام "لتكميل القدّيسين، لبنيان جسد المسيح” (أف 4). بحاجة لأساقفة وكهنة وشمامسة ومعلّمين ومبشّرين… هؤلاء تفرزهم الكنيسة، تختارهم لسدّ حاجاتها. هناك شروط يجدر توفّرها فيهم، عادة ما تكون محدّدة. يصلّى لهم. توضع الأيدي عليهم فيُعطَون من فوق نعمة خاصة تكمّلهم وتعينهم. بعض الكنائس أعجز من أن يفي بحاجة نفسه. هذه تستعين بكنيسة شقيقة أكثر ازدهاراً منها. الكنيسة التي تضعف فيها حدّة الغيرة على جسد المسيح تكون في انحطاط، في انفراط، في تآكل. الكنيسة التي يرعى أبناؤها فيها أنفسهم ولا يرعونها تخرب. صدق مَن قال إن الكنيسة لا تقوى عليها أبواب الجحيم. ولكن هناك كنائس محلية زالت. الكنيسة التي لا تنهض تموت. النهضة في الكنيسة تتمثّل في أربعة أمور: 1 –  وعي المؤمن لحتمية تكريس نفسه للمسيح  2 –  تكريس المؤمن نفسه فعلياً للمسيح  3 –  الغيرة على بيت الله        4 –  الذود عن كنيسة المسيح.

أنطاكياً هاجس القداسة خافت. الفردية سيِّدة الموقف. الغيرة على بيت الله واهية. جماعة القدّيسين المتراصّة مفتقدة إلى حدّ بعيد. قلّة متناثرة تُغويها القداسة. ليس عندنا تيار قداسة. لذلك النهضة عندنا بداية نهضة. نهضة خجولة. التكريس الكبير ليس واقعاً. الحسّ المشترك ضعيف. تسعون بالمائة ممن يُسمَّون أرثوذكس في أنطاكية، تسعون بالمائة على الأقل، من دون رعاية تُذكر. مَن تراه يبالي!؟ قلّة تبالي! ليس عندنا ما يكفي ولا لقطاع واحد من قطاعات الخدمة. على سبيل المثال، حاجتنا للكهنة بالسرعة التي نسير بها، بمعدل كاهن أو اثنين أو ثلاثة يُسامون في السنة، لا يمكن تلبيتها اليوم إلاّ بعد مائة أو مائتين أو أكثر من السنوات. مثلاً أبرشية دمشق فيها حوالي 400 ألف شخص أي ما يعادل 80 ألف عائلة. الكاهن الواحد – اللهمّ إذا كان صالحاً! – يقدر أن يرعى ما معدّله مائتا عائلة. فنكون بحاجة إلى أربعمائة كاهن. عندنا منهم ثلاثون كاهناً أو يكاد. إذن نحن بحاجة إلى 380 كاهناً لنسدّ حاجتنا اليوم. إلى كم من السنوات نحتاج لنغطّي هذه الحاجة اليوم؟ أترك ذلك لحساباتكم!

المشكلة كبيرة والخطورة حقيقية. شعبنا، بكل بساطة، بلا رعاة. نحن نحسب الرعيّة لنا وغيرنا يرعاها. شعبنا متروك للجهل والغربة. إذا ما كان لنا بعدُ شعب اليوم فلعلّ في ذلك، بشكل أو بآخر، شيء من الرعاية الإلهية المباشرة. ولعلّ للعامل الطائفي والتركيبة العائلية شبه القبلية تأثير. أولوياتنا عديدة لكن أولوية الأولويات أن نؤمِّن رعاة لهذا الشعب، رعاة على قلب الله. كلّنا معنيّ بهذا العمل: المجمع، الأساقفة، مجالس الرعايا حيثما وُجدت، المجموعات، الأفراد. نحن أيضاً معنيّون، ربما أكثر من غيرنا لأنه يُفترض بنا أن نكون عارفين ومطّلعين أكثر من غيرنا. الكنيسة بحاجة إلى مؤمنين غيارى يكرِّسون أنفسهم. صحيح أنّ هناك واقعاً إدارياً أو اقتصادياً بحاجة إلى تغيير في كنيسة المسيح. لكن الحاجة الكبرى هي إلى روح الشهادة، إلى روح التضحية أولاً. المعادلة نحن قادرون على تغييرها بنعمة الله. لا نكن سبحانيّين. نحن عاملون مع الله. الله لا يعمل عنّا. وهو يطالبنا بذلك. السؤال المطروح على ضمير كل واحد منّا: هل تترك كنيستك لرحمة الأقدار غير مبال إلاّ بما هو لنفسك أم تنبري لأداء دورك؟ هل تجلس على كرسيِّك الخاص مكتّف اليدين تتفرَّج وتنظِّر وتطلق الأحكام يميناً ويساراً على البطريرك والأساقفة والكهنة فيما يتضوَّر شعب الله وخراف المسيح المهجورة جوعاً إلى الكلمة والرعاية؟ إذا لم أكن مستعداً لأن أقدِّم نفسي في هذا الوقت الصعب فما المنفعة؟ الربّ يسأل كما في إشعياء 6: "مَن أُرسل ومَن يذهب من أجلنا”. فبماذا نجيب؟ أنقبع في لامبالاتنا وتبرير أنفسنا أم نقول كأشعياء "هاءنذا أرسلني”. طبعاً الاستعداد الطيِّب لا يكفي، لكنّه مهم جداً. قد لا أصلح للخدمة. ليقرِّر ذلك ذوو الشأن. إذا لم نكن على هذه الموجة من الغيرة والاستعداد فمعالجتنا لموضوع التكريس الكهنوتي اليوم باطلة. كلامنا، والحال هذه، مجرّد دردشة.

ولكن ثمّة مَن يتوقّف عند موضوع الدعوة الكهنوتية. يدّعي أو يحبّ أن يدّعي أنّه ليس مدعواً إلى الخدمة الكهنوتية. كيف ننظر إلى هذا الأمر؟

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com