"لا تخافوا من يقتل الجسد"

"ربِّ ثبّت قلبي المتزعزع على صخرة وصاياك لأنّك انت وحدك قدوس وربّ"

يوسف جريس شحادة

www.almohales.org

غطّت احداث  قتل وذبح ومطاردة كل مسيحي  في "الدول العربية؟ " في  الآونة الاخيرة أغلبية المواقع الالكترونية والصحف المكتوبة وكُتب الكثير عن هذه الحوادث القذرة، وقد قيل :" من اعمالهم تعرفونهم".

منذ نشوء المسيحية، وهي تُحارب ونُلاحَق وتُطارد، وسجّل التاريخ تلك الاحداث في مدّونات ضخمة من قتل وذبح ونشْر  وتعذيب المسيحي ، وها نحن الان في المشرق وكاننا نعود لتلك الحقبة الزمنية { تنويه: ليس المقصود بالمشرق كل الشرق ولا تعميم بالقول ابدًا فهناك الدول التي تمارس فيها جميع الطقوس الدينية المسيحية بشكل حرّ وبدون أي قيد او شرط ان كان من بناء كنيسة او ترميمها دون اذن}.

وكأننا اليوم نشهد لما كتبه البشير يوحنا على لسان الرب، قبل الفي عام تقريبا:" إنهم سيخرجونكم من المجامع بل ستاتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقرّب لله قربانا. وانما يفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا ابي ولم يعرفوني". 

و من تعاليم ربّنا { متّى  البشير }:" فإذا قدّمت قربانك الى المذبح وذكرت هناك ان لاخيك عليك شيئا فدع قربانك هناك امام المذبح وامض اولا فصالح اخاك وحينئذ ائت وقدّم قربانك". فكيف يتجاسر من هو على شكل انسان ان يقتل في بيت الربّ؟ وبحسب أي تعاليم؟ وشريعة وناموس؟!

ويضيف رب المحبة والسلام والتعليم السامي :" فكلّ ما تريدون ان يفعل الناس بكم فافعلوه انتم بهم. فإنّ هذا هو الناموس والانبياء". والتساؤل:

هل هذه التعاليم تناسب المشرق؟{ ليس بتعميم لجميع دول الشرق}.

وماذا يعلّمنا لوقا البشير:" فانكم ان احببتم مّن يحبّكم فأيّة منّة لكم؟ فان الخطاة يحبون من يحبهم". فهل هذه التعاليم السامية الراقية تتناسب مع قتلة اقذار؟!

لا بل يضيف رب الكون :" احبّوا اعداءكم واحسنوا الى مَن يبغضكم" فأين هم هؤلاء الحثالة من هذه القيم السامية النبيلة؟ وهل لهم من تعاليم؟

وهذه النصوص اخي المؤمن المسيحي هي العزاء والرجاء عند رب التسامح وسيّد الكون:" اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم واحسنوا الى من يبغضكم وصلّوا لاجل من يسيئون ويضطهدكم".

وأكثر من هذا فالرب المحب يعلّمنا:" ومتى قمتم لتصلّوا فان كان لكم على احد شيء فاغفروا له لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السموات زلاتكم".

وما ناموس وقانون وشريعة هؤلاء الاوباش؟ ان كان كذلك.

" فطوبى للرحماء فانهم يرحمون. وطوبى للودعاء فانهم يرثون الارض.

هذه تعاليم ديننا المحب فيعلمنا رسول الامم:" احذروا ان يكافىء احد آخر على شرّ بشرّ بل اقتفوا الاحسان بعضكم الى بعضٍ والى الجميع".

فهؤلاء القتلة هم ": ابناء ابليس " ليس لانهم تغيّروا لطبيعة ابليس انما لانهم يمارسون اعماله. ويا اولاد الافاعي هل نراكم تهربوا من غضب الرب. 

هذه نقطة في محيط ومن محيط تعاليم رب التسامح وابن البشر وابن الله.

ولا بد هنا من تساؤلات:

+ لماذا يُضطهد  ويُطارد ويُلاحق المسيحي في المشرق {  في بعض الدول وليس بهذا تعميم} .

+ ما هي مسؤولية رجال الدين  { البطاركة والاساقفة والكهنة}.؟وهل يقتصر على الشجب والاستنكار؟!

+ ما مسؤولية السلطة المركزية بتدنّي وضع المسيحيين في بعض دول الشرق؟

+ هل كون تعاليم ديننا المحب تقضي بعدم الذود عن حياتنا وشرف عائلاتنا؟ لماذا لا نسمع من المسؤولين في الكنيسة عن عمل ما او تظيم كهذا لحماية المسيحي العربي في البلاد العربية؟

+ هل النظام في مثل هذه "الدول " تمنع حماية المواطن؟

أيعيش الشرق دون المسيحي العربي ؟ ام ان القومية العربية بحاجة لنظرة مجددة وفحص كنه القضيّة؟ ما هي النظرة التاريخية للقومية العربية ؟ ما معنى اللفظة" عرب _عربي " في امهات الكتب والمعاجم والكتاب المقدس؟

" يا من هي اكرم من الشيروبيم وامجد بلا قياس من السيرافيم،يا من ولدت الله الكلمة ولبثت بتولا،انك حقا والدة الاله اياك نعظم.انت يا والدة الاله رجاء اليائسين ومعونة المحاربين ونصيرة مستعدة للمسارعين اليها وملجا جميع المسيحيين. ايتها الصالحة انك تنصرين كل الملتجئين بايمان الى ذراعك المقتدرة فانه ليس لنا نحن الخطأة الرازحين تحت كثرة الزلات وسيط دائم لدى الله في الاخطار والضيقات سواك يا ام الله العليّ.لذلك نجثو لك، فانقذي عبيدك من كل شدة يا نصيرة المسيحيين لا تخذلينا".

آمين