عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الصليب في حياتنا _ الحلقة الحادية عشرة

 

 

 

 

 

 

     

 

 

*       

*       

*      الصليب في حياتنا

الحلقة الحادية عشرة
قراءات 2: يسوع المصلوب
  1-
يسوع المصلوب يظهر محبته لنا "ليس من حبّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداءً عن أحبائه." (يو 15/13) "ولمّا أحبَّ خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى الغاية." (يوحنا 13/1). بعد هذا التأكيد هل يمكن للبشر أن يتساءلوا إذا كان الله يحبّهم. في الحقيقة "ان الله أحبَّ العالم إلى حدّ أنه بذل ابنه الوحيد." (يو 3/16). والمحبة تستدعي المحبة، والمحبة لا تقابل إلاّ بالمحبة. إنما هذه المحبة يجب أن تكون كمحبة المصلوب: إلى الغاية، وبدون حدّ، وكما أحبّنا هو.   2- يسوع المصلوب يظهر قيمة الإنسان مَن هو الإنسان؟ هل ثمنه غالٍ؟ هو الذي قال عنه بولس الرسول: "أحبني أنا، وبذل نفسه عني." (غلا 2/2) وكما قال بسكال في كتابه "سر المسيح" على لسان السيّد: "أنا افتكرت بك في نزاعي...؛ أهرقت من أجلك هذه النقطة من دمي...؛ أنهار دمائي سكبتها من أجلك..." نعم لم يُشترَ الإنسان بثمن رخيص. "لم تشتروا بثمن ذهب أو فضة، بل بثمن دم ابن الله الثمين.. هذا الحمل بدون عيب ولا دنس." (1 بطر 1/8). ثمن الإنسان هو دم الله الصائر بشراً. ولذلك قال بولس الرسول: "... لا تشكك أخاً من أجله مات المسيح." (1 كور 8/2). وهكذا يبين بوضوح أنه كما أحبَّ المسيح الإنسان، على الإنسان أن يحبّ الله. "إذا كان الله أحبنا إلى هذا الحدّ فيجب أن يحبّ بعضنا بعضاً." (يو 4/2) "بهذا علّمنا المحبة، أن المسيح أعطى حياته من أجلنا، فيجب إذن، في دورنا أن نعطي حياتنا من أجل إخوتنا." (1 يو 3/10) "أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم" (يو 13/34) "إحيوا في المحبة، على مثال المسيح الذي أحبّنا وبذل نفسه عنّا" (أفسس 5/2).   3- يسوع المصلوب يظهر قيمة الخطيئة كلنا خطأة. والبشر ينسون معنى الخطيئة ويتعوّدون على الخطيئة، ولا يعتبرون أن الخطيئة هي أعظم الشرور. يسوع المصلوب يظهر قيمة الخطيئة. "جُرح لأجل خطايانا، وسُحق لأجل معاصينا." (أشعيا 53/5). يظهر يسوع على الصليب: "لا منظر له، ولا جمال، محروثاً بالآلام..؛ ليس إنساناً بل دودة" "فلأنه صار لعنةً من أجلنا." (2 كور 5/21) ولأنه "حمل الله الحامل خطيئة العالم." (يو 1/29). أمام المصلوب لا يمكن لإنسان أن يعتبر الخطيئة شيئاً بسيطاً. لكن الله الذي أحبَّ الإنسان إلى هذه الدرجة يغفر ويسامح. قال بولس الرسول: "لمّا كنا خطأة، مات المسيح من أجلنا" (رومية 5/8) "انه غسل بدمه خطايانا" (رؤيا 1/5) "ولو كانت خطاياكم كلون القرمز فتبيضُّ أكثر من الثلج؛ ولو كانت حمراء كالأرجوان فتصير كالصوف." (اشعيا 1/18). إن الاعتقاد بأن الخطيئة لا تغفر هو حدٌّ لرحمة الله.   4- يسوع المصلوب يظهر قيمة الألم إننا كبشر نحمل الألم كصفة ملازمة لطبيعتنا. هذا العالم دعته الكنيسة وادي الدموع وأرض جهاد وميدان حرب. لكن يتساءل الإنسان لماذا العذاب.. وكيف ان الله القدير والصالح بالطبع يسمح بشرور جسيمة. لا حلّ ولا سرح لهذه المشكلة إلاّ على ضوء نور الصليب. الحلّ الوحيد هو النظر إلى المصلوب. إن العذاب هو سرّ لا يُفهَم إلاّ من خلال سرّ عذاب ابن الله المتجسّد والمتألم والمصلوب لأجلنا. "ان الحبر الذي لنا، قال بولس الرسول، ليس ممن لا يستطيع أن يرثي لأمراضنا بل قد جُرّب في كل شيء مثلنا ما خلا الخطيئة." (عبر 4/15). يصيح إرميا بالإنسان المتألم: "أنتم، يا كل من تسلكون هذه الطريق الوعرة، انظروا وتأملوا إذا كان يوجد ألم يُشبِه ألمي." (مراثي ارميا 1/1، 21). ان الإنسان يستطيع أن يجعل من عذابه شركة في التفكير والفداء وفي قيامة المسيح. "إذا كنا نتألم معه فسنتمجّد معه.. إن آلام هذا الدهر لا تُقاس بالمجد المزمع أن يتجلى فينا." (رو 8/17) "ان آلامنا الحقيقية الحاضرة تنشئ لنا ثقل مجد لا حدّ لسموّه." (2 كور 4/17) "اني أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح، لأجل جسده الذي هو الكنيسة." (كولسي 1/24). إن شغلي المتعب، وهمومي المختلفة، وفشلي وأتعابي الجسدية، واجتهادي وسعي اليومي للثبات أميناً للمُثُل المسيحية ولشريعة المحبة والطهارة والإباء؛ ان كفري الطوعي بالأشياء، ونداء العذاب الصادي في قلبي؛ كل هذه هي صليب وواسطة بها أشرك آلامي بآلام المسيح، و بها أقتدي به وأساعده في عمله الفدائي. إن دموعك ودمك مع دموع ودم المسيح هذه هي التي تخلّص العالم كما قال بول كلوديل. لنضع "أمام أعيننا صورة المسيح المصلوب" (غلا 3/1) حتى "نعرف" بأكثر وضوح: المسيح المصلوب، معرفة هي نور وحب وحياة. (1 كور 2/2). 1. ك. Abbe H. Chantry L’Union: 1953: mars

 

 

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com