عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الصليب في حياتنا - الحلقة الثامنة

الصليب في حياتنا _ الحلقة الثامنة

عِظَة: الصليب (من خطبة للقديس يوحنا فم الذهب)
  1-
الصليب: عليه ترتكز مقدرات الجنس البشري. منه وبه يأتينا كل شيء. يشغل فكر الإله العلي مدى الأجيال. أظهر للبشر برسوم ورموز مدّة أربعة آلاف سنة. ولما بلغ ملء الزمان انتصب على الجلجلة. انه مختصر روائع سر الفداء. هو العَلَم الذي يسير وراءه أبناء الله على مدى الأجيال، هو شارة الخلاص، شرط الانتصار، علامة المختارين؛ هو وحي لكل فضيلة، وعكاز البر والتقوى. فالصليب إذن يسود على التاريخ البشري. يظهر في العهد القديم برسوم، وهو موضوع كرازة الأنبياء: هذا هو الصليب السابق التبشير به يدنو الزمان الذي فيه ترتفع الضحية العظيمة عليه، وعليه تسلم أنفاسها وتخلص الجنس البشري. هذا الصليب المرفوع هو تحقيق لتلك الرسوم والرموز. إلى آخر الأجيال يجب على المسيحي أن يرافق رئيسه إلى الجلجلة و يموت معه تلك الميتة السرية التي يعلمنا القديس بولس كل الكتاب المقدس ضرورتها وعظائمها الغنية: وهذا هو الصليب المتَّبع والمقتدى به. ان المقاطع التي وردت في الكتاب المقدّس عن سرّ الصليب كثيرة وهي مسطّرة فيه نبؤات أو رموزاً. لنأخذ من هذه التباشير وهذه الوجوه ما هو أكثر نوراً وشهرة ولنطالعها متّبعين ترتيب الأزمنة.   2- الشجرة في الفردوس الأرضي: نصبت في الأرض شجرتان وحملتا ثمرتين. نصبت في الفردوس الأرضي شجرة معرفة الخير والشرّ وكان من الواجب أن تولي البشرية المجد والسعادة الدائمة بالطاعة لله. لكنها سبّبت الموت باغواء الشيطان وجنون أبوينا الأولين وتصديقهمَا له وطاعته وتفضيله؛ أكل أبوانا الأولان من الثمرة المحرّمة فانفتحت أعينهمَا والتحفا بالخزي وصار حظهمَا الرذل. هل الله ظهر مغلوباً؟ لا لعمري! بل خلّص الإنسان ودحر الغالب الجهنمي وأجرى الخلاص. ولكي يتم هذا العمل استخدم ذات الوسائط التي ساعدت على السقوط. فنصبت شجرة جديدة حملت ثمرة مثل الأولى، مقدرات الجنس البشري. ان كلمات الشيطان النفاقية اتخذها الله وصارت شرطاً للخلاص ومبدأ لأمجادنا المعجزة البيان. لنأخذ الآن ونأكل من شجرة الحياة ولنتغذَّ من المسيح فنصير آلهة. إذ قد أصبح الصليب بهذا نقطة الانطلاق للخلاص، لنرفع الصليب ولنحمله بأمانة. "لنحمل اماتة يسوع في جسدنا المائت". في هذا القداسة وفي هذا الخلاص.   3- ذبيحة اسحق: لما نطق يسوع بهذه الكلمَات السرية: "رأى ابراهيم يومي وفرح"، كان يشير ولا شك إلى أجمل صورة رسمها الله في العهد القديم ألا وهي ذبيحة الصليب. كما لله ابن كذلك لابراهيم ابن وحيد، وهذا الابن هو ابنه المحبوب، وفي هذا الابن كل المواعيد، وهذا الابن يجب أن يذبحه ابراهيم كما ذُبح ابن الله. يا لشدّة التأثير! اسحق يرتقي الجبل الذي سيذبح عليه حاملاً حطب محرقته، لنشاهد في أحزان القلب الأبوي مثالاً حياً لحب الله غير المتناهي الذي يسلم ابنه الوحيد لخلاص الكل. هذا هو الحمل، الحمل المعتقل في "الجدَّاد"، الذي أصبح ذبيحة لسكين ابراهيم. كيف لا نرى في هذا الحمل الحمل الحقيقي، "الحمل الذي يرفع خطيئة العالم"؟ إذا كانت ذبيحة ابراهيم استحقت لأبي الآباء أجمل الاستحقاقات فماذا لا تفعله للعالم ذبيحة اسحق الحقيقي؟ ونحن لنرتقِ جبل الفضائل، جبل المحرقة والتسليم لله، جبل العذاب، حاملين حطب المحرقة وصليب مخلصنا.   4- نبؤة يعقوب المحتضر: لما كان يعقوب على فراش الموت دعا بنيه وكشف لكل واحد خواص سبطه ولما جاء دور يهوذا ارتفع صوته ونظره وتنبّأ عن المسيح، وعن الخلاص العام المتمم بالصليب، وعن انتصار ابن الله والإنسان الذي حارب العالم بآلامه، وغذّاه بجسده الإلهي، وصبغه بدمه والصائر له موضوع محبة معجزة البيان. منذ أن أتى ابن يهوذا، الكلمة المتجسد، بدأت العبادة: "يهوذا إياك يحمد إخوتك". هذا هو الهتاف الذي يدوّي بين السماء والأرض منذ أن ظهر المسيح المخلص العالم: "أبناء أبيك يعبدونك". المسيح هو الله، والسماء والأرض يعبدانه ويسبّحانه. والمسيح أيضاً هو قائد حرب أتى ليناصب الشرّ أشد حرب. كسر شوكة الخطيئة وهدم أركون الشيطان ورفع مملكة لا تُغلَب. "يدك على قذل أعدائك" هذا هو المنتظر، هذا هو القوي، هذا "أسد يهوذا ": "يهوذا شبل أسد". وكيف تدور هذه الحرب؟ أي سلاح يَستلُّ المسيح للانتصار على الخطيئة والموت والجحيم؟ سلاحه هو الصليب، الانتصار هو بموته؛ وَسَن القبر المخيف هال أعداءه. جثم وربض كأسد وكلبؤة فمَن ذا يقيمه؟ في الصليب قوّته، من نومه تنبع قوّته. ملكه يبتدئ من قبره. ولما قام اقتاد الشعوب إلى ملكه: "رابط بالجفنة جحشه". وماذا يعمل بهذه الشعوب؟ انه يمجّدها بنوع عجيب، يغسلها بدمه. ويجدّدها بنعمته ويؤلهها بسرّ محبته: "غسل بالخمر لباسه وبدم العنب رداءه". وسيبقى للسمَاء وللأرض موضوع محبة لا

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com