عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الصليب في حياتنا _ الحلقة الخامسة

*      الصليب في حياتنا

  الحلقة  الخامسة

ومدخلاً إلى الفردوس وسبباً يسوع يصلح فساد هذه الاعتقادات فأعلى مكانة الألم ورفع قدر البؤس. ان الكنيسة بنَت أجمل ما في المدن بيوتاً للبؤساء والتعساء والمتألمين. ألم يطلعنا التاريخ للخلود. عدا ذلك كان الوثنيون القدامى يحتقرون البؤساء ويكرهون العيش معهم ومساكنتهم؛ وكانوا ينظرون إليهم نظرتهم إلى أناس عاقبتهم السماء ولاحقتهم الأقدار. وكذلك كان تفكير اليهود: "مَن أخطأَ أهذا أم أبواه حتى وُلد أعمى." (يو 9/1). فجاء عن سيدات ونبيلات عظيمَات، وعن ملوك تواضعوا فخدموا الفقراء والبؤساء والعجَّز. ان أولئك الملايين من الناس الذين انضووا تحت راية الفقر والهوان والآلام علَّموا البشرية أن المجد الأثيل للإنسان هو أن يتألم في صفوف قائد على رأسه اكليل شوك حاد، وعلى جسمه أرجوان عار، وقد صُلب على خشبة الصليب "وملعون كل من علِّقَ على خشبة." (غلا 3/13). ان المسيح صيّر العذاب شهياً ولذيذاً. يشعر الإنسان بنفور من الألم ويتهرّب منه ويرفضه؛ لكن كم من المسيحيين هفَّت قلوبهم إلى الألم وأسرعوا إليه بحميّة على توجهنا؛ وهذا ما يطلب منا المسيح أن نصلبه أي أن نكفر به. المسيح جاء ليضرب الأساس والعمق: "أتيت لأُفرِّق الإنسان عن أبيه وأمه... جئت لألقي سيفاً.. ملكوت الله يُغصَب ويختطفه فقط الأبطال الغاصبون..." في هذا أصل الشرّ الذي يبعدنا عن الله ويفصلنا عنه. ويسوع يضرب الجذور ليقتلع أصل الخطيئة التي هي الشهوة. "إن فطنة الجسد هي عداوة لله." (رو 8/7) وكذلك "محبة العالم هي أيضاً عداوة لله." (يع 4/4). واقتبلوه بلذّة وإحساس وشعور روحي عظيم. هناك وقائع ذكرتها لنا حياة القديسين. وهي تثير الدهشة والعجب. وكم نرى في أيامنا الحاضرة من مسيحيين يقبلون العذاب بفرح ويرضون بالذل ويتحمّلون آلام التشرّد والنفي والاضطهاد والتعذيب المختلف الأنواع بصبر وفرح. "أنا فائض بالفرح في جميع مضايقي.." (2 كور 7/4). سبب هذه الصلابة أمام الألم هو إيمان الإنسان بمساعدة فاديه السخية والحقيقية. وسبب فرحه أن المسيح تألم مثله وجعل من الألم طريقاً إلى السماء.   6- وقفة أمام المصلوب شدّد الرسول بولس على أن سبب افتخاره هو صليب المسيح. "حاشى لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم." (غلا 6/14). وهل يجوز للمسيحي أن يفتخر بخشبة. ان سبب افتخارنا هو المحبة العظيمة التي قد سُكبت عليه. هي محبة غريبة وعظيمة. فالناس يحبّون ليبادلهم الناس الحب، ولطمعٍ في علاقة طيّبة مع الآخرين، ولرغبة في المبايعة والاتباع. لكن محبة المسيح هي محبة تفوق الوصف ولهذا هي تستحق أن يُفتخر بها وأن تعلن وتشهر. وهذا الصليب يوضح لنا طريقة الحب التي انتهجها الله مع الإنسان. فهو لم يبذل دراهم، ولا مجاملة ولا كلاماً معسولاً، ولا إغراء. الله بذل دمه لأجلنا على الصليب. ولهذا نحن نفتخر بالصليب. فهو انعكاس محبة المسيح على حياتنا. فكل ضعف وكل مرض وكل قهر هو افتقاد الله لنا، وهو محبة منه، وهو رفق بنا. وهكذا يرتفع الصليب ليس على قمة الجلجلة بل على قمة قلوبنا. كل مسيحي يريد أن يتبع المسيح، يأتي إلى الكنيسة، فتقيّد اسمه في سجلاتها. ونظن أن الدين كله يقوم بطقوس نتّبعها وبشعائر أو تقاليد نلتزم بها، أو بإحسان نتصدّق به على الفقراء. ليست الديانة مراسم واشارات وصلوات وأناشيد أي أشياء لا تكلفنا شيئاً من الألم والحرمان الذاتي؛ بل هي صليب نحمله بكل التزام وإيمان. إنجيل المسيح طلب تغييراً في الداخل. ولهذا لم يطلب فقط تغييراً يبعدنا عن المال فقط، وعن الراحة وعن الأصدقاء والأقارب وعن كل شيء آخر، بل طلب أن نكفر بأساس كل هذه وهو أنفسنا والحياة نفسها. فالحياة المسيحية كما تبين عند كثير من المسيحيين هي حياة ممسوخة ومشوَّهة. المسيحية الحقّة هي صراع بين المسيح وبين أنانيتنا. وأنانيتنا هي المال الذي نتمسك به، والمجد الذي نسعى إليه، والحب الذي يدغدغ مخيّلتنا وفكرنا، والصداقة التي نرتاح إليها، واللذة التي تسيطر

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com