عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

قلب الإله وإله القلب الاب بيتر مدروس

 

قلب الإله وإله القلب

الاب بيتر مدروس

2015/06/11

عُمّم هذا العيد على الكنيسة الجامعة سنة 1856م وكان السيد المسيح قد ظهر قبلها للقديسة مارغريت ماري الاكوك طالبًا أن يُحتفل بقلبه القدّوس يوم الجمعة بعد ثمانية عيد الجسد. نعم، يوم الجمعة هو يوم الحزن ويوم الفداء والرحمة واليوم الذي أثبت فيه السيد المسيح بالغ محبّته للبشر إذ "ما من حب أعظم من بذل المرء نفسه في سبيل أحبائه". بهذا المعنى الرفيع، نقدر أن نقول: "من الحبّ ما قتل!".

القراءة الأولى من سِفر هوشع النبي تبيّن أنّ عند الله لنا حبًّا والديًّا ملؤه العطف والرأفة والرحمة. ويجدر بنا أن نفكّر في النبي نفسه. إنه مسكين –وعلى رأي المصريين "غلبان"- يطلب منه الله شيئا صعبًا على ذكوريّة الرّجُل الشّرقي: أي أن يتزوّج امرأة سيئّة السّمعة والسّيرة. أمّا اسمها فليس على جسمها إذ كانت تُدعى "جومير" ولعلّ اللفظة كانت تعني "الكمال"! لا يهمّ الرجل الشرقي –ولاسيّما العبريّ- ما يقوم به من عنتريات ولا يؤنّبه ضميره ولكن يصرّ أن يتزوج عذراء، وردة ما قرب منها أحد!.

لعلّ هوشع صورة القلب الجريح بسبب الخيانة. وكم من الخيانة بين الأحباء وبين الأزواج. وقد قالت مؤخرا إحدى الكاتبات الغربيّات: "لست من النوع الذي يرتبط برجُل واحد!" مروّجة لتعدد الزّوجات والأزواج! هذا دليل على تدهور القيم وغياب الإنجيل عن حياة العديدين الذين يسمّون أنفسهم "مسيحيّين"!.

قلب يسوع جٌرح وما زال يُجرَح. وقد كتب الخطيب الفرنسي الاسقف الشّهير بوسويه: "يسوع في نزاع حتّى نهاية العالم!" وفي أيامنا يُجرَح يسوع ويُقتَل حرفيًّا عندما يُقتَل المسيحيّون وسائر المظلومين والمستضعفين خصوصاً في سورية والعراق ونيجيريا وسواها. وما زال المصلوب حيًّا يمكن أن يُفاجىء في أيّة لحظة قاتليه كما فاجأ شاؤول الطرسوسي على طريق دمشق: "شاؤول شاؤول لماذا تضطهدني؟".

قلب يسوع المطعون بالحربة

"طعن أحد الجنود جنب يسوع بحربة". "أحد الجنود: من غير اسم، من غير وجه! الجريمة قاسية، وممّا يزيدها قساوة أنّ فاعلها مجهول ومرتكبها غير معروف وأنّ لا سبيل للّحاق به ولا لإيقافه. ولسدّ حاجة المؤمنين إلى التّفاصيل وفضوليّتهم إلى دقائق الأمور، اخترعت التقوى الشّعبية لذلك الجندي المجهول اسمًا: "لونجينوس" من "لونجا" اي "صاحب الحربة". وشاء التقليد –وإن لم يكن مضمونًا– أن يهتدي بعد طعنه للمسيح.

نحن أيضًا نطعن المسيح بخطايانا وعندما "نطعن" بالآخرين.

بقي أن "ننظر إلى المصلوب الذي طعنّاه" وأن "نبكي بكاء مرًّا" مثل بطرس لا أن نيأس مثل يهوذا. وعلينا أن "نقبل شهادة الرسول الحبيب (يوحنا) الذي عاين وشهد".

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com