عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

أهل من الـمُمكن تحقيق الوحدة الكنسيّة؟بقلّم الأب الدكتور انطوان يعقوب

أهل من الـمُمكن تحقيق الوحدة الكنسيّة؟
Is it possible to achieve the Church Unity?
بقلّم الأب الدكتور انطوان يعقوب

بعض المُتفلسفين السفسطائيين يعتبرون تحقيق الوحدة من الأمور الصعبة ان لم تكن من المستحيلة، بل وضربًا من الخرافة ، في عصرٍ إمتلأت الكنائس بجماعة من الإكليروس الغير المُتخصِّص لاهوتيا لمناقشات تلك الإختلافات السفسطائية القديمة. .
بكُل تاكيد المطالبة بالوحدة أو الإتحاد الكنسي بمثابة اتحاد فيدرالي لن تفقد فيه الكراسي استقلاليتها وتراثها وعاداتها وحتى رئاستها .وأصحاب تيجانها المُترّبعين على عروشها. وهذا ليس بجديد على الكنيسة! فمنذ فجر المسيحية وكل الكراسي والكنائس كان لها استقلاليتها ورؤوساءها، لذلك نحن نؤكد على ضرورِة الحفاظ على هذهِ المزية ذلك لأن المقصود بالوحدةالكنسيّة المنشودة هو الإتفاق على :
-
توحيد الأعياد عن طريق ِتبّني الكنائس كلّها تقويما واحد فإمّا أن يتفقوا على التقويم اليولياني الُمصّحح او التقويم الغريغوري. التقويم اليولياني يعود إلى عصرِ يوليوس قيصر الذي أصدره العالم اليوناني سوسيجينوس الإسكندري سنة 46 ق م ونُفِذَ سنة 45 وأصبح تقويم كل شعوب الإمبراطورية الرومانية وهو يعادل 365 و5 ساعات وبضعط دقائق مُقسّمة على 12 شهراً لكنه إضطّر إلى إضافةِ يوما كاملاً كل أربع سنوات.أما التقويم الغريغوري فيُنسّب إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر(1572-1585) والمعروف بالتقويم الميلادي الغربي لكنه قرر حذف يوما كل 129 سنة أو 3 أيام كل 387 سنة وتسهيلاً للحسابات قرر اعتبار السنيم المُتممة للقرن مثل 100 و1000 سنين كبيسة إلاّ إذا كان عدد القرون يقبل القسمة على 4 بدون باق، فتُعتبر سنين بسيطة مثل 1700 و1900 لأن العداد 17و19 لا تقبل القسمة على 4 بدون باق. ومع ذلك وقع خطأ في يوم كامل كل 4000سنة وتقرر حذفه عند وقوعه. وأمر البابا كل الكنائس التابعة لكرسي روما باتباعه رغم معارضة أغلب الكنائس الشرقية وبعض الكنائس الغربية فرفضت الكنيسة الارثوذكسية استخدام هذا التقويم ةتمسكت بالتقويم اليولياني الذي عُدِلَ بالتقويم اليولياني المُصحح الذي وضعه العالم الفلكي الأرثوذكسي شيريسيكو، الأستاذ بجامعة بخارست ، وفيه يعتبر كل السنوات القرنية أي المئوية مثل 1800و1900 و2000 وهكذا كبيسة ذات 365 يوماً.فقسم السنين القرنية على 9 فان كان الباقي 2 أو 6 فتصبح السنة 366 يوما وإلاّ فهي 365 يوما . ومن هنا أصبح الفارقالحسابي بين التقويم اليولياني المُصحح والغريغوري في السنوات الكبيسة – فهل هذه الحسابات يا سادة ستؤثر في عوام المسيحيين ؟ إنها والله لحسابات أرضية من صنعِ الإنسان فالذي وضعه في إمكانه تعديله أو تغييره!-
-
مُواصلة الحوارات الإيجابية لإزالة كُلّ أثارِ الخلافات والإختلافات التي ورثناها عبر العصور وكان أغلبها خلافات شخصية وبعضها سوء ترجمة والبعض القليل حول أمور لاهوتية لن نُفيد عامة الشعب المسيحي الذي يُعاني مرارة الإنقسام في عصرٍ إزدادت فيه الإضطهادات وذبح وتكفير المسيحيين لمسيحيتهم.
فعلى الأساقفة والبطاركة الذين يتّولون رمام الأمور الكف عن تصعيدِ مشاعر الناس بإظهار أمور فلسفية وهرطقات نحن في غناء عنها. وقعت في الماضي البعيد.
كما نتمنى أن تكون اللجان الحوارية من رجالٍ متّخصصون في علمِ اللاهوت ، فالمعروف أنه ليس كل لأهوتي رجل دين وليس كل رجل دين لاهوتي. فالسمّة المُميّزة لرجال دين هذا العصر ، للأسف هو الجهل وعدم التعمق في دراسةِ العلوم اللاهوتية التي تسمح لهم بفهم المواضيع التي سبّبت الخلافات في القرونِ الخمسة الأُوّل,وأهمها ما حدث في مجمع خلقيدونيا سنة 451الذي أخرّج كرسي الإسكندرية بحرمانه بسبب إتهامه بالمونوفيزية أو طبيعة المسيح الواحدة – رغم أن ذلك كان بسبب سوء ترجمة الألفاظ المُستعملّة وقتذاك . وحتى الأسباب الحقيقية وراء الإنقسام الكبير بين روما والقسطنطينية سنة ١٠٥٤ ، والذي أدخل كنيسة روما إلى عنادٍ فجعلها تتّخذ موقفًا سلبيًا من الهجوم التركي على القسطنطينية ، ذلك الهجوم الذي تسبّب في سقوط الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية، والإستيلاء على عاصمتها وتحويل كنائسها إلى مساجدٍ وإرغان المسيحيين على الدخول في الإسلام بالسيف ، فذُبِحَ منهم اعداداً كبيرة عل يد المُستعمر والفاتح الجديد الأتراك العثمانيون في القرن الخامس عشر.( راجع كتابنا " بين الإضطهاد والإعتراف وإنعقاد المجمع المسكوني الأول" و" الأسباب التي أدت إلى إنقسام كنيسة روما والقسطنطينية"
نحن يا سادة لا بهمنا ما مضى فأزيلوا تلك الحواجز المصطّنعة وأعيدوا لنا الأيام الخوالي التي عاشها أتباع المسبح في اتفاق وسلام واتحاد. فكفاكم فلسفة أيُها المتفلسفون المغرضون فتيجانهم وكراسيكُم ستُحفّظ لكُم، فإتعظوا لان حسابكم سيكون عسيرا أمام عرش مؤسّس الكتيسة .من له أذنان للسماع فليسمع . ولالهنا السبح والمجد الى الأبد أمين.

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com