ميلاد والدة الاله

الحلقة :الثامنة

 "السرير الهزاز" تحدو لها وتهزّها. يحوم فوق السرير ملاكان. بالقرب من المولّدة وعاء ماء ومنشفة. وممّا يضفي على هذه الايقونة الحركة والحياة مشهد امرأة أو نساء يقمن بعطف وحنان بخدمة القديسة حنّة المسترسلة على فراشها ودلائل الألم على محيّاها. أمّا القديس يواكيم فيساعد الجواري في الخدمة، أو يتحدّث إلى شيخ جليل. ويبدو أحياناً منتصباً، عيناه شاخصتان إلى السماء في وقفة صلاة وشكر لله على ما وهبه. يوجِّه القديس يوحنا الدمشقي في ختام عظته عن مولد البتول هذه الصلاة الرائعة لوالدة الإله، ويجدر بكل متعبّد لهذه الأم الرؤوم أن يردّدها بكل ثقة ومحبة: "ايتها الملكة، ابنة يواكيم وحنّة، تقبّلي كلمة خادمك الخاطئ، وقد ألهبه الحب، فأنت له رجاء الفرح الوحيد وحامية الحياة. أنت المُصَالِحةُ الأمينة لدى ابنك، وضمان الخلاص الأكيد. يا ليتكِ تزيلين عني حملَ خطاياي، وتبدّدين غيم الظلام المدلهمّ المسيطر على عقلي، والثقل الذي يربطني إلى المادة! يا ليتكِ تبعدين عني التجارب وتسيطرين على حياتي وتقودينني باليد إلى السعادة العلويّة. امنحي العالم السلام.. والفرح الكامل والخلاص الأبدي بصلوات والديكِ وكل أعضاء الكنيسة. آمين" (8). الحواشي (1) تبتدئ السنة الطقسية اللاتينية في الأحد الأول من المدة التمهيدية لعيد الميلاد Avent، وتاريخ ابتدائها متعلق بتاريخ عيد الفصح. وتبتدئ السنة اليهودية الحالية في أول أيلول، إنما تاريخها يختلف عن السنة الغريغورية. أما الرزنامة المسيحية فتاريخها متشعّب وغير واضح. فقد اتبعت كل من كنائس روما والقسطنطينية وانطاكية... مدة طويلة من الزمن رزنامتها الخاصة وطريقها الحسابية لمعرفة الوقت. لا يزال الحساب اليولياني متَّبعاً في بعض الكنائس الارثوذكسية نظير القدس وروسيا... وهو يختلف 13 يوماً عن الحساب الغريغوري الذي تتَّبعه الكنائس الكاثوليكية والبروتستنتية وبعض الكنائس الارثوذكسية (الاسكندرية، انطاكية، اليونان، رومانيا...). (2) Daniel-Rops, “Les Evangiles de la Vierge” p.50. (3)Daniel-Rops, ouvrage cite, pp.134 et 135. مريم أم المسيح، تأليف الأب فان درميرش صفحة 16، دار الكلمة - بيروت. (4) وُلد في أواخر القرن السابع ورقد بالرب في 4 كانون الأول 749 على الأرجح. (5) Sources chretiennes, St. Jean Damascene, Homelie sur la Nativite de Marie, p. 75. مريم أم المسيح، تأليف الأب فان درميرش صفحة 12 و 13 دار الكلمة - بيروت. (6) La priere des eglises de rite byzantin T II, p. 3. (7) Sources chretiennes, Jean Damascene, p. 53. (8) Sources chretiennes, ouvrage deja cite, p. 77. المسرّة، 1979، تشرين الأول

قراءات 2: الاختلاء
 1- الاختلاء هو انفصال عن البشر وعن الأشياء في مكان قفر. 2- وهو تحرر. نستعيد حريتنا تجاه الأشياء كلها إلا الله وحده. وهذا التحرر يعني تحرراً من ارتباك العمل، من الطيش في التفتيش عن الأخبار، من الركض دون غاية أو معنى؛ من الزيارات النافلة؛ من الأحاديث الباطلة؛ من التسليات العالمية؛.. 3- وهو اختلاء. تجمّع النفس قواها لتتجه إلى الله وتتحدّث إليه. 4- وهو نور. الاختلاء يتيح لنا الفرصة لتمييز الأمور، فنفصل بين الأمور الحقيقية والباطلة؛ بين الأمور العميقة والسطحية؛ فهو يفصلنا عن أمور كثيرة غير ضرورية، ويكشف لنا أن خيرنا الوحيد إنما هو الله. 5- وهو قوة. يوحِّد إرادتنا، وينير بصيرتنا ويعمّق تفكيرنا ويوضح توجهنا ويقوّي حكمنا وينزِّه نيتنا. 6- هو ضرورة، لأن الإنسان يعيش في عالم مضطرب، فتتنازعه تأثيرات مختلفة، وتراكم الأشغال، ووفرة الجرائد، والمجلات والإعلانات، وضجيج الراديو والتلفزيون والتليفون؛ وكثرة التيارات والأساليب الفكرية والاجتماعية. فالقلب يشعر بالكآبة. فضروري الاختلاء لئلا يفقد الإنسان الله. P .A. Valensin Aux Sources de la Vie Interieure Une grande Retraite P. 6 - 11