عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

ميلاد والدة الاله الحلقة الخامسة

ميلاد والدة الاله

الحلقة الخامسة

شذرات من الآباء الشرقيين: البتول مريم للقديس افرام
 إنّ البتول دعَتني لأُرنِّم سرَّ بتوليتها العجيب، فأعطني يا ابنَ الله عطيَّةً منك عجيبة، ومن عطيَّتك هذه أغنِ كنَّارتي فأَرسمَ صورةً لوالدتك بهيّة. البتول مريم ولدت ابنها بالقداسة، وأرضعتْ حليبَها مُرضِعَ البرايا وحملتْ ركبتاها حاملَ الأكوان وهي بتولٌ وهي أمٌّ! ومَن ليست هي؟ جسدُها مقدس ونفسها جميلة وعقلها طاهر، فكرُها ولا أصفى، ضميرُها ولا أنقى، عفيفةٌ لطيفة، نقيَّةٌ فريدة، بهيَّةٌ بديعة. فلتفرحْ بمريم جميع أجواق العذارى، لأنَّ واحدةً منهنَّ انحنتْ ووضعتِ الجبّار الحاملَ البرايا، وبه البشريّة المستعبدةُ حُررتْ. فليفرح بمريمَ آدمُ الأول الذي لسعتْه الحيّة، فمريمُ أعطتْه نبتةً إن أكل منها سَحَقَ الحيَّة، وبها يَشفى من لَسعة الحيَّة القاتلة. فليفرح الكهنة بالمباركة، انحنتْ وولدتْ، الكاهن العظيم الذي صار ذبيحةً وعفاهم من سائر الذبائح، وهو بإرادته صار ذبيحةً وأرضى أباه. فلتفرح بمريم كل أجواق الأنبياء لأنه بها انتهت رؤاهم وبها كملتْ نبوءاتهم وبها تحقّقت وتعززت. فليفرحْ بمريم كل أجواق الآباء، هي حظيتْ ببركتهم، وهي أكملتهمْ بابنها، به تنقَّى الأنبياء والأبرار والكهنة. مريم أعطت البشر ثمرةً حلوة، بَدَلَ الثمرة المرَّة، التي قطفتْها حواء من الشجرة، بثمرة مريم تتلذَّذ كل الخليقة. شجرة الحياة في الفردوس احتجبت، وبمريم نمَتْ وأزهرتْ، وفي ظلِّها الخليقةُ استظلَّت، وعلى القاصي والداني ثمارَها وزَّعت. مريم حاكت حلَّة المجد وألبستها أباها المتخفّي بين الأشجار. والذي امرأته صرعتْه، عضدتْه ابنته فعاد جباراً. الحيّة وحواء حفرتا حفرةً لآدم وزجَّتاه فيها، فتصدَّت مريم والملك الطفل ونزلا وأصعدا من الهوَّة آدم بالسرِّ الخفيِّ الذي ظهر وأحياه. الكرمةُ البكرُ أعطتْ عنقوداً حلواً ثمره، به زالت غَصَّةُ آدم وحواء الباكيين، ذاقا دواء الحياة فزالتْ عنهمَا الغصَّة. (عن الطوباوية مريم، 1)
شذرات من الآباء الشرقيين: ما معنى "أن مريم العذراء هي أًم الله"؟ للقديس كيرلس الاسكندري
 
لكي نُعبِّر عن عقيدةٍ إيمانيَّة صحيحة لا لومَ فيها، يكفي الاعتراف بأنَّ العذراء هي أُمُّ الله. ولا فائدةَ من أن نزيد أنها أيضاً أمُّ إنسان. لأننا تعلَّمنا أن نؤمن بإله واحد، حتى بعد التجسُّد: "الله واحد والوسيط بين الله والناس واحد" (الأولى إلى تيموتاوس 2: 5). ومن المؤكد أن كلمة الله صار إنساناً بدون أن يُغيِّر شيئاً في ذاته. وفي ما يختص بطبيعته البشرية، نقول إنَّ العذراء ولَدَت جسداً مشتركاً في جوهره وجوهرَنا، واعلانها أمَّ الله يُلقي النور تماماً على هذه النقطة: إنها لم تَلِدْ ألوهيَّةً صرفاً وخالصة، بل كلمة الله المتَّحد بالجسد. ولا يمكن أن تَعني كلمة أُمِّ الله غير ما نَعني بها، حيث تبدو فكرة التجسُّد في غاية الوضوح. نستنتج أن العذراء هي حقيقةً أمُّ الله، لأنها ولدت بنوعٍ فائق الطبيعة، مسيحاً واحداً يشترك أيضاً معها ومعنا باللحم والدم، وينشأُ على الصعيد البشري من ذات الأصل، وقد اتخذ يسوع جسداً من مريم أمِّ الله. ليس هو من جوهره شبيهٌ بجوهرنا كما يدّعي بعض الهراطقة، بل إنه مشترك معنا بالجوهر أي هو من جوهرنا الخاص. "وقد اتخذ نسل ابراهيم" (عبرانيين 2: 16). لأنَّ القول إن جوهره شبيه بجوهرنا يتضمن أنه إنسان حقاً، غير أنه جوهر "يشبه ابن البشر" بحسب كلمة دانيال (دانيال 10: 16). والحالُ لم يُعلمْنا الرسول أنه كان شبيهاً، عندما يقول: "الإنسان يسوع المسيح الذي أسلَمَ نفسه فداءً عن الجميع" (الأولى إلى تيموتاوس 2: 6). غير أنه على الصعيد الإلهي، هو بذات الوقت مساوٍ بالجوهر لأبيه، كما اعترف بذلك أجدادُنا بقولهم: إنَّ جوهره هو جوهر الآب وليس شبيهاً بجوهر الآب. (العِظَة 15، عن الميلاد)

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com