عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

أحد شفاء الأعمى/ الأحد السادس من الصيام الأربعين

[ أحد شفاء الأعمى/ الأحد السادس من الصيام الأربعيني ]

نذكر في الأحد السادس من الصوم الأربعيني ،أعجوبة سادسة :ضرير يصرخ بأعلى صوته : (يا ابن داود ارحمني).(يا سيدي أريد أن أُبصر).فيقول له يسوع : (اذهب إيمانك قد شفاك).فللوقت أبصر وانطلق في الطريق .ونسمع بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس ،يقول :نحن لا نعمل بحسب الجسد .سلاح عملنا ليس سلاح الجسد .بل قوة الله .استنرنا بكلمة الله ،وبشفاعة القديسين ،وبعلامات الدهر ،لنصبح ،بدورنا نوراً .
أني أتيت إلى هذا العالم ،لكي يبصر الذين لا يبصرون .
قال مرقس الرسول في إنجيله المقدس:
(
وجاءوا إلى أريحا .وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمعٍ غفيرٍ كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالساً على الطريق يستعطي ،فلما سمع أنه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول يا يسوع ابن داود ارحمني .فانتهره كثيرون ليسكت .فصرخ أكثر كثيراً يا ابن داود ارحمني .فوقف يسوع وأمر أن ينادي .فنادوا الأعمى قائلين له ثق .قم .هو ذا يناديك .فطرح رداءه وقام وجاء إلى يسوع .فأجاب يسوع وقال له :ماذا تريد أن أفعل بك .فقال له الأعمى يا سيدي أن أبصر .فقال له يسوع اذهب .
إيمانك قد شفاك .فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق ).(مرقس 10 :46 _52 )
الأعمى هو ذاك الإنسان الذي يعيش طوال الوقت في ظلمة سوداء ،كما يعيش خوفاً مستمراً من السقوط .إنه إنسان محتار لا يدرك مثلاً ،ما تعنيه كلمة شمس ولون .لا يعرف الأشكال والأحجام ،ولا ما هو القبح والجمال .إنسان تائه ،مسجون .
صرخ الأعمى ليسوع : (يا ابن داود ارحمني).أراد أولاً أن يخرج من عزلته .فأسكتوه محاولين إبقاءه في عزلته ووحدته حتى لا يروه فيتذكروا ضعفهم وتقاعسهم .سمع يسوع صرخة إيمانه ورجائه فدعاه إليه .فأدرك الأعمى طريقه وعرف أين يتجه فلم يعد تائهاً محتاراً .بدعوته له أخرج يسوع الأعمى من عزلته ،رده واحداً من الجماعة ،شعب الله ،وأراه الطريق ،طريق الحياة .وقبل أن يفتح له عينيه ،خلص يسوع تيماوس بن تيماوس من عماه .
ـ نحن اليوم ،كما الأعمى ،نتخبط .ونعيش في وحدةٍ يكاد لا يكلمنا أحد إلا لغايةٍ في نفسه .نرى الضعف الذي نعيشه فنخاف السقوط والدينونة .
ـ نسعى إلى الخروج ولكن …. وحده يسوع قادر على تخليصنا ،لأنه المخلص .
ـ يسوع هو الطريق ،فلا نعود تائهين .بحضوره ،نرى الله لأنه صورة الله .بحضور المسيح في حياتنا لا نعود عمياناً .

إشارات ورموز أحد شفاء الأعمى
تيماوس بن تيماوس الأعمى :يقترب من المعلم ،ضعيفاً معوزاً ،كان الاستعطاء يحمل الناس على نبذه ،عدا عن كونه أعمى .ثم إن هذا الجمع الرسمي يحاول أن يسكته .إنه لصعب على الناس أن يفكروا أن هذا الأعمى نفسه يملك أحسن رؤية لطبيعة يسوع بالذات .
يا ابن داود ارحمني :هذه هي الصرخة المتصاعدة من إيمان الأعمى .والنداء ،بلقب (ابن داود)هذا مطلب مشيحاني .يظهر أن يسوع قد عُرف أنه ابن داود .
فطرح الأعمى رداءه :يجعل مرقس الرسول من ثوب الأعمى رمزاً لماضيه (طرح رداءه)يرمز عند الأعمى إلى التحول الذي سيحصل :التحول الجسدي ،والتحول الداخلي أيضاً .فيسوع يدعو تيماوس إليه .ولكي يقوم الأعمى بهذه الخطوة كان مطلوباً منه تخطي ماضيه .فأقدم ،وألقى رداءه وتقدم من المسيح .تشير إلى طواعية الأعمى وعفويته فهو يتقدم دون تردد من الذي سيهبه النور .
يا سيدي ،أريد أن أبصر :تشير لفظة سيدي إلى اعتراف بألوهة يسوع ،هذا التعبير لازم الكنيسة بعد القيامة .
اذهب إيمانك شفاك :الشفاء ،علامةٌ تغذي الإيمان .كشفاء الأصم الأبكم ،والصبي الذي فيه شيطان .إلا أن الأعمى يتميز أنه (انطلق في الطريق )تابعاً يسوع .فأعمى بيت صيدا لم يأخذ هذه المبادرة .أمره يسوع بالصمت .أما أعمى أريحا يختلف عنهم .فاتباع يسوع يتطلب إيماناً عميقاً واستسلاماً له،هو الذي يشفي القلب والعينين .
إعداد لوسين كردو

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com