عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الانجيل اليومي

الأحد الثاني من الصوم الأب بطرس ميشيل جنحو

الأحد الثاني من الصوم

الأب بطرس ميشيل جنحو

1- الفصل الإنجيلي والتأمل

2- القديس غريغوريوس بالاماس

فصل شريف من بشارة القديس مرقس (2: 1-12)

في ذلك الزمان دخل يسوع كَفَرناحومَ وسُمع أنَّهُ في بيتٍ * فللوقت اجتمع كثيرون حتَّى إنَّهُ لم يعُدْ موضعٌ ولا ما حولَ الباب يَسَع وكان يخاطبهم بالكلمة * فأَتوا اليهِ بمخلَّعٍ يحمِلهُ اربعةٌ * واذ لم يقدروا أنْ يقتربوا اليهِ لسبب الجمع كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نَقَبوهُ دلَّوا السريرَ الذي كان المخلَّع مضجعًا عليهِ * فلمَّا رأَى يسوع ايمانَهم قال للمخلَّعِ يا بـُنيَّ مغفورةٌ لك خطاياك * وكان قومٌ منَ الكتبةِ جالسين هناك يفكّرون في قلوبهم ما بالُ هذا يتكلَّم هكذا بالتجديف. مَن يقدِر ان يغفِرَ الخطايا الاَّ الله وحدَهُ * فللوقت علم يسوع بروحهِ انـهم يفكِرون هكذا في انفسِهم فقال لهم لماذا تفكِرون بهذا في قلوبكم * ما الأَيسرَ ان يُقالَ مغفورةٌ لك خطاياك ام ان يُقالَ قُمْ واحمِل سريرَك وامشِ * ولكن لكي تعلَموا انَّ ابنَ البشر لهُ سلطانٌ على الارض ان يغفر الخطايا (قال للمخلَّع) لك اقول قُمْ واحِمل سريرك واذهب الى بيتك * فقام للوقت وحمل سريرهُ وخرج امام الجميع حتَّى دَهِشَ كلُّهم ومجَّدوا اللهَ قائلين ما رأَينا مثلَ هذا قطُّ.

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

أيها الأحباء

أن البشير مرقس يروي لنا عن شفاء مفلوج كفرناحوم وكانت كفرناحوم أشبه بعاصمة الجليل.

وما ورد في هذا المقطع الإنجيلي كالعادة، يسوع حيثما يكون، يلتفّ الناس حوله، ويحملون إليه المرضى. هذا مشهد مألوف. المريض يحتاج إلى شفاء، ولكنّ البشر يرَون دون ما يراه يسوع، البشر يرَون الجسد… الجسد مشلول، ولكنّ يسوع رأى، في روح المريض، الخطيئة. وتصرّفَ يسوع، انطلاقاً من رغبته الأساسية في خلاص الإنسان. الخلاص هو خلاص الروح. وإنْ أعقب خلاصَ الروح خلاصُ الجسد، تكون النعمة مضاعفة. أما الرب، فيهمّه بالدرجة الأولى العلاقة بين الإنسان وبين الله. هذه العلاقة تتثبّت بالإيمان. تتثبّت بحياة يعيشها الإنسان وفق إيمانه، أو تتفكك نتيجة انقطاعٍ بين إيمان هذا الإنسان وحياته، والخطيئة ليست سوى هذا الانقطاع. في الظاهر، الإنسان سليم. ولكنْ في الداخل، هناك انقطاع، يريد الرب لكل إنسان أن يضع حداً له. الناس رأَوا الشلل في جسد المشلول. يسوع رأى ما هو أبعد. لم يتمنّع عن شفاء الجسد، ولكنه أراد أن يذكّر الناس بقيمة الروح، بقيمة العلاقة بين الإنسان والخالق، والعلاقة بين الإنسان والإنسان. ولذلك، قبل أن يشفي المشلول من شلله، قال له: "ثِق، يا بُنيّ! مغفورة لك خطاياك". صعب على الإنسان أن يُقال عنه إنه خاطئ. حتى لو كان هو يعرف، في أعماقه، أنه خاطئ، لا يريد أن يظهر أمام الناس، إلا بمظهر خارجياً لائق.

اذاً يقدم لنا الإنجيلي مرقس السيد المسيح صاحب السلطان الذي متى حلّ في بيت امتلأ من الجماهير وفاض، حتى لم يستطع ما حول الباب الخارجي أن يسع هذه الجماهير القادمة، لا لتتملقه أو تنتظر مكسبًا أدبياً أو اجتماعياً أو مادياً، إنما تترقب الكلمة الخارجة من فيه لتشبع أعماقهم، وتشفي جراحاتهم الداخلية.هذا هو السيد خادم البشرية بكلمة محبته وخدمته غير المنقطعة.

ولعل هذا البيت أيضًا يشير إلى القلب الذي يدخله السيد ليملك على عرشه الداخلي، ويقيم مملكته فيه كوعده "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). متى حلّ السيد في القلب اجتمعت كل طاقات الإنسان وقواه الروحية والنفسية والجسدية وأحاطت به كجماهير بلا حصر، فلا يعيش القلب بعد في فراغ ولا في تشتيت بل يتركز حول مخلصه بكل الإمكانيات.

أما عن الرجال الأربعة الذين فتحوا فجوة في السقف ليستطيعوا أن ينزلوا المخلع من خلالها ، يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: وضعوا المريض أمام المسيح ولم ينطقوا بشيء بل تركوا كل شيء له. إن كان الرجال قد قدموا بالإيمان المريض فشفاه السيد بإيمانهم فيرى البعض أن المفلوج نفسه أيضاً كان له إيمانه الذي عبر عنه بقبول حمله وتدليته من السقف وإن كان إيمانًا خافتاً وضعيفاً.

لا يغرّنكم ما يقول الناس عنكم. فالسيد له المجد، عندما قال للمشلول: "مغفورة لك خطاياك"، عرف أنهم كعادة الكتبة فهم يراقبونه بأستمرار ويقولون في نفوسهم أنه تجديف: "مَن يغفر الخطايا إلا الله؟" وهو إنسان. لم يدركوا بعد، أن ما يقوله يسوع، وما يفعله، وما هو في ذاته، يشير إلى ما هو أبعد من الإنسان فيه. كانوا يكتفون بالانتقاد الخارجي. لم يتوقف يسوع عند هذا الانتقاد، مضى إلى ما هو أبعد. أراد أن يذكّر المشلول والحاضرين جميعاً، بأن قيمة الإنسان في ذاته، في عمقه، في روحه، في قلبه، في إيمانه، وفي ما ينتج عن هذا الداخل من علاقات، يبنيها الإنسان مع كل مَن حوله، ومع الله. أين نحن من هذا السؤال؟

نحن في كثير من الأحيان ننتقد الآخرين ولا ننظر إلى أنفسنا! هل نحن في الطريق السليم والنقد البناء المبني على انسحاق النفس وقبول الآخر بمحبة المسيح لنا. وهل علاقتي مع الرب هي التي تُملي عليّ العلاقات مع الآخرين بهدوء النفس والمحبة المتبادلة بين أبناء البشر.

كلمة أخيرة أحبائي: لنترك هموم العالم المادي وتكون روحانيات هذا الصوم المقدس هي التي تغمرنا بالفرح السماوي. لقد شفى السيد في هذا المقطع الإنجيلي المخلع. ولكن بخطى مدروسة بعناية تامة، لننقي ذواتنا من الداخل نصلي أن نخلع عنا كل شر وحسد ونميمة ويكون هذا المخلع "مخلع كفرناحوم" طريقاً ومنهجاً لحياتنا. نتقرب من ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح بصلواتنا المتواصلة واشتراكنا في الكأس المشتركة أمين

القديس غريغوريوس بالاماس

إنّ تثبيت القدّيس غريغوريوس بالاماس لتعاليم الكنيسة المقدّسة في القرن الرابع عشر ٱعتُبر ٱنتصارًا ثانيًا للأرثوذكسية بعد ٱنتصارها على محاربي الأيقونات. لهذا خصّصت الأحد الثاني من الصوم لذكراه إلى جانب عيده في 27 تشرين الثّاني الّذي هو تذكار رقاده.

"كان يمكن أن تُبتلَع الأرثوذكسيّة، ومعها الرّوحانيّة التّراثيّة، ممّا تفشّى في الوجدان الغربيّ. لكنْ، بعناية العليّ ووعي الكنيسة الأرثوذكسيّة، تأكّد لهذه الرّوحانيّة الثّباتُ واستعلتْ خبرةُ الرّهبان والمؤمنين، بعامة، يومذاك، على المخاطر والهجمة الوجدانيّة الفكريّة الشّرسة الّتي تهدّدتها، وكان القدّيس غريغوريوس بالاماس بؤرة الرّوح التّراثيّة بامتياز وكلمة الكنيسة الفصل منذ أوّل تاريخها إلى ذلك الحين. فقالت الكنيسة، في مجمعَين انعقدا في القسطنطينية في حزيران وآب سنة 1341 وتمّوز سنة 1351: ما خبره غريغوريوس والرّهبان وما قاله وكتب عنه، في شأن المعاينة الإلهيّة، هو ما خبرته وتختبره الكنيسة الجامعة منذ البدء وهو تعليم آبائها، بلا منازع، جيلاً بعد جيل.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com