عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

لماذا يضطهد المسيحيون العرب؟! يوسف جريس شحادة

لماذا يضطهد المسيحيون العرب؟!

يوسف جريس شحادة

كفرياسيفwww.almohales.org

مقدمة موجزة:

المسيحيون العرب جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.فقد كانوا قبل ظهور الإسلام منتشرين في  أصقاع مختلفة من الجزيرة العربية والعراق وبادية الشام.

سكن العرب قبل ظهور الإسلام مناطق نجد والحجاز واليمن وحضر موت وظفار وشرق شبه الجزيرة العربية وشمالها ومناطق غرب الفرات وأقاموا ممالك وإمارات في حمص وتدمر والبتراء وجنوب الشام وبراري حوران وانشاوا مجتمعات امتد تواجدها من عاد وثمود وسبا وحمير أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها قامت تجمعات في مدن مثل مكة والطائف ويثرب ودومة الجندل وتيماء وغيرها  .

إن كون الديانة المسيحية ديانة عالمية تبشيرية لا قومية ولا عرقية ونص الكتاب المقدس (متى 28 : 19 , غلا 1 : 17 , أع  11 : 2  ) هو دليل واضح وإشارة أكيدة إلى وجود عرب أيام المسيحية الأولى واعتنق الكثير منهم المسيحية أيما اعتناق وذكر المؤرخ جواد علي { المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام بيروت  1970 , 681 : 6  } إن جرجس أسقف القبائل العربية كان معاصراً ليعقوب الرهاوي وكتب تعليقات على الكتاب المقدس , ويرى الباحث شبرنجر Sprenger  أن في كتاب محمد بن إسحاق { هو أبو الحسن علي بن سهيل ويعرف بابن ربّن الطبري طبيب وحكيم والأرجح أنه ولد سنة  136- 158  للهجرة كتاب الدين والدولة تحقيق عادل نويهض بيروت  1973 } فقرة مترجمة للإنجيل تمت قبل ظهور الإسلام , وهذه الفقرة من إنجيل يوحنا  27- 23 : 15 , وفي مؤلفه نصوص من إنجيل يوحنا .{  الدين والدولة  ص 189- 184 } .

لقد تم انتشار المسيحية في بلاد العرب بطرق عديدة , ففي نجران إنتشرت إنتشاراً شاسعاً ويعزو البعض ذلك إلى رجل صالح إسمه فيميون أظهر عجائب,{ إبن هشام, السيرة النبوية تحقيق مصطفى السقا ـ إبراهيم الأبياري , عبد الحفيظ شلبي د. ت  ص 31- 34  } أدت إلى إيمان الناس بالمسيحية أو إلى تاجر إسمه حنان ـ حيان بين السنين  399- 420 م  في عهد يزدجرد الأول ( جواد علي 614 : 6 ) أما في سوريا فقد سكن العرب قبل الإسلام بمدة طويلة وكانت المسيحية قد إنتشرت بكثافة في سوريا بعد أن اعتنق المسيحية القيصر قسطنطين سنة 313 م  وذكر مؤرخو المسيحية أسماء مطارنة عرب في بداية القرن الثالث الميلادي كما نوّهوا إلى المساعدات التي كانت كنيسة روما تقدمها إلى كنائس الديار العربية . ( جورج قنواتي , المسيحية والحضارة العربية بيروت د. ت ص 45 وشيخو لويس النصرانية وأدآبها بيروت 1989 ص 31  الحداد يوسف : دروس قرآنية بيروت 1982 . ص 489 :الأب سهيل قاشا: المجلة البطريركية دمشق 1969 عدد 67 _69 }.

 والحارث الثاني بن جبلة الذي عمل في القسطنطينية سنة 563 م على تنصيب يعقوب البرادعي أسقفاً على الكنيسة السورية العربية ) .ووصل أحد العرب ـ فيليبس,فيليب العربي إلى عرش إمبراطورية روما سنة  244 – 249 م  وقصته مشهورة مع بطرك أنطاكية بابيلاس عن عدم مناولته القربان المقدس إلا بعد أن يعترف أمام الكاهن .

قد حضر مطارنة عرب جميع المجامع التي عقدت لبحث شؤون الديانة المسيحية ولعب الأساقفة الغساسنة دوراً هاماً في نشر الديانة المسيحية في ديار العرب من بناء أديرة في مناطق جنوب سوريا وشمال الحجاز من دمشق وحتى تخوم الجزيرة العربية وأرسلت الكنيسة والأساقفة الغساسنة عشرات رجال الدين الى بلاد العرب المتاخمة للجزيرة العربية للتبشير بالمسيحية وسمي هؤلاء الأساقفة  "  أساقفة الخيام  " أو "  الوبر " ويروي جواد علي ( 626 : 6 والحداد ص 59 " أساقفة المضارب " ) أن من جملة ما أسهم فيه رؤساء الديارات في إقليم العربية نص رسالة دستور الإيمان موجهة الى يعقوب البرادعي رداً على رأي يحيى النحوي في قضية تثليث الجوهر بين السنين  570- 578 م  موقعة من قبل  137 رئيساً إلى  137  ديراً من شرقي بلاد الشام إلى الفرات .

القبائل العربية

قبائل عربية كثيرة اعتنقت المسيحية , منها قبيلة قضاعة وسليح وغسان وتنوخ وتغلب وربيعة ولخم وإياد وبهراء وكلب وجذام والسليحيون من طيء وكندة وبكر وشيبان واللات وبني عجل وقوم من قبيلة قريش من بني أسد بن عبد العزي .( المسعودي أبو الحسن بن الحسين : مروج الذهب ومعادن الجوهر تحقيق قاسم الشماعي الرفاعي بيروت 1989 , 421 : 1  وإبن حوقل أبو القاسم محمد بن علي : صورة الأرض ط2  1967 ص 19  والإصطخري إبراهيم بن محمد : مسالك الممالك , ليدن 1967 ص 14  وإبن خلدون عبد الرحمن : العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر بيروت 1981 , 572 : 2 , نولدكة : عصر السريان الذهبي حلب 1991 , ص 117 أمراء غسان بيروت 1933 ـ ص 21 ) . وسردنا هذه الأسماء بهدف إظهار مدى تغلغل وعمق جذور وانتشار الديانة المسيحية في ديار العرب قبل الإسلام أو حتى البعثة. لم يقتصر تغلغل الديانة المسيحية على القبائل ومن البديهي أن تنتشر في المدن جراء عمل المبشرين ( جمع العلامة يوسف السمعاني في مكتبته الشرقية ج 3 قسم 2 شواهد كثيرة من كتبة اليونان والسريان والعرب التي تثبت كرازة الرسل في ديار العرب وقد نقل هذه الشواهد المؤرخون المسلمون ( الطبري في تاريخه 737 - 738 : 1 أبو الفداء تاريخه 38 : 1  المقريزي الخطط 483 : 2  إبن خلدون تاريخ العبر 47 : 2 والمسعودي مروج الذهب 127 : 1 ) والديارات والتجارة وأسباب أخرى, ومن بين هذه المدن على سبيل المثال: مدينة يثرب وما روى لنا الأزرقي في قصة  " مريم العذراء والدة الإله وصورة السيد المسيح " ( أبو الوليد محمد الأزرقي ـ تحقيق رشدي الصالح ملحس : أخبار مكة دار الأندلس 1996 , 165 : 1 ) . تروي لنا المصادر العربية ( أبو فرج الأصفهاني بيروت ط1 , 1986  113- 116 : 1  , وإبن هشام  223- 192 – 189 : 1 , أسد الغابة في معرفة الصحابة تحقيق إسحاق البنا ـ محمد عاشور ـ محمد قايد القاهرة  1970  , 238 : 2 ) على أنه كان في مدينة مكة جماعة من العرب المسيحيين وعلى رأسهم القس ورقة بن نوفل ومدينة نجران وأحداث هذه المدينة لهي دليل حاسم على مسيحية المدينة ومدى توغل وولوج المسيحية بالمدينة, سميت هذه الأحداث " شهداء نجران " وبها " كنيسة الشهداء " و " كعبة نجران " ( عرفان شهيد: المسيحية عبر تاريخها في المشرق بيروت 2002 , ص 220 – 438 , وماري بن سليمان ـ عمرو بن متى : أخبار فطاركة كرسي المشرق رومية الكبرى 1896 ص 27- 28 , الطبري : تاريخ ـ تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم بيروت 1967 , 119 – 123 : 2  وعن قصة شهداء نجران راجع رسالة شمعون أسقف بيت أرشم , في ألإضطهاد الذي حل في المسيحية سنة 524 للمسيح( عربها عن اللغة السريانية يوحنا عزو ) وهذه الكعبة الذي عناها الأعشى ـ بيعة ـ بناها عبد المدان ومَن سمّاها  " دير نجران " ودلالة الإسم مسيحية صرفة والمصادر العربية نسبت بناء دير نجران إلى المسيحيين نظير عبد المسيح بن دارس بن عداي بن معقل والى صهره يزيد بن عبد المدان بن الديان الحارثي (  الأغاني  17 : 12  ) وقد نشرت المسيحية تعاليمها بين العرب وكان من يميل إلى الرهبنة وبناء الأديرة ورجال الدين يردون أسواق العرب ويعظون ويبشرون مما يدل على مدى توسع إنتشار هذا الدين بين العرب . (  أحمد أمين : فجر الإسلام بيروت  1979 , ص 27  ) . لم يكن اللخميون وحدهم في الحيرة فقد كان هناك بنو تنوخ وبعض إياد ووائل ومن قادتهم المشهورين حنظلة بن ثعلبة بن بكر بن وائل وهناك شيبان كعب بن علي التانوخي من مسيحيي الحيرة كان أسقفا على مدينة الحيرة  ( البلاذري أبو الحسن ـ فتوح البلدان بيروت 1991 , 538 : 2 ) .

دخلت المسيحية إلى الحيرة في أواسط القرن الرابع الميلادي وأوائل القرن الخامس ونشطت كنيسة الحيرة نشاطا تبشيريا شاسعا وأرسلت المبشرين إلى مناطق عديدة إلى البحرين وهجر وحضرموت واليمن وغيرها وشيدوا الأبنية من بيع وأديرة في أجمل المناطق ( البلاذري 542 : 2 ) . ومن أهم الأديرة ذات السيط الساطع "دير هند الكبرى" وهو بالحيرة بنته هند بنت عمرو بن المنذر بن ماء السماء ونقش عليه : " ملك ملك الأملاك خسروا  " بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر الملكة بنت الأملاك وأم الملك عمرو بن المنذر امة المسيح وأم عبده وبنت عبيده في انو شروان في زمن مار افرايم الأسقف فالإله الذي بنت له هذا الدير يغفر خطيئتها ويترحم عليها وعلى ولدها ويقبل بها وبقومها إلى إقامة الحق ويكون الله معها ومع ولدها إلى دهر الداهرين " . ( البلاذري 542 : 2 ) .

وقد خرج من مدينة الحيرة عدد من رجال الدين مثل إيليا والقديس حنا نيشوع من عشيرة الملك النعمان والقديس مار يوحنا وشمعون الذي وقع على أعمال مجمع يهبالا الذي انعقد سنة 486 م. وشمعون بن جابر الذي نصّر الملك النعمان الرابع في سنة 594 م ( جواد علي 597 : 6 ) .

الشعر والنثر الجاهلي

ما من جديد في مقولتنا إن المسيحية كاليهودية كانت مصدرا من مصادر الأفكار الدينية التي كانت عند العرب في هذه الحقبة الزمنية وأن لا ننسى كذلك تلك الألوف المؤلفة من مسيحيي العرب في بلاد اليمن والشام والحجاز وغيرها من المناطق والأماكن  . 

إنهم اثروا في الشعر والنثر الجاهلي نتيجة تداول وقراءة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ولو بصورة جزئية إذ لا يمكن أن يصدق أن تنقل أحداث كثيرة من الكتاب المقدس بعهديه إلى الشعر الجاهلي أو ألفاظ وتعابير مسيحية صرفة, بحيث تناقل وتداول هذه التعابير والأحداث شفهيا حقبة من الزمن تزيد عن خمسة قرون وهناك العديد من التعابير والألفاظ المسيحية التي وردت في الحقبة الجاهلية :( الإنجيل ـ البيعة ـ الشبر ـ الصليب ـ المسيح ـ ابيل ـ هيكل ـ الحواريون ـ سلاق ـ دنح ـ شمعلة ـ اكليل ـ ايوب ـ سرافيل ـ جبرائيل ـ فصح ـ اورشليم ـ نصارى ـ الاران ـ الناقوس ـ الآخني ـ الراهب ـ الحبيس ـ الديراني ـ الربيط ـ الجلذي ـ الجلذي ـ النهامي ـ مصابيح الراهب ـ الأشعث ـ الدير ـ العمر ـ السليطط ـ القس ـ البطريق ـ النذر ـ الصلاة ـ الحبر ـ العيد ـ الصومعة ـ المحراب ـ المنارة ـ المئذنة ـ الحج ـ امين ـ وحي ـ سفر ـ توراة ـ زبور ـ جاثليق ـ اسقف ـ مذبح ـ الطربال ـ القوس ـ السباسب ـ الشماس ـ الكنيسة . وغيرها العشرات ) . ومن يسرح بصره في نصوص الشعر الجاهلي يجد في شذراته ما يفيدنا عن معرفة العرب خبايا الكتاب المقدس بعهديه, من هذه الأحداث { النزر القليل }: ـ

1-      تعريف الله ووحدانيته وصفاته الإلهية .

2-      ذكر السماء وما فيها من محاسن .

3-      الملائكة ومراتبهم وصفاتهم  .

4-      قصة السيد المسيح وبشارة الملاك لوالدة الإله وذكر ميلاده العجيب وغير ذلك .

أن الفكر العربي المسيحي من اعرق وأقدم الأفكار اللاهوتية وهذا الفكر والتراث شاسع واسع يشمل جميع بلاد المشرق,العراق وسوريا وفلسطين ومصر والأندلس وأقدم مؤلف أندلسي مسيحي يدعى الحفص بن البرقوطي الذي نظم  المزامير شعرا نحو العام 960 م

إن التراث العربي المسيحي يأتي بمنزلة رفيعة جدا من حيث السعة والضخامة بعد التراث اليوناني والتراث اللاتيني. لقد ورث التراث العربي ما سبقه من التراثات الشرقية ,فقد ترجم الروم أهم مؤلفات الآباء اليونانيين من أمثال يوحنا الذهبي الفم وغريغوريوس النيصي وغريغوريوس النيزنيزي وباسيليوس الكبير وكيرلس الأورشليمي ويوحنا الدمشقي.وقد ترجم السريان المشارقة-النساطرة والمغاربة – اليعاقبة,أهم مؤلفات الآباء السريان من أمثال مار افرام السرياني وتاودورس المصيصي المفسّر ويعقوب الرهاوي وابن العبري وابن الصليبي ويعقوب السروجي.

إن الفكر العربي المسيحي,هو الفكر المسيحي الوحيد في العصور الوسطى الذي اعتنى حين وُضِع,بغير المسيحيين من مسلمين ويهود. وهكذا نجد دوما في التراث العربي المسيحي فكرا مسيحيا معبرا عنه بلغة وأسلوب مفهومة لدى اليهودي وغيره.

الموضوع زاخر بالمواد ويستحوذ المئات من الصفحات إلا أننا ارتأينا أن نقدم بفتات من معلومات تبين للقارئ الكريم مدى تأصّل الجذور المسيحية العربية في المشرق ومدى إثرائهم للحضارة العربية والثقافة العربية في شتى المجالات وليس بهذا أي تجديد بل لنعيد لذاكرتنا هذه الأمور.

والسؤال الذي لا بدّ منه:

لماذا يلاحَق العربي المسيحي؟ أو قل لماذا يضطهَد؟! { ليس في هذا تعميم أبدا}:

"من يقول أن المسيحيين العرب لم يعانوا الاضطهاد في تاريخهم الطويل، يناقض الحقائق التاريخية التي لا يختلف فيها اثنان" { سحاب فكتور: من يحمي المسيحيين  العرب ط1 1981 لبنان ص 7 }.

ويضيف الكاتب :" بلى! المسيحيون العرب اضطهدوا اشد الاضطهاد".{ المصدر السابق ص 8 }.

هل اضطهاد المسيحي العربي نابع من حيثيات تخص المسيحي العربي! أم بالمضطهِد!

لا اعرف دينا يحث على كره الآخرين وقتلهم ونبذهم وتعاليم الديانات السماوية تأمر بمحبة الآخرين.

أي برأينا، نستبعد العامل الديني، وفرضيا يبقى العامل والمسبّب الاجتماعي بكلّ مكوّناته {الاقتصادي والنفسي والثقافي والتفكيري الخ}أو كلّها بواحدها وواحدها بكلها مجتمعة.

إن ما يحدث في الشرق للمسيحيين العرب، من اخطر الأمور ولا يمكن للشرق أن يعيش ويدوم دون المسيحيين العرب، ومن يفكر بان هذه الفرضية يمكن تحقيقها جراء الاضطهاد والقتل والملاحقة فانه يخفي الحقيقة ويخونها. 

إننا نشهد في الشرق في الآونة الأخيرة اخطر الأحداث بما يخص المسيحي العربي: من ناحية الملاحقة لكونهم مسيحيين عرب فقط، لا لسبب آخر، ومن ناحية ثانية يؤدي إلى هجرة العربي المسيحي لبلاد الغربة المسيحية ليست العربية فينعمون بعيشهم هناك أو من يهجر بلدته للمدينة داخل الدولة بسبب الاضطهاد والملاحقة العلنية والمخفية أي ما نسميه " الهجرة الداخلية " وهي بحد ذاتها خطيرة ولكنها اقل خطورة من الاغتراب.

يعيش المسيحيون العرب في المشرق عيشة رفاه وانتعاش اقتصادي وثقافي وتربوي وعلمي من أعلى المستويات إن لم يكن أعلاها مقارنة مع محيطهم بناء على الإحصائيات بهذا الصدد { إحصائية بطريركية اللاتين في أورشليم القدس 2010 بشأن العدد،  ومركز الإحصاء العام في دولة إسرائيل وإحصاء وزارة المعارف بالنسبة لنسبة النجاح في شهادة  التوجيهي والمصادر التالية عن أحوال المسيحيين في الشرق العربي :جورج قرم :تعدد الأديان وأنظمة الحكم بيروت و سحاب فكتور :من يحمي المسيحيين العرب لبنان وادمون رباط : المشرق المسيحي قبل الإسلام لبنان والأب سهيل قاشا: دور النصارى في الحضارة الإسلامية لبنان  هذه عيّنة من المصادر}.

إن نسيج العيش المشترك لأبناء الشعب الواحد على أساس احترام الآخر كما هو وليس كما أنا أريد, هو أساس من أسس العيش بسلام مع الذات إن الفرد إن لم يكن راضيا من نفسه ومع نفسه وذاته وحاله مهما كانت فلن يرضى بالآخر من أبناء قومه فكم بالحري إن لم يكن من دينه وإيمانه ويتزمّت بآرائه وينظر للىخر نظرة عدائية على خلفية دينية.

يتحتّم على الفرد في المشرق العربي قبول الآخر كما هو والتعامل مع الإنسان كانسان والعزل والفصل عن الدين والإيمان فلكل امرء ما آمن وآن الأوان بعد الألفية الثانية قبول الآخر بإيمانه هو، وليس كما أنا أومن  أو أن أفسّر دين الآخر كما يحلو لي فهذا الأمر مرفوض علميا ومنطقيا وعقليا فلكل دين وتفسيره إما أن تقبل وإما أن تناقش وتجادل وتتباحث ولا تقاتل وتخاصم كل من خالفك الرأي، فما من دين سماوي يأمر بمعاداة الآخر لمجرد إيمانه.

يتحتم على كل ذي عقل قويم وتفكير سديد، العيش بوئام واحترام الذات أولا، ثم  مع الآخر، إذ كيف لابن البشر أن يحترم الآخر إن لم يحترم نفسه، أو اقله قبول الآخر كما هو! ومن هنا عدم احترام وقبول الاخر ناتج عن عدم قبول الذات وتعاليم دينه ذاته.

إن مجمل الأمور التي تجمّع أكثر من التي تفرّق، هذا إذا بنينا القضية على أسس العقل السليم والتفكير الصحيح والرؤية الموضوعية للأمر وليس من الناحية العاطفية وتقييم الأمور عن طريق القلب وليس العقل السديد وان الإيمان الأعمى دون العقل لا يمكن أن يثبت وان من يؤمن عن جهل فإيمانه باطل إن الإيمان القويم يتحتم أن ينبع عن معرفة والمعرفة نابعة عن الإيمان فنحن معشر ابن الله المحب نؤمن لنعرف ونعرف لنؤمن.

على المسيحيين العرب في الشرق التعلم من التاريخ لكي يصونوا حاضرهم ومستقبلهم في هذا الشرق، لأنه يستحيل قبول الشرق بدون المسيحيين العرب.

الأسئلة التي تطرح: ما العمل؟! وما دور الرئاسة الروحية؟ وما مسؤولية الدولة؟

وهل الشرق يقبل الفصل بين الدين والدولة؟! وهل القوانين المتبعة في العالم العربي تسمح بحرية الإيمان؟ وليس المقصود بحرية الإيمان أن تولد مسيحيا فقط، لا بل أن تمارس كل الطقوس الدينية بحرية كاملة من بناء كنائس ولترميمها والى ما هنالك من طقوس وصلوات الخ ! وان يُحترم المسيحي العربي في جميع مؤسسات الدولة وتحترم اعياده وطقوسه في المدارس والمؤسسات الحكومية فبتنا نرى في العالم العربي عدم السماح للمسيحيين بالاحتفال باعيادهم بشكل علني ويقتصر ذلك على الاحتفالات في الكنائس فقط هذا اذا ما هوجموا كما حصل في العديد من الدول العربية.

 في عصر الانفتاح التكنولوجي ما من مستور اليوم، خلال ساعات وينشر الخبر والكل يسمع ويقرأ ما يحدث في هذه الدولة أو تلك، للمسيحيين العرب! وما دور العالم الأوروبي المسيحي غير العربي! ما مسؤوليته! أم هناك جهل أو عدم معرفة عن حال المسيحيين في العالم العربي!   وهل الرئاسة الروحية المسيحية تنقل الصورة الحقيقية لحال العربي المسيحي في الشرق ؟! أم نظام الحكم في الشرق يضفي أسلوبا مغايرا للحقيقة!       

لماذا نرفض في مشرقنا أن نكون مختلفين ولكن متساوين، لماذا إكراه الآخر وإجباره بان يكون من ديني وإيماني! وهل العربي حين يهاجر للغربة يطلب منه إتباع دين الدولة! أو أن يؤمن بإيمان دين الدولة! لماذا مطالب العربي المسيحي بممارسة إيمانه بخوف وتستر في الشرق العربي! وهل تجبر الدول الغربية مواطنيها أثناء الصوم المبارك المقدس بعدم تناول الطعام جهارة ! وهل المواطن في بلاد الغربة المسيحية غير العربية  ينتقدك لو أشعلت السيجارة في مقهى أثناء الصوم المقدس،مثلا! وهل في شرقنا هذه التصرفات متاحة!  وهل يسمح باحتساء القهوة مثلا في المؤسسات التعليمية المختلطة من مسيحيين وغيرهم مجرد سؤال.

لقد سئمت العامة  وسئم العربي المسيحي، من هذه الأحداث التي تطلعنا عليها وسائل الإعلام بشتى أنواعها، وهذه ليست بمصلحة العالم الشرقي برمته.

آن الأوان للتعامل مع الآخرين بفكر سديد صائب وعقل منفتح وتحكيم العقل لا القلب.

ولربما هذا ما يدفع بزخم التوجه لوسائل اخرى كي يحصل المسيحي على الحماية وموقف الطرف المعتدل الآخر لما يحدث للمسيحيين فهو ايضا ساعد وسيساعد على الابتعاد عن القومية والتخلي عنها.

الدولة الوحيدة في منطقة الشرق التي يعيش فيها المواطن المسيحي بامان واحترام وتادية جميع الاسرار الكنسية

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com