عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

لماذا خلقنا الله_د. خوشابا كوركيس

 

                             الأركذياقون د. خوشابا كوركيس:

                                         لماذا خلقنا الله؟

الحلقة الثالثة:

 

ما المقصود بقول الرب "من لطمك على خدك الايمن فادر له الاخر"؟

انك تتساءل اذا كان باستطاعتنا العيش حسب كلام الرب يسوع في (متى5: 39 ) من لطمك على خدك الايمن فادر له الاخر وهل هناك حد للمسامحة في معاملة الاخرين لنا. لكي نفهم هذه الحقيقة علينا ان نرى كيف عاش المسيح والشي المهم الذي قصده السيد المسيح، هو اننا لا ندع الشر يغلبنا بل نغلب الشر بالخير في (روما12 :21 ). وهذا الذي بعينه عاشه المسيح بشكل واضح عند تسليمه ومحاكمته في (متى26 :67 ـ68). فبصقوا في وجهه وضربوه قائلين "تنبأ لنا ايها المسيح من ضربك". وعند الصليب حين قال في "ياابي، اغفرلهم، لانهم لايدرون ما يفعلون" (لوقا23 :34 ). لقد عاش الرب كما علمنا ولكن من الذي له المقدرة على عمل ذلك. فهذا التعليم هو بعينه في الموعظة على الجبل عندما قال الرب "احبوا اعداءكم وباركوا لاعنيكم واحسنوا معاملة الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم" (متى5 :44). فكما فعل الرب يسوع ليظهر مقدار حبه لنا الذي لاحدود له هكذا وجب ان يكون تعاملنا مع الآخر رغم صعوبة فهم الآخر بالنسبة لعقولنا البشرية.

ماذا حدث لمريم ويوسف بعد صعود الرب يسوع الى السماء؟

مريم كانت مع الرسل مجتمعة في يوم الخمسين يوم قبول الروح القدس (اعمال الرسل1 :14). ومريم كانت تداوم على الصلاة بقلب واحد مع التلاميذ في اورشليم وحسب (يوحنا19 :26 ـ27 ) "فلما رأى يسوع أمه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً بالقرب منها. قال لأمه ايتها المرأة هذا ابنك ثم قال للتلميذ هذه أمك. ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ الى بيته. اما يوسف فكان أكبر سناً من مريم وقد توفي بالتأكيد قبل موت الرب يسوع والا فما كان ليسوع ان يترك امه أمانة عند يوحنا. يذكر تقليد قديم بان يوحنا بعد قبوله االروح القدس، انتقل لمدينة افسس التي هي تركيا الحالية. وأنه الوحيد من بين التلاميذ الذي لم يستشهد انظر (يوحنا23 :20 ـ21). وهكذا يتبين بانه أخذ مريم عنده وعاشت في افسس هي ايضا حتى مماتها. وبالقرب من مدينة افسس نستطيع ان نزور المنزل الحجري الذي عاشت فيه مريم والذي يعود طرازه الى عصر المسيح.

كيف كانت نظرة يسوع إلى المرأة؟

للإجابة على هذا السؤال يجب قراءة الأناجيل الأربعة حيث يوجد الكثير من الأحداث عن حديث المسيح مع بعض النساء أو عن إيمانهم ومنهم نذكر في(لوقا7) المرأة الخاطئة في بيت سمعان التي غُفرت خطاياها الكثيرة لانها أحبت كثيراً، الحديث مع المرأة السامرية عند بئر الماء في (يوحنا4)، الزانية التي لم تُحاكم على فعلتها في (يوحنا 8)، مريم ومرتا اللتان استقبلا المسيح في بيتهن في (لوقا 15)، وهي مرتا نفسها التي سمعت قول المسيح عندما قال "أنا هو القيامة والحياة" في(يوحنا11). أما في (يوحنا 4 :27) فيركز الإنجيل على موقف يسوع الغير متوقع "دهشوا لما رأوه يحادث امرأة" كما يذكر الإنجيل بأن النساء كنا من اتباع يسوع المخلصين والمؤمنين وقد كُنّ وحدهن الباقيات عند الصليب حين كان أغلب التلاميذ قد هربوا. والنساء كُنّ من الأوائل الذين رأوا القبر فارغاً.

يتضح هنا أن المسيح يساوي الرجل بالمرأة فيما يخص القيمة الإنسانية، ولم يفرق بينهما، إلا فيما يخص توزيع المهام التبشيرية، حيث أن يسوع لم يختر النساء كرسل للتبشير لمعرفته المسبقة بأن هذا لم يكن ليلقى تأييداً.

ما المقصور بـ "اقلع عينك"؟

انت بالتاكيد قرأت عن الموعظة على الجبل (متى 5 :25 ـ30)، فاذا كانت عينك اليِمن فخا لك، فاقلعها وارمها عنك، وان كانت يدك اليمن فخا لك، فاقطعها وارمها عنك. والمقصود من الموعظة ليس معناها الحرفي كما يظن البعض. على سبيل المثال كان شاب في مقبل العمر قد فقد جزء من قدمه بسبب إصابته بمرض السرطان، وكان امامه خيار واحد وهو العيش بقدم اصطناعي ففعل ذلك. بالطبع قد لا يكون سهلا التضحية باي جزء من أجزاء الجسم ولكن قد يكون هذا الخيار الأنسب امام مشاكل الحياة الصعبة، وهنا يقصد بأن الشاب استطاع انقاذ جسده من الفناء كما يريد الرب انقاذ حياتنا الروحية من الفناء في الابدية، والمثل الذي اعطاه كان يقصد به بان العين او اليد قد يكونا السبب في السقوط في الخطيئة عن طريق الشهوة او السرقة، وكي يحاول المرء إنقاذ النفس من موت الخطيئة وجب تهذيب تلك العين أو تلك اليد كي لا تعاود فعل الخطيئة وبهذا يكون هذا العضو أو ذاك قد قلع أو بتر رمزياً ليحى الجسد بأكمله أي هيكل الروح القدس. لنعود الى الوصية الاولى من وصايا الرب بان لا يكون لنا اله غيره فعند سقوطنا في التجربة نحول النظر عن الله، فيكون المال او الشهوة الاله الاول في حياتنا. وهذا الذي لا يريد سيدنا الوقوع فيه. 

لماذا البعض يُشفى من المرض وليس الكل؟

السؤال مهم جداً. فالصلاة لها دورها الكبير في الشفاء إن كان المرض مستعصياً أو بسيطاً. وكانت لي الخبرة الشخصية في هذا الموضوع حيث في أحيان كثيرة كنّا نصلي عوض المريض وتكون الصلاة غير مسموعة. وهذا يتطلب التأمل الجدّي والعميق الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى التساءل إن كان المريض غير مؤمن ولا يستحق الشفاء؟ أو أنه قد أخطأ في حياته، وهذا هو عقابه في أن يتألم؟ وإلى ما شابه من هذا النوع من الاسئلة. ولكن في الحقيقة نحن لا نملك الجواب لكل شيء، فقط الآب هو من له المشيئة، والقادر على الإجابة عن مثل هكذا تساؤلات بطريقته وسلطته وحبه الكبير لنا وبنظرته التي هي دوماً تكون أعمق للأمور مقارنة بنظرتنا السطحية وبهذا لا نعني بان الله هو واهب المرض وانما يسمح به فقط لكي نقتني منه درساً او نتقدس من خلال هذة التجربة الصعبة. حيث أينما يكون الألم كبيراً وعميق يكون قرب الله إلينا أعمق وأكبر.

ولخلاصة ما أوردناه نقول أنه عند إصابة أحدنا بمرض ما، واجبنا الأول هو الصلاة الى الله لشفاء المريض. وإن لم يكن لنا ذلك، نعلم بأنه درس لنا وأننا نتألم لأجل الآخر (كولسي1 :24).

ما هي نظرة المسيحية للقضاء والقدر؟

كمسيحيين يجب أن لا نؤمن بالقضاء والقدر، لانه اذا سلمنا حياتنا للقضاء والقدر بهذا لا نستطيع التحكم بأصغر الأمور في حياتنا وهذا يجعل الحياة بدون معنى.

كانت تعيش بقربنا إحدى الجارات التي كانت تدع ابنها الصغير يلعب في طريق تزدحم فيه حركة مرور السيارات وكنا دائماً نحن الجيران نحذرها من ان تدع الطفل يلعب بدون حذر، وكانت إجابة المرأة "اذا كان مقدر ان يحدث شى فسوف يحدث وانا لا استطيع ان امنع ذلك". وهذا الجواب يؤكد انها كانت تومن بالقضاء والقدر. وانا واثق بانه ليس هناك الكثير ممن يتفقون مع المرأة. فنحن في المسيحية نؤمن بان الله الآن له السلطة على حياتنا وهو برغم ذلك لا يجبرنا على شىء وانما يترك الخيار امامنا في أن نختار الافضل في حياتنا عن طريق الصلاة اليه وطلب المعرفة منه.

كم سيكون عمر الإنسان في السماء؟

سعيد بهذا السؤال لانه يعطينا الأمل الكبير الذي اعطانا اياه السيد المسيح من خلال قيامته من الأموات والعيش مع الآب في الحياة الابدية.

ماذا يقول الكتاب المقدس عن هذا الشىء؟

القيامة هي التحول. تحول الى اجساد جديدة. هكذا مكتوب عن المسيح، عند قيامته من الاموات أخذ جسداً جديداً مغاير للذي كان له، حيث استطاع الدخول بينما الأبواب مغلقة والظهور والاختفاء عن التلاميذ متى شاء. ونفس الجسد نتخذ لاجسادنا لانه مكتوب في (يوحنا الاولى3 :2) بانه نأخذ جسدنا كجسد المسيح. والرسول بولس يتحدث عن القيامة والتحول في (كورنثوس الاولى 15). هكذا الحال فبقيامة الأموات يُزرع الجسد مُنحلا. ويُقام غير مُنحل، يُزرع مهانا ويُقام ممجداً، يُزرع ضعيفاً ويُقام قوياً... فهل نستطيع أن نقول بان الكل يكونون شبابا؟

هذا يكون فقط ضمن تفكيرنا البشري المحدود، الحياة الأبدية هي أعمق من أنه نستطيع التفكير فيها ونقارنها بالحياة الدنيوية والعيش فيها من عام الى عام. في السماء نكون كملائكة (مرقس12 :25) والأب قد جهزّ وحضرّ المكان المناسب لمخلصيه، إقرأ (روم8: 28 ـ30 ).

هل سوف احب الجميع بغض النظر عن المعتقد الديني؟

أنت تنطلق من خلال سؤالك من كلام الرب يسوع "وصية جديدة أعطيكم هي أن يحب بعضكم البعض... والسؤال هل بالإمكان أن نحب الغير مسيحيين أيضاً؟ الكتاب المقدس يقول في (1يوحنا 4 :8) أما من لا يحب فهو لم يتعرف الى الله لان الله محبة. والمحبة هي صفة الله. واذ كنا نحن نعكس صورة الله فيجب علينا ان نحاول ان نحب الجميع. والمسيح كان جلياً في هذة النقطة، اقرأ على سبيل المثال (متى5: 43 ـ48) وانا اظن بانك سوف تفهم الكلمة هكذا في أن نحب بعضنا بعض نحن الأخوة المسيحيين، وبهذا لم نربح شيء. لقد تحدث يسوع مع السامريين الذين كانت ديانتهم مغايرة لليهود. وكان له حواره المطول مع المرأة السامرية في (يوحنا فصل 4) وعندما تحدث عن المحبة الحقيقية في المسيحية، تكلم عن السامري الصالح في (لوقا10:25 ـ37). عندما قام بشفاء المرضى، ألغى الحدود بين اليهود والوثنيين بشفاء خادم القائد الروماني (متى8 :5ـ13)، وابنة المرأة الكنعانية في (متى15: 21ـ28). الرسول بولس يتحدث عن نفس الشىء في (غلاطية3 :28) ويقول بأن المحبة ليس لها علاقة بأي اصل او دين، الله يحب الكل، المسيح عاش ومات وقام من اجل الكل وكيف يكون لنا نحن الحق بان نقول غير ذلك؟ وبيت القصد بأن الايمان له حدوده وانما الحب والمحبة ليس لهما حدود او شروط.

لو لم يأتي المسيح؟

لو لم يكن المسيح قد جاء إلى العالم لكنا قد عشنا في ظلام ولم نكن قد تعرفنا الى الله، لأنه عن الطريق الذي عرّفنا بالآب ومن هو، انظر في (يوحنا1 :18). ولم نكن لنعيش في سلام مع الله لأن يسوع المسيح هو الذي صالحنا مع الله بعد سقوط آدم في الخطيئة ووحّدنا بالآب (افسس2 :14 ـ18). ولم يكن لدينا الأمل في الحياة لأن المسيح قهر وهزم الموت بقيامته من بين الأموات (كورنوثوس 1 15 :55ـ57).

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com