عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

اقتراح روسيا

 

 

 

تدرس روسيا حالياً إمكانية الشروع بمسودة قرارموجه الى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بشأن حماية المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يعمل الخبراء الروس الآن لإنجاز هذه الوثيقة.

إضافة الى ذلك سيدعو الجانب الروسي في المجلس الوزاري للمنظمة في بازل، الذي سيُعقد في الفترة 4-5 من شهر كانون الأول القادم، الى إجراء تحليل دقيق للعمليات التي تقود الى إرهاب المسيحيين في الشرق الأوسط ومناطق أخرى أوسع من ذلك. ويتطلب حجم المشاكل الكبيرة الى تنسيق الجهود الدولية لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط، وهناك حاجة مُلحة وقوية لمبادرات أخرى وتدابير جديدة ومناقشات على صلة بالموضوع ورامية الى إيجاد حلول دائمة في هذا الصدد. وبطبيعة الحال، نحن نعتقد أن على أوربا، بما في ذلك المملكة المتحدة، أن تساهم في هذه الجهود آخذين بنظر الاعتبار الجذور المسيحية للحضارة الأوربية والتي هي الآن تُنسى في الغالب من أجل المصالح السياسية.
والشرق الأوسط اليوم هو على قِمة جدول الأعمال الدولي، إذ تؤثر موجة الصراعات في العالم العربي على المصالح، ليس فقط في المنطقة ولكن أيضاً على مصالح الدول الرائدة في العالم. ويمكن أن يكون لذلك عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك سياق العلاقات بين الثقافات وبين الأديان. وقلقنا الأكبر هو الآن على مصير الأقليات الدينية في المنطقة، والمثير للقلق بشكل خاص هو الهجرة الجماعية للمسيحيين الذين كانوا ولقرون طويلة جزءاً لايتجزأ من نسيج الفسيفساء في الشرق الأوسط. وتستمر الحرب في سوريا بين القوات الحكومية والعديد من المتطرفين والجماعات الإرهابية. وفي الحقيقة تحوّل هذا البلد الى مرتع للإرهاب الدولي، إذ أن تجمع المتطرفين القادمين من جميع أنحاء العالم يسبب الفوضى ويدمر الحياة الثقافية والديموغرافية التي تشكلت في خلال القرون الطويلة من الزمن، مما يخلق جواً من التعصب. ويهدف المتطرفون في سوريا الى الإبادة الجماعية للأقليات العرقية والدينية، مثل المسيحيين والعلويين والأكراد. ولعلكم تعلمون أن داعش (الدولة الإسلامية) قد فرضت ضريبة الرأس (الجزية) على جميع المسيحيين الباقين في الأراضي المعنية. علاوة على ذلك يُحظر على المسيحيين بناء كنائس جديدة أو ترميم الكنائس والأديرة القديمة ولا يستطيعون وضع الصلبان على معابدهم أو تنظيم القداديس وخدمات العبادة خارجها ولا قرع الأجراس أو تنظيم المواكب المقدسة أو توزيع السمات الدينية أو نشر الأدب الديني، كما يتوجب على النساء أن تكون ملزمة على ارتداء الملابس الإسلامية التقليدية وغطاء الرأس.
وهذه الأعمال هي السياسة الرسمية لهذا التنظيم المتشدد. في الواقع عانى المسيحيين من التعذيب وقصف المناطق السكنية والمدارس وغير ذلك من الأهداف المدنية الأخرى مثل احتجاز الرهائن. يُعيد مثل هذا الوضع المجتمع السوري المعاصر، الذي كان يتميز دائماً بالاحترام والتعايش السلمي بين الجماعات العرقية والطائفية المختلفة، يُعيده الى العصور الوسطى. وكل ذلك يُخالف تماماً قيّم الإسلام الحقيقية بإعتباره واحداً من الديانات الرئيسية في العالم. ومع استمرار الصراع السوري تظهر أسباب أكثر جدية للخوف على مصير فترة 2000 عام من الوجود المسيحي في هذه الأرض، وفي أحسن الأحوال، يمكن أن نتوقع تكرار سيناريو 2003 الذي حدث في العراق حيث انخفض الوجود المسيحي بشكل كبير، من 1.5 مليون الى حوالي 150 ألف نسمة فقط.
وفيما يتعلق بسوريا كنا دائماً نؤكد على ضرورة التوصل بين السلطات السورية والمعارضة الى أرضية مشتركة لمكافحة التطرف. ولكن للأسف التزم البعض من شركائنا الغربيين والاقليميين وجهة نظر مختلفة وراهنوا على إسقاط بشار الأسد ودعم المعارضة المسلحة. ونتيجة لذلك ظهرت الجماعات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما وسيطروا على الأرض.
تشعر موسكو بالقلق الشديد إزاء إضطهاد الأقليات الدينية التي تعيش في شمال غرب العراق على يد مسلحي الدولة الإسلامية مما اضطر آلاف المسيحيين وممثلي الديانات الأخرى على مغادرة منازلهم وأوطانهم. علاوة على ذلك، أعلنَ المتطرفون صراحة الى جلب منطقة الشرق الأوسط بكاملها وشمال أفريقيا الى هاوية الحروب الدينية، ويحاولون أن يفرضون على المسلمين مواقف غير مقبولة تجاه مذاهب أخرى. تُعّد مثل هذه الأعمال العدوانية والمنهجية للمتطرفين الإسلاميين ضد جماعات معينة من المجتمع العراقي بدافع الكراهية الدينية أعمالاً غير مقبولة تماماً وجنائية.
ونحن الآن مقتنعون بأن محاولات الجهاديين للمراهنة على الصراع بين الأديان وتقويض التقليد التاريخي للتعايش السلمي بين مختلف الأديان على أرض العراق يجب أن يُواجَه بطريقة قوية وحاسمة بدرجة أكبر. ونحن نحبذ تحقيق التوافق بين القوى السياسية والوطنية في العراق والتي ستصبح بعد ذلك الأساس لتحقيق الاستقرار في المجتمع العراقي.
ومن أجل التصدي بفعالية التحدي الإرهابي، لابد من فهم جذور الإرهاب وحجمه الحقيقي ووضع استراتيجية كاملة لذلك. وكان العزم دائماً يتصدر الجهود الدولية لمكافحة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، دون التمييز بين إرهاب سيء وإرهاب جيد، ولكن للأسف أخذ هذا المبدأ الأساسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالفشل وكان مراراً وتكراراً يُضحّى به رغبة في تغيير النظام في هذا البلد أوذاك. يُعّد منع اضطهاد المسيحيين في هذا الجزء من العالم أحد أولويات السياسة الخارجية لروسيا. إننا ننتهج سياسة ثابتة لصالح تنفيذ الإصلاحات بطريقة متطورة آخذين بنظر الاعتبار الخصائص التاريخية والثقافية للشعوب التي تعيش في هذه المنطقة. ومن أهم عناصر موقفنا هو تعزيز التسوية السياسية للأزمات المختلفة على أساس القانون الدولي ومن دون تدخل خارجي وضمان الاعتراف واحترام حقوق كل المجموعات العرقية والدينية.
.
ويمثل البيان الروسي عن الانتهاكات الوحشية والعنف الجماعي ضد حقوق الأقليات العرقية والدينية المتعلق بالوضع المتدهور في العراق وسوريا والذي اعتمده مجلس الدوما في الاتحاد الروسي يوم 14 تشرين الثاني الجاري، آخر مظهر من مظاهر موقف روسيا القوي والمُطالب بحماية المسيحيين في الشرق الأوسط. ويُشير البيان الى القلق العميق إزاء التدهور السريع للوضع في سوريا والنشاط الإرهابي في العراق الذي يؤدي الى العنف الجماعي ضد الأقليات العرقية والدينية. ويدعو البيان المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات ضد الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك قطع جميع مصادر المساعدة والتمويل للإرهابيين. وحثَّ مجلس الدوما على تطوير نهج مشترك لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، ويصّر المجلس على أن يجري ذلك بالتنسيق من خلال الأمم المتحدة.
إضافة الى جهود وزارة الشؤون الخارجية، تُشارك وزارات ووكالات روسية أخرى في حماية مسيحيي الشرق الأوسط. ومن بين هذه المؤسسات، وزارتي الطواريء والصحة اللتان تعملان بإنتظام على إيصال المساعدات الإنسانية الى العراق وسوريا. وتُشارك بعض مناطق الاتحاد الروسي في دعم مسيحيي الشرق الأوسط، ففي شهر حزيران الماضي أقيمَ المنتدى الثاني للشبان المسيحيين في روسيا، وكان المؤتمر بعنوان "المسيحية في الشرق الأوسط" الذي انعقد في جمهورية أوسيتيا – ألانيا الشمالية وحضره شباب من الدول العربية أيضاً.
أما بالنسبة للمنظمات غير الحكومية الروسية فكان الدور الأكثر نشاطاً للمنظمة الأرثودكسية، جمعية فلسطين، حيث زارت إرسالياتها الإنسانية في السنوات الثلاث الماضية وبشكل متكرر مدن اللاذقية ودمشق وبغداد وأربيل، ونقلت المساعدات ليس فقط للطوائف المسيحية وإنما للأكراد أيضاً الذين يُعانون بشكل كبير في شمال سوريا وكردستان العراق. ومن بين الأنشطة الرئيسية الأخرى لهذه المنظمة هو دعم البرامج التعليمية في الشرق الأوسط والمشاركة في عملية التفاوض التي تهدف الى انقاذ الناس من معاناتهم في سوريا والعراق ولبنان.
عن عنكاوا

 

 

 

داعش .. تحرق 1200 مخطوطة مسيحية نادرة بكنائس الموصل ]


أقدمت مليشيات وعصابات "الدولة الإسلامية" على حرق 1200 مخطوطة نادرة، استولت عليها من الكنائس في مدينة الموصل، بحسب ما ذكر موقع شبكة الإعلام العراقية، عن مسؤولين في الحكومة.

وقال مدير دائرة العلاقات لعامة والإعلام في وزارة السياحة والآثار، قاسم طاهر السوداني: إن "عصابات داعش الإجرامية" قامت بسلب وتخريب الكنائس ونهب وتدمير ممتلكاتها والعبث بها "ومن ضمنها إقدامهم على إحراق 1200 مخطوطة نادرة كانت موجودة فيها."

وأكد إدانة الوزارة لتلك الأفعال، ولاقتحامها متحف الموصل واتخاذه مقراً لها، وتفجيرهم لمرقد النبي يونس (يونان)، ويحي بين القاسم الأتابكي، الذي يعود تاريخ إنشائه الى القرن السابع الهجري، مشيراً إلى ان متحف الموصل هو ثاني أكبر متحف في العراق.

وأوضح أن المتحف يحوي على آثار كثيرة منها منحوتات كبيرة مبنية في الجدران وتماثيل موجودة على منصات المتحف وبالتالي لم يتم التمكن من اخلائها.

واستولت عناصر "داعش" بحسب ما أفاد مسؤول محلي في محافظة نينوى للشبكة، على مبلغ أكثر من ثلاثة مليارات دينار، هي رواتب موظفي دائرة الإصلاح العراقية التابعة لوزارة العدل في الموصل.

وقال المصدر إن "دائرة الاصلاح العراقية التابعة لوزارة العدل الواقعة شمال غربي مدينة الموصل، تعرضت للاقتحام وسرقة الرواتب على يد عناصر تنظيم داعش".

وأضاف المصدر الذي لم يكشف اسمه للشبكة، أن "قيمة الرواتب التي سرقت تقدر بنحو ثلاثة مليارات دينار"، مبينا أن عملية الاقتحام لم تسفر عن أي خسائر بشرية.

 

دعوات لتطوير المناهج التعليمية وتنقيحها من "العنف والكراهية"

عمّان - إم سي إن

2014/11/24

-A+A

مواضيع ذات صلة

دعوات لتطوير المناهج التعليمية وتنقيحها من "العنف والكراهية"

ربع قرن على انهيار جدار برلين

فالنتاين مبكر

خطاب العرش يعمّق العلاقات الإسلامية المسيحية

في اليوبيل الفضي لتأسيس رعية الجالية العربية - بومونا.. تحية

 

دعا رجال دين وسياسيون عرب إلى "أهمية الحفاظ على المكون المسيحي في الشرق الأوسط، ووقف تنامي نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، ومحاربة الفكر المتطرف من خلال تنقية المناهج الدراسية من كل أفكار العنف والتطرف، وتنشئة المجتمع منذ الصغر على احترام حقوق الإنسان والحريات الدينية"، وذلك خلال انطلاق فعاليات مؤتمر "المسيحيون وربيع العرب"، في العاصمة الأردنية عَمان، والذي ينظمه مركز القدس للدراسات السياسية ومؤسسة كونراد أديناور.

من جانبه، أكد الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالأردن، خلال مشاركته في المؤتمر، على "أهمية إصدار قرار من الجهات المختصة بالدولة؛ لمراجعة المناهج التعليمية، وتنقيحها فيما يخص الوجود المسيحي في الماضي والحاضر، وإظهار الدور المسيحي الوطني المنتمي إلى الأردن، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، إلى جانب تشكيل لجنة مشتركة من رجال الدين المسيحي والإسلامي؛ لمناقشة الأحداث اليومية، التي يتم العمل على تضخيمها من قِبل أية جهة، على أن يتم تسمية الأعضاء المسيحيين بالتعاون مع رؤساء الكنائس في الأردن".

ونوَّه بدر إلى أن "الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي يُحرَم فيه الطالب المسيحي في المدارس الحكومية من التربية الدينية، بالرغم من استعداد الكنائس إلى تقدم منهج ديني موحد يوافق عليه رؤساء الكنائس"، مشيراً إلى أن "هناك أخطاء تاريخية في المناهج الدراسية الأردنية، وبخاصة في كتاب (الثقافة العامة)، فيما يخص "مخطوطات قمران"، إلى جانب عدم وجود ذكر للماضي المسيحي في الأردن".

و"مخططات قمران" هي مخطوطات تضم ما يزيد على 850 قطعة مخطوطة، وقد أثارت المخطوطات اهتمام الباحثين والمختصين بدراسة نص العهد القديم؛ لأنها تعود لما بين القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الأول منه. وقد اكتُشفت في كهوف قرب البحر الميت في موقع "خربة قمران"؛ لذا سُميِّت على هذا الاسم.

ودعا بدر إلى "إعادة النظر في المقترحات المسيحية التي قدمتها الكنائس في الأردن للتعديلات الدستورية، وبالأخص في قضايا الإرث، وتبعية الأولاد، وعدم التمييز بين الذكور والاناث، إلى جانب معاملة الأوقاف المسيحية، فيما يختص بدفع الضرائب والمستحقات".

وشدَّد بدر على "أهمية إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية الذي صدر في آب الماضي، والذي يعتبر أن المسيحيين في الأردن طائفة واحدة، والتأكيد على أن الكنائس مستقلة في شؤونها التنظيمية والعقائدية، ولا يحق لأية سلطة دينية أو مدنية التدخل بأنظمتها وقوانينها في الشؤون المسيحية".

من جانبه، دعا الدكتور وليد الشوملي، مدير المركز الفلسطيني للدراسات، إلى "تغيير المناهج التعليمية وكتب التاريخ؛ لمراعاة الوجود المسيحي عبر القرون الماضية، وتكثيف الحوار الإسلامي المسيحي في المدارس والكليات، ودعم قيم العيش المشترك والمواطنة".

ونوَّه الشوملي على "أهمية تعديل التشريعات والأنظمة الدستورية، بما يتلائم مع التنوع الديني في فلسطين، وتفعيل العمل السياسي والجماهيري والإعلامي، وتشكيل مجموعات ضغط مسيحية؛ من أجل نشر ثقافة التعددية والتسامح والعيش المشترك، وتحقيق مزيد من الانخراط للمسيحيين في مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الأحزاب السياسية".

 

الأحد الثامن من لوقا

الأب بطرس جنحو - الأردن

2014/11/22

-A+A

مواضيع ذات صلة

رعية اللاتين في الرينة تحتفل بعيد يسوع الملك

عقد امتحان المزاولة والانتساب لسجل المحامين للمحكمة الكنسية اللاتينية في القدس

عيد "يسوع الملك" في كنيسة سيدة البشارة للاتين بجبل اللويبدة

الكاردينال فينسنت نيكولاس يحتفل بقداس الأحد برفقة البطريرك الطوال في غزة

أخوية "الأمهات الشابات" في الفحيص في زيارة المهجرين العراقيين في ناعور

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا

في ذلك الزمان دنا الى يسوعَ ناموسيٌّ وقال مجرباً لهُ يا معلّمُ ماذا أَعمل لأرِثَ الحياةَ الابديَّة * فقال لهُ ماذا كُتِبَ في الناموس. كيف تقرأُ * فاجابَ وقال أحبِبِ الربَّ الَهكَ من كلِّقلبِك ومن كلّ نفسِك ومن كلّ قدرتكِ ومن كلّ ذهنِك وقريبَك كنفسِك * فقال لهُ بالصواب أجبتَ. اعمل ذلك فتحيا * فاراد ان يزكّي نفسَهُ فقال ليسوعَ ومَن قريبي * فعاد يسوع وقال كان انسانٌ منحدراً من اورشليمَ الى اريحا فوقع بين لصوصٍ فعِرَّوهُ وجرَّحوهُ وتركوهُ بين حيٍ وميّتٍ * فاَّتفق أَنَّ كاهنًا كان منحدِرًا في ذلك الطريق فأَبصرَهُ وجاز من أمامهِ * وكذلك لاوِيٌّ واتى الى المكانِ فأَبصرَهُ وجازَ من امامهِ * ثمَّ إنَّ سامريـَّا مسافراً مرَّ بهِ فلمَّا رآهُ تحنَّن * فدنا اليهِ وضَمدَ جراحاتهِ وصَبَّ عليها زيتًا وخمرًا وحملهُ على دابَّته واتى بهِ الى فندقٍ واعتنى بأَمرهِ * وفي الغدِ فيما هو خارجٌ أخرَج دينارَين واعطاهما لصاحِبِ الفندق وقال لهُ اعتَنِ بأَمره. ومهما تُنفِق فوقَ هذا فانا ادفعهُ لك عند عودتي * فايُّ هؤُّلاء الثلاثةِ تحسَبَ صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص * قال الذي صنع اليهِ الرحمة. فقال لهُ يسوع امضِ فاصنع أنتَ ايضًا كذلك.

بسم الاب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

أيها الاحباء: مَثَل "السامري الرحيم". وإن كان أحد أكثر أمثال السيد المسيح شهرة يدعونا إلى أن نبتعد عن القراءة السطحية، لأنه أكثرها واقعية. فهو ليس "قصة قصيرة"، بل هو قصة طويلة وكبيرة بحجم العالم: إنه قصة تاريخ الله والبشرية: تاريخ الخلاص.

علينا أن نعلم من هم الناموسيون: يتخصصون في ناموس موسى أي كتب موسى الخمسة، أمّا الكتبة: فيهتمون بالكتاب كله. وهذا الناموسي في أدب مصطنع. قام ليس احتراماً إنما بخبث لييجربه. فهو تصوًّر أن المسيح سيهاجم الناموس وبهذا يوقعه. ولاحظ أن هذا عمل الشياطين، فهم يجربون الإنسان ليوقعوه في فخ. هذا الناموسي يتكلم عن محبة الله كمعلومات ولكنه من المؤكد يعجز عن أن يحيا بهذه المحبة، فهذه المحبة ثمرة من ثمار الروح القدس، وهذا لن يحدث إلا بعد الفداء.

إجابة المسيح أحرجته أمام الناس، إذ أظهرته أمامهم غير عارف بالناموس، فكيف وهو ناموسي معلم للناموس يسأل سؤالاً بسيطاً واضحاً كهذا، وهل هو لا يحفظ الوصايا.

لنسأل الرب في كل وقت ماذا نعمل لنرث الحياة الابدية، فيجاوب يسوع لكل واحد منا ماذا تقرأ ؟ وماذا كتب في الشريعة؟ انه يصصح مفهومنا كما فعل مع ذاك الرجل الغني الذي كان مثلنا قد حفظها منذ طفولته. الوصايا لا تحفظ بل تعاش. وها هو اليوم يقول المسيح لنا الانجيل لا يحفظ بل هو معايشة في حياتنا اليومية.

قدَّم لنا آباء الكنيسة الكثير من التفاسير لهذا المثَل "السامري الصالح"، فمن الجانب السلوكي أراد الرب إبراز التزامنا باتِّساع القلب، لنقبل البشريَّة بكل أجناسها كأقرباء.

وكما قال القديس اكليمنضوس: "من يمكن أن يكون هذا القريب، إذا لم يكن المخلّص نفسه ؟ ومن أشفق علينا وعمل من اجلنا أكثر منه؟

أنه الطبيب الوحيد الذي سكب على جراح نفوسنا نبيذ دمه وزيت شفقته ومحبته". لذلك فلسنا بحاجة إلى أن نبحث عن الله خلف السماوات أو البحار، لأنه صار القريب منا كما جاء في العهد الجديد الكلمة صار جسداً وحل فينا (يوحنا 1 :14).

يا ترى ماذا يشغل الفكر؟ هل نهتم بالماديات والغنى أو بهموم هذا العالم، أم نلهج في كلمات الله ومن يفعل يفرح بالله.

أيها الأحباء: يسوع يطلب منا اليوم ان نترك مفهومنا للوصايا، مفهومنا الذي يشبه مفهوم الكتبة والفريسين في زمانه، ونتبع مفهومه هو لها، الرب يعرف حاجتنا الى الحياة وليس عنده امر صعب.

ملاحظة عابرة: الناموسي أن يقول السامري بل قال الذي صنع معه الرحمة. لأن اليهود لا يحتملون التعايش مع السامريين وهم لم يحتملوا المسيح ورفضوه وقالوا عنه أنه سامري وهذه عند اليهود هي نوع من السباب: "فأجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسناً إنك سامري" (يوحنا 48:8). ولكن مثل السامري الصالح يشير لمحبة الناس جميعاً بدون تمييز، لكن هذا الناموسي لم يفهمه.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com