عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

بدء الاندقتي أي اول السنة الكنسية الجديدة_ ميخائيل بولس

بدء الاندقتي أي اول السنة الكنسية الجديدة+

ميخائيل بولس

كفرياسيف

" في ذلك الزمان جاء يسوع الى الناصرة حيث نشأ. ودخل كعادته الى المجمع يوم السبت ليقرأ. فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع المكتوب فيه. ان روح الربّ عليّ لانه مسحني لابشّر المساكين، لاشفي المنكسري القلوب، لانادي للماسورين بالعتق وللعميان بالبصر وأُرسل المهمّشين الى الخلاص واكرز بسَنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر ودفعه الى الخادم وجلس. وكانت عيون جميع الذين في المجمع شاخصة اليه. فجعل يقول لهم انه اليوم قد تمّ هذا المكتوب الذي تُلِي على مسامعكم. وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلام النعمة البارز من فيه".

بدء الاندقتي أي اول السنة الكنسية الجديدة

{ شهر ايلول }

الانجيل للاندقتي اذا لم يقع العيد يوم احد

فصل شريف من بشارة القديس لوقا البشير 22 _16 :4

=عظة في الناصرة وبداية خدمة يسوع الرسمية.

يشير لوقا الى هذه الحادثة على انها بداية خدمة يسوع الرسمية وشروعه في التبشير, وهي نموذج صحيح لخدمة المسيح كلها لانها تكشف لنا جوهر رسالته في كلمة واحدة  " النعمة " التي هي المحبة والبركات التي تصحبها. كما انها تبيّن لنا طبيعة البشر الذي، جاء ليخدمهم _ حسد ممزوج بعدم ايمان. وهي تخبرنا بالخاتمة التي انتهت اليها حياة المسيح في الناصرة فعند سماع العظة حاول اهل الناصرة قتله ومن ثم تمّ طرده منها بعد ان عاد اليها ممتلئا بقوة الروح القدس وكان ممجدا من الجميع { عدد 15 و14 } فغادرها الى غير ما رجعة اليها.

+16 في ذلك الزمان جاء يسوع الى الناصرة حيث نشأ. ودخل كعادته الى المجمع يوم السبت ليقرأ.

= جاء يسوع الى الناصرة: كان ذلك ب عد دعوته الى الجليل . فبعد المعمودية ذهب يسوع الى قانا الجليل حيث صنع معجزته الاولى التي ظهر فيها مجده ثم ذهب الى كفرناحوم { يوحنا 14 :3 } وكان يعظ في مجامعها وهناك صنع عددا من معجزاته ثم ذهب الى الناصرة للمرة الاولى بعد ان تركها وتوطن في كفرناحوم بعد ان مُسح للخدمة الرسمية.

= حيث نشأ: أي حيث كان قد تربّى وقضى فيها طفولته وصباه وشبابه. فالناصرة كانت احق البلاد بالانتفاع بخدمته والتمتع بامجاد انجيله. لكنها باختيارها، حكمت على نفسها بالاعدام الروحي لانها رذلت بارادتها رسالة المسيح المجيدة.

=ودخل كعادته الى المجمع:  هناك اشارات عديدة عن حضور يسوع المجمع ، الا ان هذه المرة الوحيدة التي نعرف منها ان هذه كانت عادته.

= المجمع: { בית כנסת _ كنيس} راجع ما جاء عن المجمع في انجيل الاحد الرابع من لوقا { 41 :8 } كان اليهود يجتمعون في المجامع للعبادة ثلاث مرات في الاسبوع: يوم السبت ويومي الاثنين والخميس. ولأنّ الناصرة كانت صغيرة لم يكن فيها سوى مجمع واحد. وفيه كان اليهود يجتمعون للعبادة. يتلو الكاتب القراءة الاولى من التوراة { תורה _ اسفار موسى الخمسة من تكوين الى التثنية وهي القراءة المعروفة بالبراشاة  _ פרשת השבוע } وكانت القراءة الثانية من الانبياء وهذه يتلوها معلّم الناموس باللغة العبرية وهو واقف تبجيلا  واجلالا لكلمة الله. وربما قدمت ترجمة تلك القراءة باللغة الارامية او اليونانية متبعا لمعرفة القاريء او أي شخص آخر. وبعد نهاية القراءة يجلس ليفسرها ويعلم { عظة } وهذه القراءة الثانية وما يعقبها من تفسير هي التي قام بها المسيح في المجمع.

يقول القديس كيرلس الكبير:" لما كان  من الضروري ظهور المسيح للاسرائيليين حتى يعرّف حقيقة التجسد وكانوا يجهلونه وبما ان المسيح مسحه الله الاب مخلصا للعالم باسره لزم من اجل كل ذلك ان يُظْهِر المسيح نفسه للشعب اليهودي وغيره من الشعوب الاخرى ويكشف عن عمله الفدائي للشعوب قاطبة الا ان السيد المسيح أوْلى يهود  الناصرة فضلا عظيما بان زارهم وكان قد تربى كانسان في وسطهم.

ولما ان دخل المسيح بلدة الناصرة اخذ مجلسه في مجمعها وفتح السفر وقرا فصلا يشير الى الفداء، وكيف ان المسيح  الكلمة يظهر للعالم كانسان بقصد امتلائه وتخليصه. واننا نعتقد بحق انه لم يكن هناك طريقة بها يُمسح المسيح المسحة المقدسة سوى ان ياتي الى العالم كانسان يتّخذ طبيعة انسان.

كان المسيح الها متانسًا، وبصفته الهًا يهب الروح القدس للخليقة باسرها وبصفته انسانا يتسلم الروح القدس من الله ابيه بينما المسيح يقدّس الخليقة قاطبة سواء اكان ذلك باشراق طلعته البهية من المسكن الاعلى مسكن الله الاب ، ام يمنح الروح القدس للعالم السماوي الذي يدين به وللعالم الارضي الذي يعترف بتجسّده.

+17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع المكتوب فيه.

كان يجوز لكل يهودي ان يلقي العظة، الا ان رئاسة المجمع كانت تعهد بذلك الى المتضلعين في الكتاب المقدس { اعمال 15 :13 } فدفع الكاتب الى المسيح سفر اشعياء وهو مكتوب على دُرج ملفوف ، ومصنوع من جلد الغزال.

= فدفع اليه..وجد الموضع: دفع اليه سفر اشعياء من رئيس المجمع ولما فتح السفر " وجد " الموضع  ولا ندري اذا كانت هذه القراءة هي المفروضة لذلك السبت { פרשת השבוע} التي قد اختيرت من قِبل رئيس المجمع، او ان يسوع هو الذي اختارها بنفسه. وعلى ما يبدو كما يشير لوقا كان هذا من تدبير العناية الالهية فهو لم يخترها بل " وجد الموضع " المكتوب فيه من اشعياء { 2 _1 :61 }.

+ 19 _18 ان روح الربّ عليّ لانه مسحني لابشّر المساكين، لاشفي المنكسري القلوب، لانادي للماسورين بالعتق وللعميان بالبصر وأُرسل المهمّشين الى الخلاص واكرز بسَنة الرب المقبولة.

قرا من سفر اشعاء { 2 _1 :61 } ثم اشعياء { 60 :58 }.

= روح الربّ: أي الروح القدس الذي حلّ على يسوع عند اعتماده، وكان هو مصدر رسالته وعمله الخلاصي.

=لانه مسحني لابشر: لانه أي الله الاب مسحني وارسلني لابشّر واعلن... كانت القراءة عبارة عن خدمة المسيح وهي بشارة للمساكين وشفاء المنكسري القلوب { المتضايقين } ولينادي للماسورين بالاطلاق، وللعمي نور البصر والحرية للمنسحقين لقد اتى يسوع بانجيل الفرح للبشرية المعذّبة بسبب الخطيئة.

=واكرز بسَنَة الرب المقبولة: تدل سنة القبول على السنة اليوبيلية المنصوص عنها في الشريعة والتي تتكرر كل خمسين سنة { لاويين 13 -10 :25 } وهي السنة التي تُردّ فيها الاملاك لاصحابها بعد ضيعها على ايديهم. ويتحرر فيها العبيد من ايدي ساداتهم، ويتم فيها الفكاك  والابراء للناس، وتستريح الارض من الزرع فهي سنة ابراء واسترداد وهتاف وعيد. ولكن سنة الرب المقبولة هنا لا تمثّل سنة زمنية بل هي طريقة للاشارة الى زمن الخلاص.

يقول العلامة اوريجانوس:" لم يحدث هذا على سبيل الصدفة وانما بتدخّل النعمة الالهية، اذ بسط يسوع الكتاب ووجد الاصحاح الذي يتنبا عنه...قرأ النص الذي يخصّ " سر المسيح " بدقّة:" روح الرب عليّ لانه مسحني لابشّر المساكين" فالنص يتحدّث عن المسيح وقد جاء  ليس صدفة بل حسب المشيئة الالهية والنعمة. بهذه المناسبة لاحظوا هذه الكلمات وكيف طبّقها يسوع على نفسه في المجمع :" مسحني لابشّر المساكين" بالحقّ كانوا هم المساكين الذين لا يملكون قط لا الله ولا نبي ولا العدل ولا أي فضيلة فقد ارسل لهذا السبب يسوع من اجل المساكين".

ويقول القديس امبروسيوس:"يؤكد الرب نفسه انه هو الذي كلم في النبوات لقد اخذ المسحة المقدسة والقوة السماوية..وليحلّ سبي الروح وينير طلمة الفكر ويكرز بسنة الرب التي تمتد عبر  سنين اللانهائية وتهب البشر استمرارية الحصاد والراحة الابدية ..لقد اغنى كل المهن واحتضنها ولم يحتقر مهنة ما بينما نحن الجنس الوضيع نرى جسده ونرفض الايمان بلاهوته الذي يُعلن خلال معجزاته".

ويعلّق القدّيس كيرلس الكبير على كلمات المسيح" وروح الربّ عليّ لانه مسحني لابشر المساكين { عدد 18 } فيقول:" يستنتج من هذه الكلمات ان المسيح اخلى نفسه من الامجاد السماوية حبّا في خلاصنا، لان الروح القدس بطبيعته في المسيح، فكيف ينزل على السيد من اعلى؟! كذلك في نهر الاردن نزل الروح القدس ليمسح يسوع لا لسبب الا لان المسيح وطّد نفسه على اسداء نعمة الخلاص لنا وتقديم الروح القدس لنا، فاننا كنا خالين من نعمة الروح القدس على حد قول الوحي " فقال الرب لا يُدين روحي في الانسان الى الابد " { تكوين 3 :6 } .

نطق المسيح المتجسّد بهذه الكلمات لانه اله حق، وتجسد بدون ان يتغير أي تغيير ومُسح بدهن الفرح والابتهاج، ونزل عليه الروح القدس على شكل حمامة.

واننا نعلم ان الملوك والكهنة مسحوا في الزمن القديم حتى تقدسوا بعض التقديس، اما المسيح فدهن بزيت التقديس الروحي متسلما هذه المسحة ليس من اجل نفسه بل من اجلنا لانه سبق ان حُرم الناس من الروح القدس فخيّمت كآبة الحزن والكآبة على وجه الارض".

ويعلق العلامة اوريجانوس على ما ورد{ في عدد 19 و18 } فيقول :" كنا ماسورين في اسر ابليس وسجنه، وجاء يسوع ينادي للماسورين بالاطلاق، والعمي بالبصر، اذ كلماته وبشارته تجعل العمي يبصرون".

 كان الانسان مذنبا وقاتلا وماسورا مثلما يحصل على الحرية ويشفيه يسوع".

ويقول القديس كيرلس الكبير:" نادى المسيح باطلاق سراح الاسرى بان قيّد قدمي الشيطان بالاغلال وكان طاغية باعينه يتسلّط على رقاب الناس وسرق من المسيح رعيته وخليقته فردّ السيد ما نهبه ابليس ظلما وعدوانا.

أُرسل المسيح ليهدي  قلوبا غواها الشيطان فاسدل ستارة من الظلام الدامس ، اما المسيح فبدّد غشاوة الليل الحالك واصبحت رعيته تسير في الضوء الوهّاج والنور الساطع، كما ورد في رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل تسالونيكي:" جميعكم ابناء نور وابناء نهار لسنا في ليل ولا من ظلمة" { تسالونيكي الاولى 5 :5 }.

لقد ابصر العميان وانيرت الطرق ومهّدت المرتفعات وذلك بمجيء المسيح الفادي:" انا الرب دعوتك بالبرّ فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب وفورا للامم "{ اشعياء 6 :42 }.

جاء المسيح فاعلن عهدا جديدا لاخوته الاسرائيليين ولكن لم يحتكر اليهود هذا الضوء الوهّاج، بل سطع نور المسيح البهي على الامم فأُطلق الماسورين وحرّر المنسحقين وكل ذلك يدل على ان المسيح اله بطبيعته فهو اله حق من اله حق.

وما المراد بالقول:" انادي الماسورين بالاطلاق"؟ تشير هذه الاية الى جمهور البؤساء والتعساء الذين اوقعهم الشيطان في حبائله.

وما معنى القول:اكرز  بسَنَة الله المقبولة؟ تشير هذه الاية الى جلال الاخبار المفرحة التي تعلن قدوم السيد المسيح، هذه هي السنة المقبولة التي شاء المسيح فصُلب فيها نيابة عنا لانا بصلبه قبلنا الله الاب وكنا بعيدين عنه، اذ ورد:" وانا ان ارتفعت من الارض اجذب الي الجميع" { يوحنا 32 :12 } وحقا قام المسيح في اليوم الثالث منتصرا على قوة الموت ولذلك يقول:"دُفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض"{ متى 18 :28 }. اليست هذه السنة مقبولة وقد انضممنا الى اسرة المسيح وخفق علينا علم يسوع، وتطهرنا بالعماد المقدس، واشتركنا في طبيعة المسيح الالهية بنيلنا الروح القدس؟!

انها السنة مقبولة تلك التي اظهر فيها المسيح مجده بمعجزات باهرة، وقبلنا بفرح وابتهاج نعمة الخلاص والفداء على حد قول بولس الحكيم:" هوذا الان وقت مقبول ، هؤلاء الان يوم خلاصي" { كورنثوس الثانية 2 :6 } حقا انه مقبول اذ فيه فازت الامم بكنز الانجيل السمائي ونالت رسالة السماء المفرحة وكانت في الماضي بعيدة عن نعمة الخلاص لا امل لها بالنجاة وليس اله تَقْصُد اليه في العالم ، اما الان فنحن اعضاء وفي المملكة المسيحية، وشركاء طغمة القديسين الصالحة، وورثة نِعَم وبركات يقصر عن تصورها العقل وعن وصفها اللسان " ما لم ترّ عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعدّه الله للذين يحبّونه" {كورنثوس الاولى 9 :2 }.

وتشير عبارة " المنكسري القلوب " الى اولئك الناس ضعاف القلوب مزعزعي العقيدة هؤلاء  الذين لا يمكنهم مقاومة الاميال والشهوات فيرخون العفاف لعواطفهم الدينية فيشتدّ الخناق عليهم ويضيق بهم مكان الاسر. اما المسيح فيعد مثل هؤلاء الماسورين بالاطلاق ويناشدهم: ألا ارجعوا اليّ فاشفيكم واغفر لكم اثمكم وخطيئتكم.

اما الذين عمت بصائرهم فان المسيح يهبهم الضوء والنور، هم عميان لانهم عبدوا المخلوق دون الخالق:" قائلين للعود انت ابي للحجر انت ولدتني"{ ارميا 27 :2 }. هؤلاء الناس جهلوا طبيعة المسيح  الالهية فحُرم عقلهم من النور الروحي الحقيقي.

وليس هناك من معترض على نسبة هذه الامور كلها الى جماعة الاسرائيليين فقد كانوا فقراء ومنكسري القلوب واسرى يهيمون في دجى الليل الحالك" الكل قد زاغوا معًا وفسدوا، ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" { مزمور 3 :14 }.

نزل المسيح فبشّر الاسرائيليين قبل غيرهم من الشعوب، اما الامم الاخرى فلم تكن دون الاسرائيليين عمًى وجهلا ولكن المسيح اغناها بحكمته وهذّبها بعلمه فلم تظل ضعيفة العقل سقيمة الراي بل اصبحت سليمة المذهب قويّة الحجّة".

+ 20 ثم طوى السفر ودفعه الى الخادم وجلس. وكانت عيون جميع الذين في المجمع شاخصة اليه.

طوى يسوع السفر أي اغلق الكتاب وسلّمه الى الخادم " وجلس " وهكذا اخذ وضع الواعظ. وكانت عيون الجميع شاخصة اليه، والكل مستعدّ لسماع عظته وشرحه لما سمعوه عنه اذ كان معتبرا من الجميع.

+21 فجعل يقول لهم انه اليوم قد تمّ هذا المكتوب الذي تُلِي على مسامعكم.

= فجعل يقول لهم: أي انه ابتدأ يقول لهم.

= انه اليوم: لم يشك معاصرو المسيح ان ملكوت الله سياتي يوما ما. فقوله: "انه اليوم " أي الان وليس في المستقبل قد تحطّمت سطوة العبودية للخطية وتاسست الشركة مع الله ونفّذت مشيئة الله.

= قد تمّ هذا المكتوب...: كأنّه يقول:" اني انا هو وانّ مجيئي لم يكن من مصادفات الزمان بل من صدق النبوات.

وصف يسوع مجيئه بان قدوم عهد النعمة الذي انبأ به النبي. وكثيرا ما شدّد لوقا على آنية " الخلاص { راجع 8 :2 و 22 :3 و 26 :5 و 32 :13 و 9 :19 و 43 :23 }.

ويقول القديس كيرلس الكبير:" لما نطق المسيح بهذه الايات البينات دهش سامعوه وتساءلوا فيما بينهم من اين له هذه الحكم البليغة ولم يدرس الاداب اليهودية؟! لانه كان من عادة اليهود ان يفسّروا النبوات الخاصة بالمسيح بانها تمت اما في ملوكهم او في انبيائهم لانهم جنحوا عن طريق السداد والرشاد واتخذوا مسكا ملتويا مرذولا.

تجنّبًا للخطأ الذي طالما سقط  فيه اليهود ومنعا لكل غموض قد يقعون فيه خاطبهم المسيح في صرامة تامة:" انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" { لوقا 21 :4 } صارحهم المسيح بانه هو الذي تشير اليه النبوّة لان المسيح هو الذي بشر بكلمة الخلاص للشعوب الوثنية وكانوا مساكين معدمين لا اله ولا شريعة ولا انبياء. وبالاولى بشّر قوما حرموا زمانا طويلا من المواهب الروحية، واطلق سراح ماسورين تحملوا مرارة الاغلال والاصفاد وانار سبيل الحقّ والفضيلة وكانت سحابة الظلام الحالك تسد عليهم المنافذ والطرق ولذلك قال السيد:" قد جئت نورا الى العالم" { يوحنا 46 :12 } حطم المسيح اغلال الاثم واعلن قضاء العدل واخيرا نادى بسَنَة مقبولة هي علامة مجيئه الاول وراية خلاصه وشعار الجنس البشري اجمع.

+22 وكان الجمع يشهدون له ويتعجّبون من كلام النعمة البارز من فيه.

ادرك السامعون بعدما تكلم يسوع ان ما سبق وقيل عنه حقيقة، وكان هذا شهادة لما سمعوه عنه بانه معلّم. فقد تاثّروا بكلمات النعمة الخاصة الخارجة من فمه، أي بطريقته الاخّاذة واسلوبه الجذاب. فتعجّبوا ودهشوا من كلامه ووعظه الا ان كلامه لم يصل الى قلوبهم.

ويقول القديس كيرلس الكبير:" لم يدرك الاسرائيليون مكانة المسيح، ولم يعرفوا انه مسيح الرب اله القوات والمعجزات، فزاغوا عن تعاليمه وتكلّموا بالباطل ضدّه، ومع انهم قدروا كلمات الحكمة التي نطق بها السيد المسيح الا انهم سعوا بروح الشك والغموض فقالوا "اليس هذا ابن يوسف"؟ { لوقا 22 :4 } وهل حجب هذا السؤال نور المعجزات الساطع ولمَ لا يقابل المسيح بالاحترام والاجلال رغما عن كونه ابن يوسف؟ ألم يرَ الاسرائيليون المعجزات؟ والم تعتبر الخطيئة في لحدها ويسجن الشيطان في الهاوية وتهزم جيوشه هزيمة منكرة؟! اثنى اليهود على سيل النعمة الذي جرى على لسان المسيح ولكن غمروه حقدا لانه ينتسب الى يوسف. انه الجهل ليس بعده جهل فحقّ عليهم قول الوحي:" اسمع هذا ايها الشعب الجاهل والعديم الفهم الذين لهم اعين ولا يبصرون، لهم اذان ولا يسمعون" { ارميا 21 :5 }.

 ويقول العلامة اوريجانوس:" حتى وقتنا الحاضر يحدث هذا، ففي مجمعنا واجتماعاتنا يمكن ان تشخص عيوننا الى المخلص توجّه نظرات اكثر عمقًا ، نتأمّل في ابن الله الوحيد الحكمة والحق، كما اشتاق في هذه للجماعة... يكون الكل من موعوظين زمؤمنين ورجال زنساء واطفال عيونهم التي للنفس لاللجسد مشغولة بالنظر الى يسوع، فان النظر اليه يجعل نوره ينعكس فتصير وجوههم اكثر ضياءً.

+ المادة من كتاب :تفسير انجيل الاحاد والاعياد للاستاذ ميخائيل بولس، اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com