عرض لكتاب " الروح القدس "
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
صدر في شهر شباط 2014 كتاب "الروح القدس " من الحجم المتوسط {
250 صفحة } دون ذكر دار النشر لمؤلفه باسكال نور سلامة والكتاب إهداء لروح والدته.
يشمل الكتاب 12 فصلا ، يستهلذ الكاتب كتابه بالديباجة شارحا مفصّلا مبنى
وفحوى كل فصل من فصول الكتاب.
الفصل الأول بعنوان " الكتاب المقدس ومن له الحق في تفسيره
" يتحدّث الكاتب عن كشف الله نفسه
للبشرية بواسطة روحه القدوس وبيّن أيضا :" انه لا يمكن لكل من هبّ ودبّ ان
يحاول تفسير الكتاب المقدس على هواه ووفقا لمصالحه وكما يريد هو".
الفصل الثاني يشمل ملخّص سريع لعقيدة الثالوث الاقدس وذكر قانون الايمان
النيقاوي مبيّنًا الاسباب لذكر قانون الايمان.
والفصل الثالث بعنوان " الروح القدس" مفنّدا نكران هذه العقيدة
عند بعض الفئات مستشهدا بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
" الامتلاء من الروح القدس " هو عنوان الفصل الرابع مفصّلا معنى
الامتلاء وعمل الروح القدس في الرسل الاطهار وثمار الروح القدوس في علاقة الانسان
بالله وباخوته البشر.
اما الفصل الخامس " علاقة كلمة الله بروحه القدوس" مبينا العلاقة
الجوهرية بين يسوع المسيح بالروح القدس وما هي الكنوز الروحية في الكنيسة الرسولية
المقدسة التي يهبها الروح القدس للمؤمنين داخلها.
ويمثل الفصل السادس موضوع :" الروح القدس في رسائل القديس بطرس وبولس
الرسول" حيث أوضح الرسول بولس:" أن الروح القدس هو الله الخالق وان الله
بروحه القدوس يخرج من ذاته وينسكب في قلوب المؤمنين لان الله محبّة".
الفصل السابع تحت عنوان:" الروح القدس في رسائل العهد الجديد الأخرى وسفر الرؤيا " حيث اوضح كاتبنا :" ان
جميع النبؤات واعمال التبشير المجيدة التي قام بها الرسل الاطهار وتعاليمهم وكذلك
جميع تحركاتهم وانتشارهم في انحاء المعمورة من اجل التعريف بالسيد المسيح مخلّصا
وفاديا للبشرية كانت جميعها بالهام الروح القدس له السجود والمجد".
" تمايز الاقانيم في الثالوث الاقدس الاله الواحد " عنوان الفصل
الثامن يشرح لنا الكاتب " تساوي كل من الاقانيم الثلاثة في الجوهر الواحد اي
التساوي في الجوهر وتميزهم عن بعضهم البعض في آن معًا وذلك من خلال كشف الله في
ذاته في العهد القديم الها ابا يخلق العالم ويخلصه بكلمته في الروح القدس".
كذلك باسلوبه الخاص المُمَيّز بيّن معنى" اقنوم" راجعا للغة
اليونانية مترجما اللفظة بكل دقة وأمانة مستعينا بالترجمة السبعينية.
الفصل التاسع " التجديف على الروح القدس" وهل هناك خطيئة يستحيل
غفرانها وما معنى " التجديف " رابطا
التجديف على الروح القدس مع نص الرسالة إلى العبرانيين :" فانه ان اخطأنا
باختيارنا بعدما اخذنا معرفة الحقّ لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة
مخيفة وغيرة نار عتيدة ان تاكل ..".
الفصل العاشر بعنوان :"
الثالوث الاقدس وشهود يهوة اعتراض تاريخي وآخر لاهوتي " اظهر الكاتب
كذب الادعاء القائل:" ان عقيدة الثالوث الاقدس لم تكن موجودة قبل سنة 325م
وهذا التاريخ انعقاد مجمع نيقية المسكوني وهذه العقيدة الدينية مخالفة لتعليم
الكتاب المقدس وانها من ابتداع هذا المجمع
ونفّذها الامبراطور قسطنطين بقوة السيف حسب مزاعمهم واضطهد مخالفي عقيدة
التثليث".
يذكر كاتبنا عرضا للمؤرخ هيبوليطوس في كتابه { قبل سنة 110 } مسهبا في
الشرح عن طقس المعمودية.
الفصل الحادي عشر تحت عنوان " ومن ثمارهم تعرفونهم" يعرض المؤلف
مقارنة سريعة بين ثمار المسيحيين المؤمنين وفئات اخرى.
واما الفصل الاخير – الثاني عشر " الروح القدس معنا " يعلن
الكاتب الايمان المسيحي الراسخ المبني على الكتاب المقدس ومن ان روح الله القدوس
يعمل في داخل الكنيسة البيزنطية الرسولية المقدسة ويرشدها ويسدد خطاها ويعصمها عن
الضلال.
يتّسم اسلوب الكاتب بسلاسة العبارة ودقّة التعبير وغزارة الاستشهادات من
الكتاب المقدس يدعم اقواله وافكاره.
من نافلة القول ان مثل هذا العمل يثري المكتبة العربية المسيحية ايما اثراء
ونحن نعيش في تيه فكري عقائدي ايماني واصبح وللاسف الشديد كل كاهن بمثابة مرجع
ومرجعية من الناحية اللاهوتية العقائدية واصبح للاسف الشديد كل كاهن وكانه الحاكم
بامر الله ولا غير سواه { ليس بهذا تعميم ابدا}.
إن قوّة الفئات الاخرى تكمن في ضعف ابناء الكنيسة الواحدة الرسولية الجامعة
المقدسة الوطيدة في الايمان الراسخة في العقيدة القويمة ولكن للاسف في كثير من
الاحيان تصرّف بعض الاكليروس الخائن لتعاليم رب السلام والمجد والمحبّة يشوّه
ويلفّق صورة الايمان القويم والمؤمن مستقيم الراي والعقيدة.
كل الشكر للاب الفاضل الذي عمل على اصدار هذا المؤلف الثمين ولكل من عمل
على تنقيحه لغويا وعمل على طباعة المادة ونحترم طلب الاب الفاضل المعطاء على عدم
ذكر اسمه ونختم :" أكثروا من عمل الرب كل حين".
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف www.almohales.org
