عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

جسد المسيح_الاب بيتر مدروس

جسد المسيح والمسيحيين مصلوب

خواطر بقلم الأب بيتر مدروس

 

موسى الجديد، المسيح، كلمة الله وهو من كليم الله أسمى ، فالمسيح الابن وموسى الخادم، يكلّمنا اليوم خصوصًا في الشّرق الأوسط، الذي ما عاد "وسطًا" ولا "شرقًا"، إذ غربت منه "شمس العدل"، وأمسى "ليلاً كموج البحر أرخى سدوله، علينا بأنواع الهموم ليبتلي". يبتلينا الله، يجرّبنا ليل الظلمة والظلم. ويخاطبنا يسوع اليوم شأن موسى بالأمس وأبلغ: "أذكر جميع الطّرق الّتي سيّرك فيها الرب إلهك في البرّيّة". نعم، كنّا شعوبًا بدائيّة "من شيمها البداوة والقساوة" والوحدة والوحشة – باعتراف مؤرّخينا. وعرفنا المسيح والإنجيل ودخلنا، على علاّتنا، "بيت الله الحيّ عمود الحقّ وركنه" و "حضارة المحبّة". ونحن اليوم نئنّ ونتمخّض في حنين إلى الحضارة والاستقرار، ولا سيّما في العراق الممزّق المنشقّ الشّقيق، وقد كثر فيه – ومن مصادر مجهولة "أهل الشّقاق والنّفاق" أو أهل "إيمان" بعقيدة الفريسيين والكتبة والربابينيين، معاصري المسيح الرب أشبه ، من الذين يتوهّمون أنّهم "إذا قتلوا المسيحيين (وسواهم) قدّموا لله قربانًا!" وما أسهل أن يضحّي البشر بغيرهم.

واليوم يجرّبنا الرب، نحن معشر المسيحيين ولاسيّما في الشرق الأدنى، "ويعنّينا" أي يذيقنا العناء والشقاء والذّلّ والحرمان، و"يمتحننا، أسنحفظ وصاياه أم لا". "يُجيعنا " ولكنّه يطعمنا في معظم بلادنا – ما خلا بعض الأقطار المغلقة على الإنجيل، والبلاد التي تجتاحها الحروب الأهليّة والقلاقل – يُطعمنا خبز الحياة.

الإفخارستيا : قربان أي ذبيحة وحضور : خبز الحياة وكأس الخلاص

سرّ القربان الأقدس الذي أسسه يسوع مع الكهنوت في علّيّة لا نستطيع إليها في القدس عاصمة إيماننا سبيلاً، مبنيّ على آلام الرّبّ وموته: "هذا هو جسدي الذي يُبذل من أجلكم... هذي هي كأس دمي... الذي يُراق من أجلكم ومن أجل الكثيرين". "فكلّما أكلنا هذا الخبز وشربنا هذه الكأس نخبر بموت الرب إلى أن يأتي". والكأس التي نباركها نحن الكهنة ونتبرّك بها، هي كأس "بركة" أي تسبيح لا لنا، بل للكاهن الأعظم المسيح! وقبل أن تُصبح "كأس بركة" كانت ليسوع نفسه كإنسان كأس مرارة وحزن وكآبة "حتّى الموت" في بستان الزيتون شربها "حتّى الثّمالة" ولعلّه شرب فيها "كأس غضب الرب" على البشر الخاطئين.

خاتمة

عيد جسد الرب هو عيد قربان يسوع وقرباننا ، ذببيحة يسوع وضحيّة حياتنا، ونحن "من أجله نُمات كلّ يوم ونُحسَب مثل غنم للجزارة"، "مكمّلين في جسدنا ما نقص من شدائد المسيح من أجل جسده الذي هو الكنيسة" (قولسي 1 : 24). وكما يرجو أحد أساقفة ديار العرب أن تكون كنيسة جديدة كبيرة في الخليج العربيّ مقرًّا للمسيحيين في الجزيرة، بعون الرب وحماية العذراء، "سيّدة بلاد العرب" ، فليجعل لنا الرب من جديد في أوطاننا منازل يسكنها هو أوّلاً في بيت القربان والقداس، ويسكننا إيّاها مواطنين آمنين "بكلّ تقوى وكرامة". آمين!

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com