عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاحد الثامن_ ميخائيل بولس

+++ انجيل الاحد الثامن لوقا 37 _25 :10
ميخائيل بولس
كفرياسيف_www.almohales.org
" في ذلك الزمان. دنا الى يسوع ناموسي ليجرّبه قائلا: يا معلّم، ماذا اعمل لارث الحياة الابدية. فقال له ماذا كُتب في الناموس؟ كيف تقرأ؟ فأجاب وقال أحبب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك. فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا. فاراد ان يزكّي نفسه فقال ليسوع من هو قريبي. فاجاب يسوع وقال. كان رجل منحدرا من أورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص. فعروه وجرحوه ثم مضوا وقد تركوه بين حيّ وميّت. فاتفق ان كاهنا كان منحدرا في تلك الطريق فابصره وجاز. وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. ثمّ ان سامريا مسافرا مرّ به فلما رآه تحنن. فدنا اليه وضمد جراحاته وصبّ عليها زيتا وخمرا وحمله على دابته واتى به الى فندق واعتنى بامره. وفي الغد لما مضى أخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما أنفقت فوق هذا فانا أدفعه لك عند رجوعي. فأي هؤلاء الثلاثة تحسبه صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. فقال الذي صنع اليه الرحمة. فقال له يسوع اذهب واصنع انت كذلك".
انجيل الاحد الثامن لوقا 37 _25 :10
متى40 _34 :22 ، مرقس 31 _28 :12
مثل السامري الصالح
ينفرد البشير لوقا بذكر هذا المثل. ولكن هناك نظائر للمحادثة التي جرت مع الناموسي الذي بداها, وخاصة تلخيص الناموس في وصية المحبّة { متى 40 _34 : 22 ، مرقس 34 _28 :12 } ولكن هناك بعض الاختلافات، ففي المحادثات الاخرى { في متى ومرقس} المسيح الذي لخّص الناموس. اما هنا فالناموسي هو الذي قدّم التلخيص. هذا مع انه لا يوجد ارتباط بين الروايتين.
+25 في ذلك الزمان. دنا الى يسوع ناموسي ليجرّبه قائلا: يا معلّم، ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.
= ناموسي: كثيرا ما يستعمل لوقا هذا اللفظ { 25 :10 ، 52 و 46 _45 :11 ، 3 :14 } ونجده مرّة واحدة في متى { 35 :22 }. وهو يدلّ على ان الناموسيين كانوا فرقة من الكذبة وهم فرقة من الفريسيين{ مرقس 28 :12 } وكانوا متخصّصين في دراسة ناموس موسى. أي انهم كانوا علماء في الشريعة وتفسيرها، مهتمّين بالشؤون الدينية وعلى معرفة بها. ولقد امر الفريسيون الشعب بحفظ الشريعة الموسوية الطقسية بكل اعتناء فكان ذلك ثقيلا كما شهد بطرس { اعمال 10 :16 } وكلّفوا الشعب بكثير من الوقت والتعب والنفقات.
=ليجرّبه: ورد في مرقس { 34 :12 } ان المسيح قال بان الناموسي غير بعيد عن ملكوت الله. اما في متى { 35 :22 } فالناموسي ينصب " فخًّا " ليسوع لانه جاء ليجربه. وكذلك هنا، مع ان يسوع يجد فيه محاورا حسن التاهب { الاعداد 37 و 28 _27 }.
وجاء ليجرّبه اي ليمتحنه، أي انه وجّه اليه سؤالا، ليس بقصد الرغبة في معرفة معلومات يجهلها بل ليرى نوعية الاجابة التي سيعطيها يسوع، وربّما توقّع ان يجيب اجابة خاطئة وبذا تتاح له الفرصة ليكشفه ويحرجه امام الجمهور.
= يا معلّم: ذلك الناموسي وضع " فخًّا " علميا امام يسوع ليختبره من جهة معرفته واستعمل كل انواع التادب في القاء الشَرك فقال:" يا معلم ماذا اعمل ...". وسؤال معلم الناموس هذا يدلّ على ان شريعة موسى تركت الانسان في شك تام من جهة خلاص نفسه،فامسى قلقا على نصيبه من ميراث الحياة الابدية. ويظهر انه كان يفكّر في نوع من الخلاص يتحقّق بالاعمال ولم يكن يفهم شيئًا عن نعمة الله المخلصة.
=لارث الحياة الابدية: هذا القول يدلّنا على ان فكرة الناموسي في الحياة كانت فكرة مادية. ولكنها في المسيحية هي حياة تناسب الدهر الاتي وهي تشيد الى حياة سعيدة لا نهاية لها، وهي حياة من نوع خاص فهي هبة من الله روح الله.
+ 26 فقال له ماذا كُتب في الناموس؟ كيف تقرأ؟
= ماذا كُتب: اجاب يسوع بطرح سؤال يلزم مجرّبه باتخاذ موقف ولو كان الناموسي مخلصا في سؤاله لاجابه المسيح حوابا صريحًا.
=في الناموس :أي الشريعة وهي الاسفار الخمسة الاولى في الكتاب المقدس _ العهد القديم. احاله المسيح الى نصّ الناموس الذي ينبغي للناموسي ان يعرفه بقوله:كيف تقرأ أي ماذا تقرأ.
+27 فأجاب وقال أحبب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك.
هنا عند، لوقا الناموسي يهتدي الى الجواب، في حينه في متى { 39 _37 :22 } ومرقس { 29 :12 } يسوع هو الذي يدلي به. لقد اظهر الناموسي انه يحفظ الناموس جيّدا،واقتبس جوهر الناموس ملخّصًا في محبة الله والمحبة للقريب { تثنية 5 :6 ، لاويين 18 :19 } { راجع ما جاء في انجيل الاحد الخامس عشر من متى 46 _35 :22 حول هاتين الوصيتين}.
+28 فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا.
امتدح يسوع اجابة الناموسي، وأضاف :" افعل هذا فتحيا" مما يدلّ على ان الحياة تكون من الممارسة المستمرة لاعمال المحبة. أي اذا ما اردت طريقا للخلاص بالاعمال فها هي الطريقة { والمعنى الضمني انك لن تستطيع ان تفعل هذا } وكما يقول الرسول بولس:" لان موسى يكتب في البرّ الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها" { رومية 5 :10 } وكما جاء في لاويين { 5 :18 } :" فاحفظوا رسومي واحكامي فمن حفظها يحيا بها". فيسوع لا يقدّم لنا هنا نظاما جديدا للتمسك بحرفية الناموس او الوصايا يختلف الى حدٍّ ما عن القديم، بل يشير الى نهاية التمسك بحرفية الناموس. لقد كان المفهوم حسب ناموس موسى ان من يسلك بمقتضى حرفية الناموس فيستحق الحياة الابدية. الا ان يسوع ردّ على هذا بان الحياة الابدية لا يمكن الحصول عليها اطلاقا بالمحافظة على الوصايا. فان تحيا حياة المحبة معناها انك تحيا حياة ملكوت الله. وان العمل الذي يخلّص هو المحبة العالمة بالايمان. فمن يحب الله حقّا يحب القريب ايضًا { رسالة يوحنا الاولى 20 :4 } " من يحب الله يحبّ اخاه ايضًا" هذه هي وصية الله.
+29 فاراد ان يزكّي نفسه فقال ليسوع من هو قريبي.
كان جواب المسيح بوجوب الممارسة المستمرة لاعمال المحبة قد نَخَس ضمير الناموسي وجعله في وضع دفاعي. فأراد ان يبرر نفسه لانه وقع في الفخ الذي نصبه ليوقع به المسيح، فالناموسي راى في كلام يسوع ما حمله الى الظن انه قصّر فيما علم وجوبه، لذلك قصد ان يخرج من هذا المازق الحرج بسؤال وجّهه الى يسوع فقال: من هو قريبي؟ ربما آملا بان يفسّر المسيح كلمة " القريب " بالمعنى المحصور الجاري عند اليهود: فالقريب هو اليهودي ولا مكان للغريب { خروج 17 _16 :20 ، و 14 :21 ،و 35 :28 ، اخنوخ 18 _15 و13 و11 :19 } ولذلك سال الناموسي " من هو قريبي " وكان الاجدر به ان يسال :" ماذا اعمل لارث الحياة الابدية "؟ ولذلك ايضا اجاب الناموسي على سؤال المسيح في مثل السامري:" فاي الثلاثة تحسبه صار قريبا للذي { أي لليهودي } وقع بين اللصوص"؟ فلم يقل :" السامري"بل قال: الذي صنع الرحمة.
+30 فاجاب يسوع وقال كان رجل منحدرا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعرّوه وجرحوه ثم مضوا وتركوه بين حيّ وميّت.
لم يُجب يسوع على السؤال بطريقة مباشرة، بل روى قصة. ومن الواضح ان الرجل المسافر في هذه القصة كان من اليهود ولو ان النص لا يشير الى ذلك بصراحة.
=كان منحدرا: أي كان نازلا والنزول هنا جغرافي لان اورشليم ترتفع عن اريحا 500 م تقريبا، فضلا عن ذلك فان الذهاب الى اورشليم يعبّر عنه دائما بالصعود { اعمال 22 :18 } والخروج لمنها بالنزول. والطريق بين المدينتين { 5 كم تقريبا } كان في القديم محفوفا بالمخاطر حتى لُقّب " بطريق الدماء" لانه كان مليئا بقطّاع الطرق الذين وقع ذلك الرجل بايديهم فعرّوه { طمعا في ثيابه وما يحمله فيها} وجرحوه وتركوه بدون اكتراث وهو بين حيّ وميّت.
+31 فاتفق ان كاهنا كان منحدرا في تلك الطريق فابصره وجاز.
فاتفق ان كاهنا كان سائرا بنفس الطريق نازلا من اورشليم فراى الجريح ولكنه لم يمسسه خوفا من ان يكون الرجل قد مات حقًّا. فلا يجوز له ان يلمسه، لأنه ان لمسه يفقد طهارته الطقسية لانه يتنجّس، وهذا ما تحرّمه الشريعة { لاويين 1 :21 وما يلي } فتركه لحاله ومضى حيث كان الرجل يعاني الالام ولا من منقذ.
+32 وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر فابصره وجاز.
وتكرر الامر عندما مرّ " لاوي " { أي من سبط اللاويين} وهو من الشخصيات التي تهتم بامور الدين ولكنه كان اقل درجة من الكاهن، وكان هو ايضا ممن يتمسكون بالطهارة الطقسية. فلما ابصر الجريح اختار هو ايضا الابتعاد عنه دون ان يغيثه فجاز عنه ومضى في طريقه.
+35 و 34 و 33 ثم ان سامريا مر به فلما رآه تحنن فدنا اليه وضمّد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا وحمله على دابته واتى به الى فندق واعتنى بامره وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتنِ به ومهما انفقت فوق هذا فانا ادفعه لك عند رجوعي.
كانت بين اليهود والسامريين { وهم سكان منطقة السامرة _ שומרון _ نابلس اليوم } عداوة شديدة، لانّ اليهود رفضوا ان يعترفوا بالسامريين بانهم يهود مثلهم. ولما مرَّ السامري على الجريح تحنّن عليه حين رآه، وبالرغم من انه سامري لم يعتذر ولم يعبا بخطر وقدّم له كل عون مستطاع في ظروف كهذه، فاستخدم زيتا { أي زيت الزيتون ربما لتخفيف الالم} وخمرا { لتطهير الجرح ومنع التقيّح} شانه بذلك شان كثرة اليهود. وكان الجريح غير قادر على المشي لذلك اركبه السامري على دابته واتى به الى الفندق { الخان _وهو منزل ياوى اليه المسافرون ،تكوين 27 :42 } ولكن السامري لم يحسب انه قد ادى واجبه عند هذا الحد، بل استمر برعايته، حتى بعد ان الزمته ظروفه على الابتعاد فاعطى صاحب الفندق دينارين { الدينار عبارة عن اربعة شاقل وهي اجرة العامل اليومية} { دفعة على الحساب} وامر ان يعتنى بالجريح مهما كانت النفقات في هذا الشان وتعهّد ايضا انه فور عودته يتكفل بدفع اية تكاليف.
+ 37_36 :فاي هؤلاء الثلاثة تحسبه صار قريبا للذي وقع بين اللصوص.فقال الذي صنع اليه الرحمة.فقال له يسوع اذهب واصنع انت كذلك.
لم يجب المسيح على سؤال الناموسي" من هو قريبي " { عدد 29 } بل قصّ عليه قصة السامري الصالح، ثم وجّه اليه سؤالا:" أي هؤلاء الثلاثة تحسبه صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟" فاجاب الذي صنع الرحمة.{ لم يقل السامري مع انه هو الذي صنع الرحمة}.
لقد جعل يسوع الدرس واضحا جليا.ثم قال للناموسي:" اذهب واصنع انت كذلك". وعليه الان ان يفكّر ما اذا كان الكاهن واللاوي اللذان تمسّكا بقوة الطهارة الطقسية، هل حقّا حفظا الناموس الذي يقضي ايضا بمحبة القريب؟ فسواء كان الكاهن واللاوي يمثلان الناموس ام لا تبقى الفرائض الطقسية والذبائح غير كافية للخلاص. والانسانية لا تتجزأ في نظر الله وفي نظر المحبة فكم نحن بحاجة الى مثل هذا " السامري" الذي يجهل حتى اسمه، فهذا هو رجل الله الحقيقي.قدّم لنا آباء الكنيسة الكثير من التفاسير لهذا المثل:
يقول القديس جيروم:" نحن اقرباء، كل البشر اقرباء لبعضهم البعض اذ لنا اب واحد " ويقول العلامة اوريجانوس:" يعلّم يسوع ان هذا الرجل الذي نزل من اورشليم لم يكن قريبًا الا للذي يريد ان يحفظ الوصايا والمستعد ان يقدّم المساعدة. لخّص هذا بقوله:" فاي هؤلاء الثلاثة تُرى صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص"؟ { عدد 36 }. فلا الكاهن ولا اللاوي كان قريبا وانما بحسب اجابة الناموسي نفسه": الذي صنع الرحمة" هو قريبه.فقال يسوع:" اذهب انت ايضا واصنع هكذا "{ عدد 37}.
ويقول القديس ساويروس الانطاكي:" كثيرا ما تظن عن جهل ان الذي يشترك معك في ديانتك او جنسيتك هو قريبك، اما انا فاقول ان الذي يشترك في نفس الطبيعة البشرية هو قريبك، وكما رايت الذي كان يرفع راسه معتزا بالملابس الكهنوتية والذي كان يفتخر بتسميته لاويا...ولم ينكر ان ذاك الذي من بني جنسهما وهو عريان وقد تغطّى بجراحات لا شفاء لها وملقى على الارض ، وقد اوشك ان يموت في لحظة، كان انسانا!! لكنهما احتقراه كحجر او قطعة من الخشب المرذول. اما السامري الذي لم يكن يعرف وصايا الناموس، والذي اشتهر بينهم { اليهود} بالغباء والجهل، اذ يقول الحكيم:" الجالسون في جبال السامرة والفلسطينيون والشعب الجاهل الساكن في سخيم" { حكمة يشوع 26 :50 } هذا السامري عرف الطبيعة البشرية وفهم من هو القريب. من كان في نظركم ايها القضاة بعيدا جدا قد صار قريبا جدا لذاك الذي احتاج الى علاج. فلا تقصر تعريف القريب عند تعريف اليهود الذي يقف عند مقاييس ضيقة خاصة بالجنس". انما كل شخص نبسط عليه روح المحبة هو القريب".
ويقول القديس امبروسيوس:"السامري الصالح لم يعد تاركا الانسان الذي القاه اللصوص بين حيّ وميّت، بل ضمّد جراحاته بزيت وخمر، صبّ عليه اولا زيتا لتلطيف آلامه، واتكأه على صدره أي احتمل كل خطاياه، هكذا لم يحتقر يسوع الراعي خروفه الضال... لقد جعلت من نفسك، انسانا غريبا عنه بكبريائك، اذا انتفتخت عليه باطلا من قبل ذهنك الجسدي وعدم تمسّكك بالمسيح الراس { كورنثوس الثانية 19 _18 : 2 }.
لانك لو كنت قد تمسّكت بالراس لما كنت تترك ذاك الذي مات المسيح عنه. لو كنت قد تمسكت بالراس لاهتمَمت بالجسد كله. واهتممت بالارتباط بين الاعضاء بدون انقسام ناميا بالله { كورنثوس الثانية 19 : 2 } برباط المحبة وخلاص الخطايا. انك عندما ترفض قبول التوبة، انما بذلك تقول: لن يدخل في فندقنا جريح، ولا يشفى احد في كنيستنا. اننا لا نهتم بالمرضى فنحن كلّنا اصحّاء، ولسنا في حاجة الى طبيب، لأنه هو نفسه قال:" لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى.
ويقول القديس ساويروس:" لم يقل مخلّصنا" اناس كانوا نازلين " بل قال :" انسان كان نازلا" ان المسالة تخص البشرية جمعاء فبالحقيقة بسبب تعدي آدم للوصية سقطت من مسكن الفردوس العالي المرتفع الهاديء، الذي دُعي بحق" اورشليم " ومعناها " سلام الله " الى اريحا التي هي مدينة واد منخفض يخنقه الحرّ".
ويقول العلامة اوريجانوس:" كان نازلا من اورشليم الى اريحا:"حسب تفسير احد السابقين: الانسان النازل يمثل آدم واورشليم
+++ المادة مقتبسة من كتاب :" تفسير انجيل الاحاد والاعياد" للاستاذ ميخائيل بولس اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com