عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

27/8/2009
مفهوم كنيسة المشرق الحلقة الرابعة

مفهوم كنيسة المشرق للاهوت الاسرار حسب منظور ثيودورس المصيصي

التقديم  _ الحلقة الرابعة

3. تعاون الإنسان مع النعمة

3. 1. إطار الأسرار لدى ثيودوروس

بالرغم من أن مفهوم ثيودوروس لحب الله لخليقته لا يعطي مجالاً للفكرة القائلة بأن الله خلق الإنسان خالداً، مجرد لرؤيته يسقط في الفناء من خلال الخطيئة، مع ذلك فإنه يصور الإنسان كـ "ساقط في الخطيئة" ومغمور في طبيعة ضعيفة ومضطربة، ونفسه مبتلاة بالخطيئة.

{كما سقطنا جميعاً في الخطيئة وأعدنا إلى التراب بعقوبة الموت، يتوجب علينا "أن ننحني على ركبتينا باسم يسوع المسيح". كما قال الطوباوي بولس، و "أن نعترف بيسوع المسيح رباً، ليتمجد الله أبوه" (32) بهذا الاعتراف نؤكد الأشياء التي أصبحت حقاً شرعياً لنا من الطبيعة الإلهية خلال تدبير المسيح ربنا، الذي رفعه الله إلى السماء وأظهره كرب للجميع ومنبع خلاصنا. ولأن جميع هذه الأشياء يجب أن تمارس من قبلنا جميعاً، الذين "سقطنا إلى الأرض" حسب أقوال الطوباوي بولس، (33) أنه من العدالة أن… تحنوا ركبكم، وتظهروا سقوطكم القديم، وتعبدوا الله، بموجب هذه المنافع (34)}

كذلك يمكن لنا أن نتأكد من أن تعاليم  ثيودوروس يصعب تصنيفها مع عقيدة النعمة لبلاجيوس، لأنه يؤمن بكل من شمولية الخطيئة بعد السقوط، والحاجة المطلقة إلى الفداء. (35) إذا كان ثيودوروس يستنتج بأن الخطيئة هي تمرد  إرادي على قانون الله السماوي فإن الفداء من الخطيئة سوف يعني له أن الإرادة العاقلة للإنسان أصبحت مطيعة لإرادة الله بغير قيد.هذه الطاعة يتم حدوثها بواسطة الخلاص بتلك الطريقة التي تبين أن النعمة، التي هي عون إلهي، تتفاعل مع الإرادة البشرية الحرة المسؤولة.

بالنسبة لثيودوروس فإن التأثير المفجع للفناء على ميل وإنحدار الارادة البشرية نحو الخطيئة قد أبطل مفعوله الآن بواسطة حالة الخلود والثبات للخلاص المفدى التي قدمت من خلال الأسرار، بتأثير عمل الروح القدس.  يؤكد ثيودوروس على أنه بالرغم من أن الفضيلة قد وجدت مكانها في الإرادة، فإن  الإنسان يبقى في حاجة ملحة لعون الله، أعنى نعمة الأسرار، لأنه بعد السقوط أصبح ميله واتجاهه نحو الخطيئة. بالنسبة لثيودوروس، الإنسان وحده لا يستطيع القتال مع الشيطان وأعوانه. الإنسان لا يستطيع التغلب على قوى الخطيئة إلا إذا تقبل الهبة، والعملية الجوهرية لروح القدس (36).

مع ذلك ليست النعمة الإلهية (الشيء) الذي يلغي إرادة الإنسان الحرة. إن النعمة الإلهية تتعاون مع الارادة البشرية الحرة والمطيعة على أساس وجود نية الانسان الصالحة المسبقة نحو الالتزام بخطة وناموس الله. يؤكد ثيودوروس مرة أخرى أنه بسبب "أن الإنسان قد اعتبر أهلاً للنعمة من قبل (الله)، يستطيع [الناس] أن يجعلوا مساهمتهم مع الله، لإظهار رغباتهم لتجعلهم متناسبين مع النعمة" (37). الله يعزو البر للبشر بصورة ديناميكية لتشمل التفاعل المشترك بين النعمة ومبادرة الإنسان الحرة - مسألة التعاون (38). ويؤكد ثيودوروس أيضاً "على أنه ليس بمقدورنا  لوحدنا أبداً القيام بأعمال الفضيلة الكاملة، كما أننا لا يمكننا جني ثمار الأرض بالرغم من عملنا المضني إلا إذا تلطف الله بأن يعطيها لنا" (39).

إنه بالضبط في هذا المنظور يوهب الروح القدس للإنسان في الكنيسة، من خلال الأسرار. كما سنرى لاحقاً في الصفحات التالية من هذه الدراسة، أن عمل النعمة هذا يمنح الخلود في الوقت نفسه ليقود الارادة البشرية في النهاية ويؤدي بها إلى الطاعة الإلهية لإتمام الفداء من الله.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com