عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

من انجيل الميلاد -ميخائيل بولس

انجيل ميلاد الرب بالجسد+

 

ميخائيل بولس

كفرياسيف _www.almohales.org

 

هاتان الكلمتان هما فحوى الإنجيل كلّه.وهي الإعلان أن يسوع هو المسيح الموعود به واثبات ذلك غاية هذه البشارة.

=يسوع

هو الاسم الإنساني للمسيح" إذا ملاك الرب قد ظهر له { ليوسف } في حلم قائلا... فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع { ישוע } لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم { متى 21 _20 : 1 } ويقبل بلاغ الملاك هذا ليوسف تفسيرين:

الأول: انه يكشف ليوسف عن حبل مريم البتول، ويعهد إليه بتسمية المولود باسم " يسوع ".

والثاني : يكشف الملاك ليوسف أن له دورا رئيسيا يقوم به، فبالرغم من حبل مريم بقوّة الروح القدس عليه أن يسمّي هذا المولود باسمه فيخوّله هذا حقوق الأبوّة فيكون بذلك من ذرّيّة داود.

وقوله:" حتى يخلّص شعبه من خطاياهم" دليل على أن رسالته روحية لا زمنية. وقد صرّح يسوع أمام بيلاطس بأنه  " ملك " ولكن مملكته ليست من هذا العالم.

= المسيح _ המשיח

هو لقب وظيفة الممسوح، وهي ثلاث وظائف، يُمسح أصحابها بالزيت المقدس،وهم:

1 _ الأنبياء:" امسح اليشع بن شافاط ..نبيا بدلا منك"{ ملوك الأول 16 :19 }. {والحديث مع إيليا النبي}.

2 _ الكهنة:" إن خطيء الكاهن الممسوح" { لاويين 3: 4 }.

3 _ الملوك:".. وقلت لا ارفع يديّ على سيّدي { الملك} لأنه مسيح الرب " {  صموئيل الأول 11و7 :14 } " امسح ياهو..ملكا على اسرائيل" { ملوك الأول 16 :19 }.

وقد اجتمعت هذه الوظائف الثلاث في المسيح يسوع، فمُسح نبيّا وكاهنا وملكا لنا.

وكانت المسحة رمزًا للتأثير الإلهي الذي جعله استعدادا لإتمام عمله وعلاقة سلطانه على ممارسة وظيفته.

= الفكرة المسيحية_ المشيحية_ משיחיות.

الفكرة المسيحية { משיחיות _ مشيحية} هي فكرة يهودية محلية محض، تخص الامّة اليهودية التي تؤمن بالله الواحد.

في العهد القديم لم يكن الرجاء منوطًا بمخلّص خاص، بل بالله ذاته وبمجيء ملكوته. وفكرة المسيح من فكرة الملك في العهد القديم، اذ كان الملك يعتبر ازاء الكهنة واحيانا الانبياء، فهو المسيح معتمد الله الارضي. يقول الكتاب" واخذ صموئيل قارورة الدهن { الزيت} وصب على راسه {شاؤول } وقبّله وقال: ان الربّ قد مسحك قائدا على ميراثه". { صموئيل الاول 1 :10 } " ومسحوا داود ملكا على اسرائيل "{ صموئيل الاول 3 :5 { { راجع ايضا صموئيل الاول 4 :2 و 13 :16 }.

ويمكن ان نعرّف الفكرة المسيحية بانها:الايمان بالمجيء القريب لمخلّص من بيت داود، وسيؤدي مجيئه الى تغييرات بعيدة الاثر في اسلوب الحياة في هذا العالم، وستشمل هذه التغييرات فيما تشمل السلام العالمي والرخاء الاقتصادي وزوال الشر والمعاناة.

وفي الفكرة المسيحية لدى اليهود يسيطر الامل والحنين الى ارجاع امجاد الماضي أي تجديد بناء مملكة داود بكل عظمتها في ارض اسرائيل.

ومن الجدير بالملاحظة ان مدلول الفكرة المسيحية اختلف عند اليهود، من طائفة الى اخرى. وبالرغم من هذا الاختلاف نستطيع ان نتبيّن اتجاهين اساسيين في مدلول هذه الفكرة.

الاوّل: هو الاتجاه التاريخي الذي يعني إعادة مملكة داود مع كلّ امجادها الغابرة.

والثاني: هو الاتجاه الرؤيوي الاوتوبي.

ويعمل الاتجاه الاول على ارجاع امجاد الماضي، ويسعى الاتجاه الثاني الى الوصول الى مستقبل متميّز، بالكمال والجمال غير المسبوقين وغير المعروفين في السابق ويمكننا ان نصف الاتجاه التاريخي بانه عقلاني جدا يعمل على اصلاح هذا العالم وتحسين اوضاعه. اما الاتجاه الرؤيوي فهو اتجاه مثالي يؤمن جازمًا بوقوع تغييرات مهمّة خارقة في آخر الايام عند مجيء المسيح. ومن الواضح ان ايًّا من هذين الاتجاهين لا يستطيع ان يتطور او ينجح لوحده مستقلا عن الآخر، فكلاهما مطبوعان جيدا في النفس اليهودية، ولكن كيفية المزج بين الاتجاهين هي التي تقرّر الفكرة المسيحية والايمان بها في كل طائفة وطائفة.

واساس الفكرة المسيحية في الكتاب المقدس يستند الى الحقيقة التاريخية بان الملك داود وورثته انتخبوا من الله ليملكوا على اسرائيل حتى انقضاء الدهر { آخر الايام} " المعظم خلاص مَلِكِه والصانع الى مسيحه داود والى ذريته الى الابد" { صموئيل الثاني 51 _44 :22 } { راجع ايضا صموئيل الثاني 5 _1 :3 } وجاء في مزمور 51 :1718 :" المعظم خلاص ملكه والصانع رحمة الى مسيحه داود والى ورثته الى الابد". نرى هنا ان المزمور يسمّي داود مسيحًا كما ان الله وهب بيت داود الحكم على الشعوب الاخرى { الامم _ גויים _ جوييم } { راجع ايضا المزمور الثاني}.

كان الملوك يمسحون بالزيت المقدس، وكان المسيح  جزءًا من طقس تتويجهم ومن هنا جاء الاسم الاصطلاح " المسيح " { اي الممسوح بالزيت المقدس}.

وبعد ان انقسمت المملكة بعد موت سليمان بن داود وانكمشت الامبراطورية التي بناها داود، ثارت الآمال واشتعلت لاعادة امجاد الماضي الغابر. وكانوا ياملون باتحاد المملكة من جديد فتعود وتحكم على الممالك المجاورة كما كان الوضع ايام داود. وهكذا نرى ان النبي اشعياء يشدّد ويبرز صفات المسيح الذي سياتي في المستقبل، ومن تلك الصفات العدالة وهي ابرزها" سيخرج قضيب من جذر يسّى، وينْمي فرع من اصوله ويستقرّ عليه روح الربّ.. "{ اشعياء 1 :11 وما يلي } " لانه وُلد لنا ولد، أعطي لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفيه ودعي اسمه عجيبا مشيرا الها جبارا ابا الابد رئيس السلام.. لا انقضاء له على عرش داود ومملكته يقرّها ويوطّدها بالانسان والعدل من الان والى الابد" { اشعياء 7 _6 :9 } { راجع ايضا ارميا 17 و 15 :33 ، حزقيال 24 _22 :37 ، عاموس 11 :9 ، ميخا 2 :5 ، زكريا 12 _11 :4 }.

ان الاعتقاد القائل بالرجوع الى ايام مُلك داود وعظمة اسرائيل بين الشعوب يميّز الاتجاه الداعي الى اعادة التاريخ: ما كان واندثر سيعود ويكون. وفكرة مجيء المسيح مع ميزتها الثورية والذي سيعقبه عصر جديد رؤيوي سيؤدي الى زوال الشرّ زوالا نهائيا، الامر الذي لم يتحقّق في التاريخ البشري_ الذي لم يكن هو الذي سيكون. ونتج بعد ذلك عن هذين الاتجاهين _ التاريخي والرؤيوي اتجاهات مختلفة في الفكرة المسيحية لدى الجماعات اليهودية المختلفة . ومن الجدير بالملاحظة ان هذين الاتجاهين منفصلان عن بعضهما في الكتاب المقدس وان توحيدهما او دمجهما في ايام الهيكل الثاني حرر طاقات عظيمة لعبت دورا خطيرا في الحلبة  السياسية، تمثّل في الثورات ضد الرومان وقبول يسوع على انه المسيح المخلّص. والنبي زكريّا انتظر شخصيتين كل شخصية منهما بمثابة المسيح { راجع زكريا 16 _9 :6 } وهما: الكاهن الاكبر {הכוהן הגדול } والملك المسيح { המלך המשיח}. وهذا الاتجاه يميل في اساسه الى النظرة التاريخية واعادة الامجاد الغابرة، ولكنه اخذ صبغة رؤيوية فيما بعد.

ان معرفتنا باراء ومعتقدات الفريسيين والصدوقيين بالنسبة للمسيح هي معرفة ضئيلة بالرغم من اهمية هذا الامر.فيقول المؤرخ يوسيفوس بان الفريسيين والصدوقيين كانوا على نقيض بالنسبة الى قضية خلود النفس، فالفريسيون قبلوا بها، واما الصدوقيون فرفضوها { حروب 13 :5 ، عاديات 16 :18 } . هذا مع العلم ان الصدوقيين كالفريسيين آمنوا بمجيء المسيح الذي سيعيد امجاد اسرائيل. واجمالا فان معتقدات الفريسيين والصدوقيين غير واضحة. واول  من تكلم عن الاتجاه الرؤيوي بالنسبة لمجيء المسيح هو سفر دانيال، ومن ثمّ تبعه آخرون. هذا في حين ان الاراء الاخرى اتجهت نحو الفكرة التاريخية، فقرن البعض فكرة مجيء المسيح بانتصار الصدوقيين. واما سفر دانيال فيرتقب مجيء الخلاص بعد زمان الضيق هذا { دانيال 1 :12 } فالله سيدين ممالك هذا العالم وستؤخذ قوتها منها وسيحظى " قديسو العليّ " بالسلطة الابدية. والصديقون والاشرار سيقومون من الموت حتى يدانوا وياخذون جزاءهم. ويتحدث دانيال عن شخصية " ابن البشر " { ابن الانسان } الذي هو المسيح الذي هو المثال الاعلى لقدّيسي العليّ الذين يرتبط ظهورهم بزوال الشرّ نهائيا من العالم.

واعتقدت بعض الطوائف كطائفة قمران بنظرية المسيحَين اللذين معا سيقودان الطائفة في آخر الايام. وفي الوقت الذي فيه كانت هذه الطائفة تنتظر ظهور نبيّ، وهو ايضًا شخصيّة مسيحية والمسيح الكاهن { משיח הכהן } وهو المسيح من عائلة هارون { המשיח מבית  אהרון } وهو اعلى مرتبة من المسيح من اسرائيل _ المسيح الملك { המשיח מישראל _ המלך המשיח } وهو الذي سيسيطر على قضايا القداسة والطهارة ، اما المسيح الملك فوظيفته الاعتناء بالقضايا الدنيوية والامور السياسية.

اعتبر شيوخ وحكماء اسرائيل النبوّة خطرا كبيرا على سيادتهم وسلطانهم. لذلك وقفوا في وجه يسوع المسيح حتى نجحوا في تسليمه الى القتل، لا سيما وانهم كانوا يعتبرون انفسهم ورثة الانبياء، اذ ان النبوّة { ظهور انبياء} انقطعت في اسرائيل من ايام النبي ملاخي { قبل 500 سنة من ظهور يسوع المسيح }. ولهذا تولّدت عندهم فكرة او قاعدة التيجان الثلاثة : تاج الكهنوت { כתר הכהונה } وتاج المُلك { כתר מלכות} وتاج النبوّة {כתר נבואה} وهذا يتمشّى مع قولهم بوجود المسيح الكاهن { משיח כהן} والمسيح الملك {  המלך המשיח} وهذا يوافق الاتجاهين القديمين التاريخي والرؤيوي كما انهم ورثة الانبياء ايضا. وفي بشارة متى ورد رمز مختصر لهذه التيجان الثلاثة { متى 42 _41 و 6 :12 }:" وانا اقول لكم انه ههنا اعظم من الهيكل" { يرمز الى الكاهن } و " رجال نينوى سيقومون في الدين على هذا الجيل  ويحكمون عليهم لانهم تابوا يكْرز يونان وههنا اعظم من يونان". { يرمز الى النبي}.

و " مملكة التيمن { اليمن } ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتحكم عليه لانها اتت من أقاصي تسمع كلمة سليمان وههنا اعظم من سليمان" { يرمز الى الملك }.

فيسوع المسيح هو الكاهن والنبي والملك منذ الابد والى الابد الذي سياتي في آخر الايام، ومجيئه الثاني اكيد وضروري حتى يتحقق ملكوت السموات.

+ المادة مقتبسة من كتاب " تفسير انجيل الاحاد والاعياد " للاستاذ ميخائيل بولس ،اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة عيد رفع الصليب 2012 ، والمادة هذه من انجيل الميلاد.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com