الى روح اخي الحبيب الغالي الاب منير منصور في الذكرى السنوبة السابعة لوفاته
أخي الحبيب الغالي منير
سنوات تمضي والحزن يدمي والقلب يزداد حزنا، موجع فراقك وذكرياتك تزيد عيوني دمعا وحزنا والما، آه يا منير كم كنت انسانا رائعا وخادما مطيعا ووفيا للرب، فذكراك يا اخي وذكرياتك تثيرني وتهزني من عمق اعماقي تطحن الحاضر على الماضي لانك كنت الصادق والرائع والمحب لكل من كان حولك رغم صعوبة الزمن ووجعه ورغم غدر وسفاهة ورياء غالبية " رفاقك " لك من اصحاب " المهن الحرة " في السلك الكهنوتي التابع لابرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل.
نعم يا اخي لقد عانيت الامرين خاصة في آخر سنوات حياتك، نتيجة تصرفات حمقاء من قبل ثلّة حاقدة وكافرة لا تعرف الله وتخافه، مع انها تراس بيت الرب وكنيسته وتجلس على عرش ملك صادق. هذه الثلة التعيسة الرخيصة اجتمعت عليك كما فعل الكتبة والفريسيين، وقررت مع سابق اصرار وتعمد تصفيتك والقضاء عليك حتى اردتك قتيلا..{ ومع كل هذا لم تخجل ومشت بكل وقاحة وغطرسة في جنازتك}.
وسبب كل هذا يا منير لانك كنت تختلف عنهم..
فانت يا اخي لقد عرفت فقط جيّد المعرفة الصلاة والدعاء الى ربك ليحفظ كنيسته ويحميها من العثرات والمؤامرات، وكنت الكاهن المثالي الذي دعاه الرب الى خدمته، واتقنت جيدا خدمة ربك وكنيسته. فساعدت الفقير وزرت المريض ، واطعمت الجائع وكسرت الخبز وشربت النبيذ داخل الكنائس على هيكل الرب لخلاص النفوس. اما هم يا اخي فقد كسروا وما زالوا يكسرون الخبز ويشربون النبيذ في أفخم مطاعم جبل الكرمل في حيفا، وفي القدس وفي رام الله وتل ابيب، او في فنادق عمان وبيروت وباريس وروما. ومصالح الابرشية والرعايا ليبست من شانهم ابدا ولا تمت اليهم باية صلة. فيبيعون ويأجرون " وينهبون" ممتلكات الكنيسة واوقافها { وحتى الناس} كما يحلو ويطيب لهم، بحسب رغباتهم وشهواتهم ومصالحهم الشخصية الضيقة وكانها ملكهم الخاص ورثوها عن ابائهم واجدادهم، وكل هذا ليزيدوا جيوبهم وبطونهم وارصدتهم البنكية من نعم وخيرات ما تملك الكنيسة والابرشية.
نعم اخي منير ان وضع ابرشيتنا ما زال على حاله كما عرفته، بل قل أسوأ بكثير فالمؤامرة ما زالت مستمرة لكنها هذه المرة مستفحلة ودنيئة اكثر بكثير مما كانت عليه وتصفية ما تبقى للابرشية والكنيسة من املاك معروضة للبيع بالجملة والمفرق وبابخس الاثمان، والصفقات المشبوهة { البيع والشراء والدفع والقبض والتسليم } تجري في حانات وخانات سفوح جبل الكرمل في حيفا ممزوجة مع النبيذ والويسكي... والمشروبات الروحية الاخرى المحبوبة على قلوب وبطون معظم كهنة ورؤساء ابرشيتنا الاعزاء.
اذا كما قلت المؤامرة_ المسرحية مستمرة لكن مع بعض التغيرات والتبديلات البسيطة والطفيفة في ادوار بعض الفنانين والممثلين.
اخي الحبيب الحاضر الغائب.
ترى أي نجم في السماء الان انت؟ وباي فلك تسمو وتدور، واي شعاع من ثراك يبرق نور. حتى وان رحلت عنا فذكراك ستبقى ساكنة في قلوبنا دوما، وستبقى يا منير منيرا في نفوسنا وعقولنا ووساما على صدورنا الى الابد.
ذهبت عنا يا منير بشكل مفاجيء.. كأنك تقول:" اذا لم يحتملوني في الارض ففي بيت الرب منازل كثيرة" كذلك اشتقت الى امنا فلم ترد ان تبتعد عنها اكثر. أحبك الله فناداك ثانية ولبيت النداء دون تردد فرحا بلقاء ربك.
لقد إخترت يا منير النصيب الافضل حيث لا مؤامرات ومكائد، حيث لا حزن على الاقل ولا تنهد، بل فرح وحياة لا تفنى.
يقول بولس الرسول:" أتعلم غيرك ولا تعلم نفسك؟ اتعظ بالامتناع عن السرقة وتسرق؟ اتنهى عن الزنى وتزني؟ أتستقبح الاصنام وتنهب معابدها؟ أتفتخر بالشريعة وتهين الله بمخالفتك الشريعة"؟ { رو 23 _21 }.
آب 2012
أخوك الدكتور ايلي منصور
الجش.
